الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التعاون الإفريقى.. سد جوليوس نيريرى خطوة التعاون الحقيقى نحو التنمية

فى خطوة تعكس عمق العلاقات بين الأشقاء الأفارقة وخاصة العلاقات المصرية فى القارة السمراء،  ترأس وزير الخارجية سامح شكرى، وفد مصر المشارك فى احتفالية تدشين ملء بحيرة سد جوليوس نيريرى، الذى ينفذه تحالف شركات مصرية على نهر روفيجى بدولة تنزانيا، بتكلفة 3 مليارات دولار، ليؤكد دعم ومساعدة الإدارة المصرية لجهود التنمية الحقيقة فى إفريقيا، ورؤيتها لدعم التنمية الحقيقية لشعوب القارة السمراء فى مختلف المجالات.



لحظة فارقة

وألقى سامح شكرى وزير الخارجية كلمة خلال الاحتفالية التى نظمتها تنزانيا، الخميس،  بمناسبة بدء الملء الأول لخزان مياه مشروع سد جوليوس نيريرى، وقال شكرى، إن مصر ستواصل جهودها لدعم التنمية فى تنزانيا، مشددا على أن مشروع سد جوليوس نيريرى يؤكد التزام مصر إزاء أشقائها فى إفريقيا.

وقال المهندس أيمن عطية، مدير تنفيذ مشروع سد «جوليوس نيريري»، إن إرادة الشعب التنزانى وراء تنفيذ مشروع بهذا الحجم، وهناك تحديات كبيرة استطعنا تخطيها، منها تفشى وباء كورونا الذى أدى الى وقف العمل بالمشروع لفترة،  بالإضافة إلى بقاء المعدات على أرصفة الموانئ للدول المصنعة لفترات طويلة جراء توقف حركة الشحن البحرى فى ذلك الوقت.

وأضاف مدير تنفيذ مشروع سد «جوليوس نيريري»، إن الإرادة التنزانية ودعم الحكومة المصرية والمتابعة المستمرة كانت الداعم الأساسى لمجابهة التحديات التى تواجهنا، مضيفًا إن الافتتاح سيكون على مرحلتين أساسيتين بنسبة %80 من المشروع.

استمرار التعاون الإفريقي

يعد مشروع سد «جوليوس نيريري» من أهم المشروعات التنموية التى يتم تنفيذها فى القارة الأفريقية بتكلفة 3 مليارات دولار.

يذكر أنه فى أكتوبر الماضى، احتفل التحالف المصرى باكتمال الأعمال الإنشائية للسد الرئيسى التى استمرت على مدار 687 يومًا، منذ تحويل مجرى النهر فى 18 نوفمبر 2020.

 ومن جانبها، أوضحت الخارجية المصرية فى بيانها، أنه يعد «تجسيدًا لقدرات وإمكانات الشركات المصرية فى تنفيذ مشروعات البنية التحتية الكبرى فى عدد من الدول الإفريقية، ونموذجًا يحتذى به للتعاون الإقليمى البناء بين الدول الشقيقة لدعم جهود التنمية وتحقيق مصالح شعوبها»

وشارك فى افتتاح المشروع، الذى يأتى تحت رعاية واهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفد مصرى رفيع المستوى؛ حيث رافق وزير الخارجية، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية عاصم الجزار وعدد كبير من المسئولين وممثلى التحالف المنفذ للمشروع كما حضر الاحتفال رموز المجتمع التنزانى ووسائل الإعلام والمواطنون.

التنمية الحقيقية

يستهدف المشروع مضاعفة القدرات الكهربائية على الشبكة التنزانية؛ ويتضمن تصميم وتنفيذ «محطة توليد وسد جوليوس نيريرى الكهرومائية»، بقدرة إجمالية 2.115 ميجاوات بمنخفض شتيجلر على نهر روفيجى، كما سيتيح التحكم فى الفيضانات التى أدت إلى وفاة وفقد الآلاف أغلبهم من الأطفال، ويحد من تكون المستنقعات الموسمية التى تعد السبب الرئيسى لانتشار أمراض خطيرة، علاوة على استدامة التصرفات المائية اللازمة للزراعة وأنشطة الصيد النهرى.

ومن المتوقع أن تكون «محطة توليد وسد جوليوس نيريرى الكهرومائية» هى الأكبر فى تنزانيا لتوليد الكهرباء بطاقة كهربائية 6307 آلاف ميجاوات/ساعة سنويا، فيما سيتم نقل الطاقة المتولدة، عبر خطوط نقل الكهرباء جهد 400 كيلو فولت إلى محطة ربط كهرباء فرعية، حيث سيتم دمج الطاقة الكهربائية المتولدة مع شبكة الكهرباء العمومية.

كما يشمل المشروع إنشاء 4 سدود فرعية لتكوين الخزان المائى، وسدين مؤقتين أمام وخلف السد الرئيسى، لعمل التجفيف والتحويل أثناء تنفيذ السد الرئيسى، بالإضافة إلى مفيض للمياه بمنتصف السد الرئيسى، ومفيض طوارئ ونفق بطول 660 مترًا لتحويل مياه النهر، و3 أنفاق لمرور المياه اللازمة لمحطة الكهرباء، وكوبرى خرسانى دائم، و2 كوبرى مؤقت على نهر روفيجى، ويتم خدمة منطقة المشروع بإنشاء طرق مؤقتة وطرق دائمة لتسهيل الحركة وربط مكونات المشروع.

وقد شارك فى إنجاز المشروع نحو 9 آلاف عامل (8 آلاف عمالة محلية – وألف من العمالة المصرية والأجنبية)، وأكثر من 1400 معدة، وتشمل أهم الأعمال التى تم الانتهاء من تنفيذها نفق تحويل مسار النهر (بطول 703 أمتار وعرض 12 مترًا وارتفاع 17 مترًا والذى تم الانتهاء منه وتحويل مجرى النهر فى نوفمبر 2020).

ووفق خبراء فان سد جوليوس، الذى يقع على نهر روفيجى، وهو أحد أطول الأنهار التنزانية، وليس له علاقة بحوض نهر النيل، وأنه عندما طرح المشروع على الرئيس التنزانى، طالب بأن يكون «المشروع على أحد الأنهار التنزانية وبعيدا عن حوض النيل»، وذلك بهدف الحفاظ على العلاقات الودية مع مصر.

كما يعتبر نهر روفيجى هو أحد أطول الأنهار فى تنزانيا بطول 600 كيلو متر، أما سد جوليوس فمن المقرر أن يحل أزمة الكهرباء فى تنزانيا بإنتاج ضعف ما تنتجه البلاد من الكهرباء، وجاء التعاون المصرى فى إنشاء هذا السد ليعكس قوة وصلابة العلاقات المصرية مع أشقاءها الأفارقة وخاصة دول حوض النيل.