الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. أمريكا ولعبة الأديان

عكس الاتجاه.. أمريكا ولعبة الأديان

فى الهجوم الإرهابى التاسع  - حتى الآن- ليلة رأس السنة والذى استهدف ثلاثة أفراد أمن من شرطة نيويورك يحرسون الشوارع حول ميدان التايمز وحتى برودواى بقلب مانهاتن الساحرة، الميدان الأشهر فى العالم والمُكتظ دومًا بالزوار من أربعة أرجاء الدنيا، كان لا بد أن نتوقف طويلًا عند دراسة (الحالة الإرهابية الحديثة الآنية المتطورة) داخل أمريكا، ونتوقف عند شخصية الفاعل نفسه وهو المراهق المسيحى الأمريكى  Trevor Bickford ذو الـ19 عامًا الذى قيل إنه ينتمى لتنظيم الدولة الإسلامية - هكذا تقول التحقيقات والصحف- حيث نشرت رويترز نقلًا عن النيويورك تايمز رسالة من الإرهابى المسيحى المسلم إلى والدته ورسالة أخرى إلى أخيه المجند فى الجيش الأمريكى، والرسالتان وجدوهما ضمن نوت بوك يحوى مذكراته اليومية كتبها قبل تنفيذ الجريمة، الرسائل التى حوت كلمات ومصطلحات تثير الشبهات والريبة والغيظ والشك فيما ذكرته الميديا والتحقيقات حول ديانة الجانى والذى وصفوه بالإرهابى.



ستجد أن الله مكتوب (Allah) وليس مكتوبًا كما يِنادى فى المسيحية  God أو Lord  أو my Goodness أو my Gosh  وكلها تعنى: «الرب» وذلك فى رسالة «تريفور بيكفورد» لأمه وهو يخاف عليها من دخول النار لأنها لم تعرف الهداية، وفى رسالته لأخيه يصف زيه العسكرى بأنه ملابس العدو.

وهكذا وصمت الصحيفة الشاب المسيحى والتى قالت أنه ينتمى لتنظيم الدولة الإسلامية بالإرهابى، وما كانت لتجرؤ على نعته بالإرهابى لو لم تُشر الصحيفة وتقر بعبارة أنه صار مسلمًا، ولم تذكر الصحيفة سببًا فى كونه لا يزال محتفظًا باسمه.

أما عن حكاية الهجوم فهى أيضًا حكاية عجيبة وتفاصيلها المذكورة منذ ليلة رأس السنة تقول إن المراهق هاجم ثلاثة حراس أمن فى شوارع تايمز سكوير بمطواة وأحدهم لكمه فى كتفه وقبض عليه، وأن الأربعة ذهبوا إلى المستشفى للعلاج وخرجوا فى ذات الليلة ثم أُودعَ المجنى عليه داخل الإصلاحية حتى ينتهى التحقيق معه.

تقريبًا هذا هو الهجوم التاسع فى نفس المناسبة على سنوات متفرقة وفى نفس المكان، تم نعتها جميعًا بالمحاولات الإرهابية إلا واحدة كان الجانى فيها مسيحيًا لم يشهر إسلامه وقام بدهس عدد من المواطنين، لذا لم يصفوه بالإرهابى!

تستطيع أن تتساءل بتلك الدهشة والريبة والاستياء من نعت (الإرهابى) الذى يلازم أصحاب الديانة المسلمة، لكن لم يحاول أحد أن يصف الأمير «هارى» زوج «ميجان» وابن الملك «تشارلز» وابن الأميرة المغدورة « ديانا» بأنه (إرهابى)، فى كتابه الذى لم يصدر حتى الآن وتم تسريب صفحات منه ويتحدث عن جرائم الملكة الراحلة إليزابيث ويروى وقائع جديدة عن مقتل «ديانا»، وتمت ترجمة صفحات كثيرة منه إلى العربية، يعترف هارى بأنه كان يقضى فترة تجنيده بأفغانستان وأنه قتل 25 مسلمًا أفغانيًا، لم يذكر «هارى» لماذا ذهب مع جيش بلاده ليغزو بلدًا مسلمًا ويقتل أهلها ويسرق خيراتها، ولماذا لم تذكر رويترز ولا نيويورك تايمز أن الأمير «هارى» زوج «ميجان» وابن «ديانا» و«تشارلز» إرهابى هو وأهله وجيشه وبلده؟

السؤال من جديد: هل «تريفور بيكفورد» مسيحى أم مسلم؟ وهل حدثت الواقعة بالفعل كما رُوِيَتْ من الميديا الأمريكية؟ ومن يؤكد صدق أو كذب هذه الـ Diary؟ هل «تريفور» ترك المسيحية ودخل الإسلام من أجل أن يجرح بالمطواة ثلاثة أفراد أمن؟ هل لو ظل مسيحيًا لما فعلها؟ هل لا بد أن يقول البنى آدم  لفظة (Allah) وليس (God) حتى يوصم بالإرهاب؟!