السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الرئيس افتتح قرية «أم دومة» وعددًا من المشروعات القومية بمحافظة سوهاج.. هنا الصعيد

يظل صعيد مصر على رأس أجندات الدولة المصرية، التى تولى اهتمامًا كبيرًا بتطويره، من خلال المشروعات التنموية المختلفة، ولعل إحدى محطات التطوير هى افتتاح الرئيس السيسى لعدد من المشروعات القومية أول أمس الخميس؛ حيث افتتح قرية أم دومة، إحدى قرى مبادرة «حياة كريمة»، إضافة إلى مستشفى سوهاج التعليمى، كما زار الرئيس جامعة سوهاج الجديدة.



وقال الرئيس، إن تكلفة التطوير فى محافظة سوهاج وصلت إلى 102 مليار جنيه، وتساءل الرئيس عن باقى المحافظات وكم تحتاج من تكلفة للتطوير؟ مشيرًا إلى أنه إذا تم إنشاء مكتب بريد أو مدرسة أو مستشفى فهى فى حاجة لأطقم عمل وإدارة ومصاريف صيانة يجب توفيرها لضمان استمراريتها.

رؤية مصر 2030

أكد الرئيس السيسى أن كل ما يتم إنجازه الآن هو محاولة لسد الفجوة والوصول للمعدلات الطبيعية لعملية التطوير، لافتًا إلى أن مصر فى حاجة لإنشاء 60 ألف فصل دراسى سنويًا لاستيعاب الزيادة السكانية مع الأخذ فى الاعتبار أن أعداد الفصول الحالية لا تكفى عدد الطلاب الذين هم فى حاجة إلى التعليم، موضحًا أن تكلفة إنشاء 60 ألف فصل فى العام سيكلف خزينة الدولة حوالى 60 مليار جنيه.

ووجه الرئيس الحديث لبعض الشباب الذين حضروا فعاليات افتتاح بعض المشاريع التنموية فى سوهاج، قائلًا: «إن أفكاركم وأحلامكم قد تكون هى السبب فى تغيير وضع البلاد».

وأكد أن الدعم المادى لمشروعات الشباب المشاركين  فى «رؤية مصر 2030» موجودة وبأية مبالغ، مشيرًا إلى أن كل نموذج من مشروعات الشباب المشاركين قد يحتاج إلى مبلغ يتراوح ما بين مليون  إلى  ثلاثة ملايين جنيه لكى يتم تنفيذ أفكارهم ونجاحها كمشروعات، قائلا «نحن جاهزون بأى مبالغ قد تحلمون بها وسيتم توفيرها بالرغم من الضغوط التى تواجهها الدولة».

وتابع الرئيس السيسى قائلًا: «النماذج الستة للشباب قد يتمكن %50 منهم من الوصول لنتيجة وقد تصل إلى %100، فما علينا إلا أن نحلم ونسعى لتحقيق حلمنا وأن نصدّق أننا سنحقق النجاح».

وأشار الرئيس إلى أنه يتابع مواقع التواصل الاجتماعى والتعليقات عليها والتى من بينها على سبيل المثال من يطالبون وزير النقل كامل الوزير بالتوقف عن تنفيذ مشروعات الطرق، لافتًا إلى أن من يقول مثل هذه التعليقات لم ير المناطق التى يتم تنفيذ مشروعات الطرق بها وكيف يعيش المواطنون فيها، مؤكدًا أهمية شبكة الطرق لتحقيق سهولة الحركة بين كل المحافظات.

وأضاف: «عندما تم البدء فى مشروعات الصرف الصحى كانت نسبة تغطيتها %13 على مستوى الجمهورية، وأن المسئولين قبل أن أتولى السلطة كانوا يحلمون بالوصول إلى نسبة %100 ولكن لم يستطيعوا تحقيق ذلك».

مدبولى: 102 مليار جنيه استثمارات 

وفى كلمته قدم الدكتور مصطفى مدبولى،رئيس مجلس الوزراء، عرضًا حول الجهود المبذولة لتنمية المحافظة، وصعيد مصر بوجه عام، جاء تحت عنوان (صعيد مصر على أجندة التنمية المستدامة).

وقال إن الهدف من وراء الجهود التى بذلت خلال السنوات الثمانى الماضية، يتمثل فى تحسين جودة حياة المواطن المصرى، الذى يمثل الهدف والغاية لجهود كافة مؤسسات الدولة، بتوجيهات الرئيس؛ حيث تعمل جميعها من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود، مضيفًا إنه عندما نتذكر الوضع هنا قبل عام 2014، كان هناك حجم كبير من تراكم المشكلات والتحديات وتدنى مستوى الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين على مدار عقود.

وفى هذا السياق، عرض «مدبولى» مجموعة من اللقطات المصورة التى كانت قد التقطت لعدد من المناطق فى سوهاج قبل أعمال التطوير، منها على سبيل المثال صورة المعديات على ضفتى نهر النيل والتى تم الاستعاضة عنها بالكبارى والمحاور لتسهيل وتأمين حركة نقل المواطنين بين ضفتى النهر، وكذا صور لمشاهد انقطاع الكهرباء، وصور أخرى توضح غيابًا شبه تام لخدمة الصرف الصحى، وتدنى مستويات المدارس والوحدات الصحية والخدمات.

وتابع: «بالتركيز على محافظة سوهاج، فإن حجم الاستثمارات المنفذة والجارى إنهاؤها بالمحافظة، اعتبارًا من منتصف 2014 حتى ديسمبر 2022 تجاوز 102 مليار جنيه فى المحاور الستة للتنمية وهى: الصناعة، والنقل والمواصلات، والخدمات التعليمية، والخدمات الصحية، والإسكان والمرافق الأساسية، والحماية الاجتماعية ومشروعات «حياة كريمة».

وتطرق رئيس الوزراء، خلال حديثه، إلى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير القرى المصرية، مشيرًا فى ضوء ذلك إلى أن محافظة سوهاج فى هذا المشروع القومى الضخم، الذى يُعد مشروع القرن لمصر حظيت بنصيب كبير؛ فمن بين إجمالى 52 مركزًا ضمن المرحلة الأولى من المشروع، لسوهاج 7 مراكز أى ما يمثل حوالى %13 من إجمالى مراكز المرحلة الأولى يتم تنفيذه فى محافظة سوهاج، و%12 من إجمالى قرى المرحلة الأولى، حيث يوجد 181 قرية بالمحافظة من إجمالى 1477 قرية، وسيستفيد من هذا المشروع فى المرحلة الأولى 2.5 مليون مواطن بالمحافظة من إجمالى 18 مليونًا على مستوى الجمهورية وهم المستفيدون فى المرحلة الأولى من مبادرة «حياة كريمة».

وأضاف مدبولى إنه يتم تنفيذ 2656 مشروعًا رئيسيا بالمحافظة بتكلفة تقرب من 37 مليار جنيه، بالإضافة إلى مشروعات تم تنفيذها فى المرحلة التمهيدية لحياة كريمة وصلت تكلفتها إلى 330 مليون جنيه، أى نقترب من 40 مليار جنيه فقط لمحافظة سوهاج ضمن مبادرة «حياة كريمة».

واختتم رئيس الوزراء العرض التقديمى بالتأكيد أن صعيد مصر لم يعد مهملًا كما كان فى الماضى، بل أصبح على قمة أولويات الدولة المصرية.

مأدبة إفطار.. وتكريم لأبناء سوهاج 

خلال مأدبة إفطار بقرية أم دومة، إحدى قرى حياة كريمة بمركز طما خلال زيارته لمحافظة سوهاج، أثنى الرئيس على أهل الصعيد، مؤكدًا أنهم أهل عزة وكرم وشهامة ومروءة.

وقال الرئيس السيسى، إن ما يتم إنجازه فى مصر الآن ليس فضلًا ولا منة وإنما هو حق الناس، مؤكدًا أن الذى حمى مصر من الإرهاب هو الله.

كما قام الرئيس بتكريم عدد من رموز وأبناء مدينة سوهاج وعلى رأسهم اسم الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الشريف ومفتى الديار المصرية الأسبق، من أبناء مركز طما محافظة سوهاج والذى كان له دور عظيم فى نشر الفكر الإسلامى المستنير والمنهج الوسطى وقدوة يحتذى بها عملًا وخلقًا،  وتسلمها عنه نجله المستشار عمرو محمد سيد طنطاوى.

وكرم أيضا كابتن علياء ثابت، ابنة قرية الصوامعة بمحافظة سوهاج ولاعبة كرة القدم بمركز شباب الرى والتى تفوقت واستطاعت أن تكون حارسة مرمى منتخب مصر لكرة القدم النسائية.

وعقب ذلك، كرم الرئيس السيسى، اسم الشهيد اللواء نبيل فراج، ابن محافظة سوهاج ومساعد وزير الداخلية والذى استشهد فى أحداث كرداسة 2013 أثناء عملية تطهير كرداسة من العناصر التكفيرية، حيث رفض الجلوس خلف المدرعة وأصر على تصدر الصفوف الأولى ليسقط شهيدًا فداء لوطنه، وتسلمت عنه زوجة الشهيد المهندسة نضال على محمد زكى.

وكرم الرئيس السيسى، صفاء أبوالحسن إسماعيل زاد، نائب رئيس مجلس مدينة طما ونموذج مثالى لمسئول حكومى متفانٍ فى عمله وساعدت فى تحسين حياة الكثير من أهالى سوهاج من خلال مساهمتها الفعالة فى العديد من مشروعات مبادرة حياة كريمة.

وكرم الرئيس السيسى، اسم الفنان الكبير جورج سيدهم ابن جرجا بمحافظة سوهاج صاحب مسيرة فنية خالدة فى قلوب المصريين بدأت مع ثلاثى أضواء المسرح ولم ولن تنتهى أبدا، وتسلمت عنه زوجته الدكتورة ليندا مكرم.

شباب جامعة سوهاج

كما استعرض بعض النماذج الشابة الرائدة فى مختلف المجالات بجامعة سوهاج، أهم مساهماتهم فى المشاريع العلمية خلال رؤية مصر 2030، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، وكان من ضمنهم محمد عبداللطيف الطالب بكلية الطب البشرى بجامعة سوهاج والذى أكد أنه كان يواجه مجموعة من التحديات المتعلقة بصعوبة التعلم بالطرق التقليدية وتشريح الجثث والحيوانات والتفاعلات الكيميائية الخطيرة.

وقال محمد عبداللطيف خلال افتتاح الرئيس السيسى لعدد من المشروعات بسوهاج: «بناء على توجهات الرئيس السيسى كانت رؤية مصر 2030 والدعم المتواصل للبحث العلمى والابتكار، استطعنا إنشاء وحدة التكنولوجيا الطبية والتى يتم من خلالها استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، والواقع الافتراضى  والمعزز، لإنشاء محتوى تعليمى تفاعلى لمساعدة الطلاب على توفير الوقت والجهد والمواد، والوصول لهذا المحتوى فى أى وقت ومكان وعدد لا نهائى من المرات».

وأضاف الشاب، إن تكلفة إنشاء الوحدة 500 ألف جنيه تشمل الأجهزة وتطبيقات «السوفت وير» والدعم الفنى واللوجيستى ويمكن تعميم هذه التجربة فى جميع الجامعات المصرية.

من جانبها، قالت ندى حسن الطالبة بكلية العلوم بجامعة سوهاج، إن هناك بعض المشاكل التى واجهتها أثناء الدراسة تتعلق بأجهزة الكشف عن الإشعاع لعدم توافرها فى السوق المحلية ويتم استيرادها من الخارج وتكلفتها مرتفعة ويصعب صيانتها.

وأضافت إنهم استطاعوا تصميم جهاز للكشف عن الإشعاع، وقياس الجرعات الإشعاعية بتكلفة أقل %50 من المستخدمة حاليا، وسهل الصيانة والتطوير، وتم تحميله بالفعل على (روبوت) ذاتى الحركة لتوسيع نطاق الكشف عن الإشعاع وحماية العنصر البشرى من خطر التعرض المباشر للإشعاع والتى تصل أضراره بالإصابة بالحروق الإشعاعية وبعض السرطانات والوفاة.

وأشارت إلى أنه يمكن الاستفادة منه واستخدامه فى الأماكن التى تتعامل مع الإشعاع والمواد المشعة مثل المستشفيات والجامعات وهيئة الطاقة الذرية والمحطات النووية وأماكن الحفر والتعدين، وبذلك يساهم فى تقليل الفاتورة الاستيرادية لمصر بتوفير منتج محلى الصنع عالى الكفاءة بسعر منخفض وينافس فى السوق العالمية، وفى تحقيق استراتيجية ورؤية مصر 2030.

كلمة الرئيس السيسى 

وفى كلمته خلال افتتاح تلك المشروعات القومية قال الرئيس السيسى: إنه من حسن الطالع ودواعى سرورى أن أستهل زيارتى الميدانية فى مطلع عام جديد 2023 بزيارة محافظة سوهاج قلب صعيد مصر الطيب، أرض الخير والأصالة وبلد الحكمة التى عرفت أرضها الحضارة منذ آلاف السنين حين شرع أجدادنا فى عمارة الأرض وبنائها.

وأضاف: لا أخفى عليكم بالغ سعادتى بوجودى فى وسط أهل سوهاج بصفة خاصة وأهل الصعيد بصفة عامة، ولا سيما هم أهل الكرم والطيبة والشهامة، وأود أن أغتنم هذه الفرصة الطيبة كى أتوجه بتحية تقدير واعتزاز لجموع الشعب المصرى العزيز لذلك الشعب الأبى الكريم الذى يثبت كل يوم أن جذوره الراسخة فى أرض التاريخ تلهمه ثبات الخطوات نحو المستقبل بإرادة صلبة وعزيمة راسخة.

وتطرق الرئيس خلال كلمته عن الحرب «الروسية- الأوكرانية» قائلا: تقترب الحرب الروسية - الأوكرانية من إتمام عامها الأول وهى الحرب التى بدأت وزاحمت وباء كورونا فى تأثيراته   السلبية على الاقتصاد العالمى، وضاعفت منها وتسببت فى تداعيات سلبية على كل دول العالم، وفى مصر واجهنا ولا نزال هذه التداعيات بثبات وقوة مستفيدين من خطوات الإصلاح الاقتصادى التى شرعنا فيها وانعكست آثارها على قدراتنا فى مواجهة تلك الأزمة العالمية وكانت فلسفة إدارة هذه الأزمة قائمة فى المقام الأول على بذل الجهود لتقليل آثارها المباشرة على المواطن من خلال تنفيذ سلسلة متكاملة من إجراءات الحماية الاجتماعية والعمل على تقليل آثار موجات التضخم التى ضربت العالم وألقت بظلالها علينا جميعًا، وبالتوازى مع تلك الإجراءات فقد عملت الدولة على تعزيز دور القطاع الخاص وجذب استثمارات مباشرة لدعم مؤشرات الاقتصاد الكلى،وتنفيذ مبادرات واستراتيجية توطين الصناعة المحلية ودعم الصادرات لتقليل ميزان العجز التجارى،وبما ينعكس بشكل مباشر على قيمة الفاتورة الاستيرادية السنوية.

وأردف الرئيس : أننى أؤكد لكم بكل صدق وتجرد أننا ورغم كل الصعاب سنمضى معًا ليس فقط لعبور الأزمة، ولكن لصناعة مستقبل باهر بإذن الله يليق بتضحياتنا ونفتخر ونحن نقدمه للأبناء والأحفاد.

واختتم الرئيس كلمته قائلًا: إننى أتحدث إليكم وأنا على يقين فى قدرات أمتنا وثقة فى أبنائها وأمل فى مستقبلها ومصر الوطن العظيم الذى عَلم الدنيا ومن عليها كيف تُصنع الحضارة والمعجزات، قادرة بنا على كتابة التاريخ مرة أخرى بصياغة مصرية وطنية وبسواعد أبنائه ستحقق الأحلام وبإرادةٍ سنجتاز التحديات وبنا جميعًا بإذن الله.