الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
محمد صلاح.. وعقاب طالبان والسوشيال ميديا

محمد صلاح.. وعقاب طالبان والسوشيال ميديا

بقَصد وترصُّد من قِبَل البعض يتعرّض ابنُ قرية نجريج ونجمُ مصر «محمد صلاح» لهجوم ليس له من مبرر؛ لمجرد أنه قام بنشر صورة مع عائلته مهنئًا فيها بعيد الميلاد، الصورة جلبت على سفيرنا المحترف فى ليفربول الإنجليزى وابلاً من الهجوم الذى وصل إلى حد التشكيك فى عَقيدته، لدرجة وصل معها الأمْرُ أن أحد المُعلقين على الصورة وصفه بأنه مُشرك (والعياذ بالله)، وخرج آخرُ بتعليق يُعنف «صلاح» على خَلع زوجته للحجاب الذى اعتادت الظهور به، من ناحية أخرى أفضّل عدمَ الحديث عن التعليقات التى نالت من «صلاح» لقيامه بتهنئة الأقباط بعيدهم؛ لأننى أعطى لأمثال هؤلاء قدرًا ووزنًا لا يستحقونهما، فهم مثلهم فى ذلك مثل جماعة «طالبان» التى منعت الفتيات الأفغانيات من التعليم الجامعى لتجاهلهم أن الدين الإسلامى فرض طلب العلم على كل مسلمٍ ومسلمةٍ، بما فى ذلك من سلب لحقٍّ من الحقوق الشرعية التى كفلها الإسلامُ للنساء كما كفلها للرجال سواء بسواء؛ خصوصًا أن القول بغير ذلك يُعَد افتراءً على هذا الدٍّين القَيِّم، لنتبين من خلال هذا وذاك على مدَى الجُرم والضرر الذى سببوهما لديننا الإسلامى السمح، وهذا تحديدًا ما جعل البعضَ من متعصبى الخارج يوسموا ديننا بالتخلف والرجعية وعدم احترام عقائد الآخر. فعندما تطلب الفتيات العلم لم يرتكبن جريمة أو معصية، وعندما ينشر «صلاح» صورة عائلية مهنئًا فيها بعيد الميلاد لم يشرك بدينه، ولكنّ مُدّعى الحسبة ووكلاءَها على السوشيال ميديا يرون غير ذلك، فهم وحدهم المنوط بهم الحفاظ على الدين ومحاسبة من يخرج عليه وتكفيره إذا لزم الأمر، بَعد أن تفرنج وترك دينه وسمح لزوجته بخلع الحجاب، رُغْمَ أن الصورة المنشورة توضح أن الزوجة وضعت فوق رأسها غطاءً للرأس، رُغْمَ أن من حقها خلعَ الحجاب، ولكنه الحقد والتطرف الأعمَى الذى يُغشى الأبصارَ، ويعطى الحق لمَن لا حق له فى التدخل فى شئون الغير تحت مزاعم الحفاظ على الإسلام، الذى لا يحتفل بأعياده سوى فى بعض التغريدات التى لا ترضيهم بالطبع، عكس احتفاله بالأعياد الأخرى التى ليس لها علاقة بدينه.



ما شاء الله الكل أصبحوا مسلمين ويكتبون آيات من القرآن تؤكد على ما يقذفون به من اتهامات، فقط «صلاح» هو المُخطئ!!، رُغْمَ التزامه وتبرعاته للخير وتمثيله لدينه الوَسَطى وبشهادة الأجانب عنه وعن إحسانه على المحتاجين وسجوده شاكرًا لله عند تسجيله لهدف، واشتراكه فى المباريات أثناء شهر رمضان وهو صائم.. «صلاح» يفعل ذلك فى نفس الوقت الذى يتواجد بيننا مسلمون منافقون لا شغل ولا عمل لهم سوى التمثيل علينا وعلى غيرنا تحت مزاعم وحجج واهية ليس لها أدنى علاقة بالإسلام، حجج جعلتهم ينهشون فى عرض الرجل ويكفرونه لأنه أخذ صورة مع عائلته تحت شجرة، مع أن الله فقط هو مَن يعلم النّيّات وهو الوحيد الذى يحاسب عبدَه ويعلم ما بداخله.

عمومًا الهجوم الموسمى على «صلاح» والذى طال زوجته هذه المَرّة ليس بجديد على أصحاب الغرض، الذين من المؤكد أصابهم مرضُ الحقد والغل الملتحف بتطرف دفين يوضّح مدَى جهلهم وتعصبهم، لن ينال من خير سفراء الرياضة العربية فى الخارج، وهو نفسه الهجوم الذى لا يعيره «صلاح» انتباهًا أو قيمة لأن أصحابه معروفون ولا يجدون ما يشغلهم سوى معرفتهم بكم حقق من دَخْل فى اليوم والساعة والثانية، وهذا ما يعرفه الطب النفسى بأنه مرضٌ يصيب النفوسَ الضعيفة التى تشعر بالغضب لمجرد أن غيرها يمتلك ما لا تمتلكه، ولهؤلاء ندعو لهم بالشفاء وأن يقينا ويقى نجمنا وسفيرنا المحبوب «صلاح» من شرّهم وحقدهم.