السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حصاد 2022 مصر الرقم الصحيح فى المعادلة الدولية.. الرقم الصحيح فى معادلة «الاستقرار العالمى» الدولة المصرية حاضرة فى كافة المحافل الدولية.. وسياسة الحياد الإيجابى جعلتها «جنيف» الشرق الأوسط

 اتسم عام 2022 بازدهار العلاقات المصرية مع كافة الدول شرقًا وغربًا، وبعد عامين من الانغلاق بسسب الجائحة كانت اللقاءات المصرية مع قادة وزعماء العالم هى السمة السائدة لهذا العام، والتى حتى الوقت الراهن لاتزال اللقاءات مستمرة خلال عقد القمة الأمريكية - الأفريقية فى العاصمة واشنطن.



وعلى مدار العام الجارى أجرى الرئيس المصرى عشرات اللقاءات التى عكست أهمية مصر فى حقل السياسة الدولية، وكان اللقاء مع الأشقاء العرب والأفارقة هو الأكثر بين انعقاد القمم الرئاسية والتى عكست اهتمام الرئيس السيسى والادارة المصرية لدعم وإرساء العلاقات المشتركة بين القاهرة والعواصم العربية والأفريقية.

 

لقاءات دعم الاستقرار العربي

على صعيد العمل الإقليمى والعربى، كان هناك عدد من اللقاءات المميزة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظرائه فى العالم العربى مما عكس وحدة الصف العربى أمام التحديات التى يواجهها العالم سواء فى النواحى السياسية والاستراتيجية والأمنية، كذلك فى النواحى الأقتصادية.

وكان من أبرز هذه اللقاءات القمة المصرية - الجزائرية فى يناير الماضى، حيث استقبل الرئيس السيسى نظيره الجزائرى عبد المجيد تبون، وقد عقد الطرفان جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الجزائرى، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، وشهدت المباحثات بين الزعيمين تبادل الرؤى بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة والتنسيق الحثيث بين البلدين الشقيقين تجاه التطورات المتلاحقة التى يشهدها حالياً محيطهما الجغرافى، وذلك كدعامة أساسية لحماية الأمن القومى العربى والأفريقى، كما أكد الرئيسان ضرورة عقد الانتخابات الليبية تزامنا مع خروج القوات الأجنبية والمرتزقة، وأكد الرئيس السيسى ضرورة الحفاظ على الحقوق المائية لمصر.. واتفق مع الرئيس تبون على أهمية التوصل لاتفاق حول سد النهضة.

كما التقى الرئيس السيسى مع نظيره الجزائرى الجزائرى عبد المجيد تبون للمرة الثانية خلال العام الجارى وذلك على هامش المشاركة المصرية فى القمة العربية فى الجزائر نوفمبر الماضى.

وأكد الجانبان فى لقائهما ضرورة العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية لتتناسب مع العلاقات السياسية المتميزة، فضلًا عن مواصلة التعاون والتنسيق العسكرى والمعلوماتى بين البلدين، وكذا تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، خاصة فى ظل التحديات الأمنية المختلفة التى تفرضها المستجدات الإقليمية الأخيرة، لاسيما فى منطقة الساحل والصحراء.

وفى فبراير الماضى، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، مع الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت.

وأكد الرئيس السيسى على دعم استقرار وأمن الكويت وكافة الدول الخليجية الشقيقة فى مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية، وذلك كجزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، والاعتزاز بعمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، إلى جانب الحرص على تعزيز وتنويع أطر التعاون الثنائى المشترك واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب فى شتى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية.

كما ثمن الرئيس مستوى التنسيق القائم ووحدة الرؤى بين البلدين الشقيقين حول القضايا ذات الاهتمام المتبادل، وحرصهما على تعزيز العمل العربى المشترك بما يسهم فى التصدى للتحديات المتعددة التى تواجه الأمة العربية فى المرحلة الراهنة.

وفى يونيو أيضًا كان انعقاد قمة «مصرية - أردنية - بحرينية» بمدينة شرم شيخ انعكاسًا على توافق وعمق العلاقات بين الدول. فى بيان الرئاسة المصرية أكد أن اجتماع القادة تناول العلاقات الاستراتيجية ومسارات التعاون الثنائى بين الدول الثلاث والتنسيق المتبادل فى مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، كما تناول آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والتحديات التى تواجه المنطقة.

وفى يوليو الماضى، كانت قمة جدة بحضور قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربى ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة، حيث أكد البيان الختامى للقمة الرؤية المشتركة للمنطقة العربية، يسودها السلام والازدهار، وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة فى سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها، والتصدى المشترك للتحديات التى تواجهها، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية.

وفى سبتمبر الماضى كانت القمة المصرية - القطرية فى الدوحة خطوة وصفعة جديدة لأعداء الوطن، والتى أبرزت توافق الزعيمين على إرساء العلاقات المشتركة بين الدول للحفاظ على وحدة الصف فى مواجهة التحديات الجارية على الصعيد الإقليمى والدولى. وشهدت القمة توقيع 3 مذكرات تفاهم بين صندوق مصر السيادى للاستثمارات والتنمية وجهاز قطر للاستثمار، ووزارة التضامن ووزارة التنمية الاجتماعية القطرية، وكذا بشأن التعاون فى مجال الموانئ.

وكذلك كانت انعقاد القمة «المصرية - الفلسطينية - الأردنية»، سبتمبر الماضى، من أبرز اللقاءات العربية التى عملت على دعم سبل التعاون بين الأشقاء العرب.

ووفق بيان الرئاسة المصرية، فقد شهدت القمة عقد مباحثات مشتركة بين القادة لتنسيق المواقف والرؤى إزاء عدد من الموضوعات المرتبطة بالقضية الفلسطينية، والتى تمثل الأساس الحقيقى لاستقرار المنطقة وتحظى بالأولوية لدى كل الشعوب العربية، آخذاً فى الاعتبار المستجدات التى طرأت خلال الفترة الأخيرة، خاصةً ما يتعلق بعملية السلام وسبل تثبيت التهدئة عقب التصعيد فى الأراضى الفلسطينية فى شهر مايو الماضى.

التوافق الدولي

وتميز العام الجارى بلقاء الرئيس السيسى عددًا من رؤساء الدول فى العالم الغربى ليعكس قوة مصر كدولة محورية فى عدد من القضايا الدولية والعالمية، وكان من أبرز هذه اللقاءت، القمة المصرية الصينية فى بكين فبراير الماضى، حيث أعربت بكين عن سعيها لتعميق العلاقات المصرية - الصينية فى عدد من الملفات خاصة الاقتصادية.

وكانت زيارة الرئيس السيسى إلى العاصمة الصينية خطوة لدعم التعاون بين الطرفين وقالت الرئاسة المصرية فى بيانها حول القمة إنها جاءت فى إطار ما تشهده الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين من تطور إيجابى على جميع الأصعدة، خاصةً فى المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن تعزيز التواصل والتشاور السياسى بين الدولتين حول الموضوعات الإقليمية والدولية.

وأكد الرئيس أن الصين تولى لعلاقاتها مع مصر أهمية خاصة بالنظر لمحورية دور مصر فى محيطها الإقليمى على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا وشرق المتوسط.

كما التقى الرئيس السيسى ونظيره الصينى شى جين بينج، على هامش انعقاد القمة العربية - الصينية ديسمبر الجارى، حيث عقد الرئيسان قمة ثنائية لبحث تطوير التعاون المشترك على مختلف الأصعدة، سواء فى الإطار العربى الجماعى، أو فى الإطار الثنائى من خلال الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى تجمع البلدين.

كما عمل الرئيس السيسى على التواجد فى خضم المعترك الدولى خاصة مع تصاعد الأزمة الروسية - الأوكرانية، فكان لقاء الرئيس المصرى مع عدد من الزعماء منهم المستشار الألمانى أولاف شولتس، ورئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دى كرو، والرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، كذلك لقاؤه مع رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك على هامش انعقاد قمة كوب 27 فى مدينة شرم الشيخ ليوضح الرئيس السيسى لجميع القادة عمل مصر كدولة صديقة لإرساء السلام فى هذه المرحلة الحرجة وفى خضم اشتعال الحرب الدائرة فى الجانب الأوروبى.

من جهة أخرى كان لقاء الرئيس السيسى بنظيره البولندى أندجيه دودا، خلال زيارة الأخير إلى القاهرة، حيث أعرب السيسى عن دعمه لإرساء التعاون مع بولندا فى إطار تجمع دول فيشجراد والذى يضم إلى جانب بولندا كلاً من التشيك والمجر وسلوفاكيا، وذلك لتعزيز أطر التعاون بين مصر وذلك التجمع الإقليمى الهام، نظرًا لأنه يتضمن دولاً صديقة، ومتشابهة الفكر والأولويات مع مصر، لاسيما فى مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية وبناء القدرات.

كما كانت زيارة الرئيس السيسى إلى العاصمة الصربية بلجراد للقاء مباحثات الرئيس الصربى ألكسندر فوتشيتش فى خطوة لتقارب المشترك بين البلدين.

وخلال القمة المشتركة رحب الرئيس السيسى بتعظيم التعاون مع الجانب الصربى فى مختلف المجالات، خاصةً على مستوى التعاون العسكرى والاقتصادى والتجارى والسياحى، بما يتماشى مع التوافق فى الرؤى بين البلدين حول مجريات الأوضاع الإقليمية والدولية، لاسيما مع حالة عدم الاستقرار التى تشهدها الساحة الدولية، الأمر الذى يتعين معه البناء عليه لإيجاد تحرك مشترك من الدول ذات التوجهات المتشابهة، خاصةً فى مجالات أمن الطاقة والأمن الإقليمى.

أما فيما يتعلق بالعلاقات المصرية - الأمريكية التى تدخل العام الجارى احتفالها بمرور 100 عام، كان التطور القوى بين القاهرة وواشنطن منعكسًا بصورة واضحة العام الجارى.

وخلال انعقاد قمة المناخ كوب 27 كان الوفد الممثل للحكومة الأمريكية هو الأكبر على مدار القمم المناخية السابقة، كما حرص كل من رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى والرئيس الأمريكى جو بايدن لحضور القمة المهمة، لعكس صورة قوية من التعاون الدولى للحث على قضايا التغيرات المناخية.

كما كانت مصر من أوائل الضيوف فى القمة الأمريكية الأفريقية المقامة فى العاصمة واشنطن (13 إلى 15 ديسمبر) الجارى حيث التقيا الرئيسان المصرى والأمريكى على هامش انعقاد القمة للتتباحث المشترك حول إمكانية تعميق العلاقات الأمريكية مع الدول الأفريقية.