الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. أن تكون  «نيكولاس كيدچ»

عكس الاتجاه.. أن تكون «نيكولاس كيدچ»

لم يكن غريبًا على مَسامع وعيون الأمريكان أن يتلقوا الاعترافات والتصريحات الغرائبية- للمرّة الثانية- التى جاءت فى الحوار الذى أجرته  صحيفة (نيويورك بوست) الأسبوع ماضى مع النجم الهوليوودى الكبير «نيكولاس كيدچ» والذى كان قد صرّح ببعضه مقتضبًا منذ عدة أشهُر لمجلة أمريكية أخرى، لكنه هِنا قد استفاض وشرح وفتح قلبه عن آخره وأضاف وقال ما لم يقله سابقًا: بأنه ظلّ مصدومًا فى شخصيته، ظل مرتابًا لفترة طويلة فى مواجهة لنفسه إذ كان يسيطر عليه اعتقادٌ قديمٌ راسخٌ وتتملّكه فكرة أكيدة سربها إليه والدُه بأنه كان طفلًا فضائيًا- خَلقًا آخر- وُلِد جنينًا غير إنسىّ، وليس بشريًا ككل خَلْق الله، وكانت صدمته الأكبر والمروعة التى جاءته من نتيجة تحاليل طبية صادمة أظهرته (شخص عادى جدًا) وأنه يمتلك هيكلًا عظميًا وأعضاءً بشرية بحتة لا زيادة فيها ولا نقصان ولا اختلاف ولا تميُّز عن أى بنى آدم أرضى، وأنه يمرض ويحب ويتزوج وينجب مثل باقى البَشر!



كان «كيدچ» يَعتقد أنه شبح أو فامباير أو وطواط أو أفعَى برأسين أو على أقل تقدير شيطان أو ملاك اسمه «سيث» سقط من السماء وتحول إلى إنسىّ يعشق إنسيّة كما جسّد دوره فى فيلمه البديع   (City of Angels).

كان التصريح الأكثر عجبًا وغرابة هو اعترافه فى ذات الحوار التليفزيونى بأنه «نيكولاس كيدچ»، الذى لم يدفع سِنتًا واحدًا ولا دولارًا ولا مليونًا كى يحصل على الأوسكار!، مما يعنى أن الآخرين يدفعون؟ يحدث ذلك بالتأكيد وهو الذى حصل على الأوسكار وغيرها من الحوائج المهمة بموهبته وحُب الجماهير.

ستلاحظ أشياءً غريبة فى هذا الحوار الذى بدأته الصحافة مع «كيدچ» منذ أبريل الماضى واستفاض فيه النجم الكبير الأسبوع الماضى معللًا اعتقاده الغريب فى كينونته أنه كان نتيجة تربية والده «August Coppola» له والذى أخبره وهو طفل صغير بأنه كائن فضائى وجدوه ساقطًا من السماء، وقد صدّق «كيدچ» المزحة التى قيلت له بمنتهى الجدّيّة مما عرّضه لمشكلات طاحنة فى طفولته، إذ لم يستطع التواصُل مع زميل أو صديق أو جار أو قريب، ونشأ غريبًا، واستقر فى نفسه أنه لا بُدّ أن يكون ممثلًا عبقريًا يجسّد حالات جنونه وتغيراته الفسيولوچية- هكذا تراءى له الأمر- وكان يفتش فى أعضائه ليبحث عن الغريب فيها! وحين صار ممثلًا لم يستطع التوافق مع زملائه وتأكد له الشعور هذا بعد تفوقه فى أداء شخصية «سيث» بطل (مدينة الملائكة) مع الممثلة «ميج ريان».

الأشياء الغريبة والملفتة فى هذا الحوار أنه لم يكن فضفضة ولا (شو) ولا تريند؛ بل كان مجرد حوار صحفى عالى المستوى، لم يتدنّ إلى مناطق خاصة ولم يتطرق إلى غرفة نومه وسريره والملابس الداخلية لزوجته «Riko Shibata» وعلاقتهما الجنسية ولا قصص الغرام فى حياته، فلم يُجلسه مذيع أو صحفى ليحكى أسرارًا خاصة ما كان يجب أن يحكيها حتى ولو عرضوا عليه مقابلها آلاف الدولارات ليحكى ويحكى ويحصل الصحفى أو المذيع من هذا الحوار أو هذا البرنامح على أعلى مبيعات أو أعلى مشاهدات ويصبح تريند لإلهاء المشاهدين. 

منذ البداية كان «كيدچ» قد رسم حياته ووضع أُطُرًا وقواعد: فكان أن استبدل اسم عائلته الشهيرة من «نيكولاس كوبولا» إلى «نيكولاس كيدچ» رفض أن يُلمّح أحدهم بأنه يستغل شهرة اسم عمّه المخرج الكبير «فرانسيس كوبوبولا» كى يصعد على حِسّه.. وذكر «كيدچ» أن لديه ثلاثة أبناء وجاء رابعهم هذا الشهر، فقط لا غير، لم يطرحهم فى سوق التمثيل ولم يزج بهم فى مسلسل أو فيلم، أظنه سيتركهم لموهبتهم دون أن يخصموا من رصيده لو كانوا أقل موهبة أو معدومى الموهبة.

«كيدچ» المولود فى اليوم السابع من الشهر الأول فى العام 1964.. ابنٌ بارٌ لبُرج الجَدى. وما أدراك ما بُرج الجَدى. تمامًا مثل نيكولاس كيدچ بجنونه وشطحاته واختلافاته وغرائبية ميلاده وحكاياته وسيرته، تمامًا كأن تكون «نيكولاس كيدچ».