الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نيران السوشيال ميديا تشعل حربًا داخل البيت الأبيض هل تسبب «تويتر» فى فضيحة «ووتر جيت» جديدة؟

بعد سيطرة إيلون ماسك على موقع «تويتر» العام الجارى، وبعد عمليات شد وجذب بين الملياردير الأمريكى ومالكي الموقع، بدأت فى أكتوبر الماضى  أولى خطوات ماسك لاتباع سياسة جديدة قد تغير تاريخ مواقع السوشيال ميديا الى حد كبير،  حتى إن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ومفوضية الاتحاد الأوروبى قد أعربا عن قلقهما خلال زيارة ماكرون الأخيرة لواشنطن ولقائه بماسك،  حول سياسة الأخير فى إدارة الموقع الذى أصبح ذا نفوذ كبير وقوى لتغيير السياسات العالمية،  فالعصفور الأزرق أصبح نفوذه يدخل حتى فى اختيار الرؤساء وقادة الدول.



بداية المعركة

انتهت معركة إيلون ماسك مع «أبل» بجولة ودية مع رئيسها التنفيذى فى مقر الشركة،  إلا أن معركته مع إدارة جو بايدن التى أطلق شرارتها،  بداية ديسمبر الجارى، لا يبدو أنها ستنتهى بلقاء مع سيد البيت الأبيض،  بعد أن كشف ماسك عن أن الحملة الانتخابية لبايدن تواصلت فى عام 2020 مع «تويتر» لكتم الأصوات المناهضة لها،  بحسب بيانات كشف عنها الملياردير الأمريكى من خلال الصحفى مات تايبى الذى أصدر تقريرًا بصحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية تناول خلاله الوجه الآخر لابن بايدن هانتر.

نشر المالك الجديد لـ«تويتر» وثائق تلقى الضوء على كيفية قيام الإدارة السابقة لعملاق وسائل التواصل الاجتماعى بحظر قصة اتهام هانتر بايدن نجل الرئيس الأميركى بالفساد.

وقال ماسك فى تغريدة سابقة «ما حدث مع قصة إخفاء تويتر قصة هانتر بايدن سيتم نشره على تويتر فى الساعة 5 مساء بالتوقيت الشرقى».

ونشر مؤسس شركة «تيسلا»،  السبت 3 من ديسمبر سلسلة تغريدات لكاتب وصحفى أمريكى «مات تايبي» قال فيها إن «تويتر» نهج خطوات غير عادية لمنع قصة كمبيوتر نجل بايدن. ووعد ماسك بكشف مزيد من «ملفات تويتر».

وقد أوضح الصحفى الأمريكى بصحيفة «نيويورك بوست» عبر تغريدات أن «ملفات تويتر» تحكى قصة مذهلة من داخل واحدة من أكبر منصات الوسائط الاجتماعية وأكثرها تأثيرًا فى العالم.

وأزاح تايبى الستار عن فضيحة «ملفات تويتر» فى 35 تغريدة أو أكثر نشرها بعد ساعات من دعوة ماسك متابعيه إلى ترقب الكشف عن كواليس «قمع تويتر» تحقيق صحيفة «نيويورك بوست» حول كمبيوتر هانتر بايدن،  الذى زعم أن الأخير استغل نفوذ والده عندما كان نائبًا للرئيس لتعزيز صلاته التجارية مع الصين وأوكرانيا. وكان «تويتر» منع مستخدميه فى عام 2020 من تداول القصة بحجة احتوائها على مواد مقرصنة. 

وأشارت الوثائق التى كشف عنها ماسك إلى أنه فى عام 2020 كانت الطلبات التى تأتى إلى «تويتر» بحذف التغريدات تعتبر أمرًا روتينيًا وكانت تأتى من البيت الأبيض والحزبين الديمقراطى والجمهورى.

وأشار إلى أنه قد يكتب أحد المديرين التنفيذيين فى «تويتر» إلى آخر حول تغريدة معينة «لمراجعتها من فريق بايدن» ثم يصله الرد «تم التعامل معها». وعندما نشرت صحيفة «نيويورك بوست» تقريرًا عن الكمبيوتر المحمول لهانتر بايدن قبل أيام من الانتخابات الرئاسية 2020،  قام «تويتر» باتخاذ خطوات غير مسبوقة لإخفاء القصة وإزالة الروابط ونشر تحذيرات بأنها قد تكون «غير آمنة».

قصة «هانتر»

تعود قضية هانتر بايدن إلى منتصف أكتوبر 2020،  حين نشرت «نيويورك بوست»،  قبل أسابيع معدودة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية،  تقريرًا عن بيانات مثيرة للتساؤلات عثر عليها فى كمبيوتر محمول نساه هانتر بايدن فى أبريل 2019 فى ورشة إصلاح فى مدينة ديلاوير.

وعثر فى هذا الحاسوب،  وفقًا للتقرير،  على عدد كبير من الرسائل الإلكترونية وصور ووثائق مالية تبادلها هانتر مع عائلته وشركائه،  وهى تسلط الضوء على كيفية استخدام نجل جو بايدن نفوذه السياسى فى ممارسة أعمال فى دول أخرى،  خصوصًا أوكرانيا والصين.

وكشفت القصة التى حجبها «تويتر» عن رسالة بريدية أرسلها فاديم بوزارسكى، مستشار مجلس إدارة شركة «بورسيما» الأوكرانية فى 17 أبريل 2015،  أى بعد نحو عام من انضمام هانتر إلى مجلس الإدارة براتب يصل إلى 50 ألف دولار شهريًا،  قال فيها «عزيزى هانتر،  أشكرك على دعوتى للعاصمة واشنطن،  ومنحى فرصة مقابلة والدك،  وقضاء بعض الوقت معًا».

وفى رسالة بريدية أخرى تعود إلى مايو 2014،  طلب بوزارسكى، التنفيذى الثالث فى هرمية الشركة الأوكرانية وقتها،  من هانتر «النصح حول الطريقة التى يمكنه من خلالها استخدام نفوذه فى صالح الشركة».

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالى قد جمع أدلة كافية لاتهام هانتر بايدن بارتكاب جرائم ضريبية والإدلاء ببيانات كاذبة لشراء سلاح،  وفقًا لما ذكرته قناة «سى بى أس نيوز» الأمريكية فى أكتوبر2022.

ويخضع نجل الرئيس الأمريكى لتحقيقات فيدرالية منذ عام 2018. وأصبح قرار توجيه اتهامات جنائية الآن من سلطة المدعى العام الأمريكى فى ولاية ديلاوير.

من جانبه،  قال محامى هانتر إنه لم يحدث أى تواصل بينه وبين المسئولين الفيدراليين،  ونفى مرارًا أى مخالفة للقانون.

ويعمل هانتر بايدن (52 سنة)،  محاميًا وعضوًا فى جماعة ضغط عمل فى الخارج بما فى ذلك الصين وأوكرانيا.

وتقول صحيفة «واشنطن بوست» إن مسئولى مكتب التحقيقات الفيدرالى بدأوا التحقيق معه فى عام 2018،  وركزوا فى البداية على معاملات مالية ذات صلة بأعماله واستشاراته الخارجية.

وبمرور الوقت بدأ التحقيق التركيز على إذا ما كان هانتر أبلغ عن دخله بشكل صحيح فضلًا عن الإدلاء ببيانات كاذبة فى مستندات قدمت لشراء سلاح نارى فى عام 2018.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن هانتر بايدن كان هدفًا للفحص والمراقبة من جانب الرئيس السابق،  دونالد ترمب،  وحلفائه السياسيين،  الذين زعموا أن معاملاته التجارية الخارجية تشير إلى وجود نمط من الفساد.

وعلى رغم اعتراف نجل بايدن بأن حياته عانت من اضطراب و«إدمان المخدرات بشراهة» سابقًا،  نفى هو والرئيس بايدن أنه شارك فى نشاط غير قانونى.

وأظهر استطلاع للرأى أن %66 من الأمريكيين يعتبرون أن الكمبيوتر الخاص بهانتر بايدن «قصة مهمة»،  وأن والده الرئيس جو بايدن قد يكون متورطًا شخصيًا بطريقة ما فى تعاملات نجله التجارية.

فن «التلاعب» بالرأى العام

وفق تغريدات صحفى «نيويورك بوست»،  مات تايبى،  فإن حملة بايدن الانتخابية قد تواصلت بشكل روتينى مع «تويتر» لحذف تغريدات معينة تهاجمها،  وذكر الصحفى الأمريكى أن «تويتر» لجأ إلى هذه الممارسات الرقابية على المحتوى لمحاربة الحسابات المزيفة والاحتيال المالى، لكن موظفى المنصة وكبار تنفيذييها بدأوا مع مرور الوقت استخدام هذه الأدوات لأغراض مختلفة،  استجابة لطلبات خارجية للتلاعب فى المحتوى،  وبلغ ذلك أوجه عام 2020،  عندما أصبحت هذه الطلبات روتينية،  ومنها ما جاء من فريق بايدن واستجابت له الشركة.

وبحسب تايبى منح «تويتر» هذا الامتياز للحزبين الديمقراطى والجمهورى، واستقبلت المنصة فى 2020 طلبات من إدارة ترامب وحملة بايدن على حد سواء،  إلا أن الاستجابة وحجم التفاعل مع البلاغات تفاوتا بحسب هوية الحزب،  إذ توفرت للديمقراطيين قنوات أكثر للشكوى،  بالنظر إلى أن «تويتر» كان ولا يزال تحت هيمنة موظفين من توجه سياسى واحد. 

ودعم الصحفى الأمريكى تغريداته بصورة توضح أن %99 من تبرعات «تويتر» كانت للحزب الديمقراطى. وأضاف أن الوثائق التى لديه تظهر ميل «تويتر» إلى الديمقراطيين على حساب الجمهوريين فى تنفيذ سياسات الإشراف على المحتوى التى تشمل حظر الحسابات وحذف التغريدات.

وبعد هذه الأزمة،  بدأت الشكوك تزداد حول البعض فى أساس القرار وحذروا من أن تويتر ستستقطب مزاعم «تحيز» ضد المحافظين،  فى حين قال آخرون داخل الشركة،  بمن فى ذلك كبار المسئولين،  إن الظروف المحيطة بقصة «نيويورك بوست» غير واضحة وأوصوا بالحذر.

ووفق تقرير لشبكة CNN الأمريكية،  فقد قوضت منشورات تايبى ادعاء بارزا لماسك والجمهوريين الذين اتهموا مكتب التحقيقات الفيدرالى (FBI) بالاعتماد على شركات التواصل الاجتماعى لقمع قصص جهاز الكمبيوتر المحمول لهانتر بايدن،  إذ غرد ماسك،  أن تويتر تصرف «بأوامر من الحكومة»،  كما أضاف الصحفى الأمريكى تايير إن المواد التى استعرضها فى تحقيقه أشارت إلى تحذيرات مكتب التحقيقات الفيدرالى العامة بشأن محاولة التدخل الروسى المحتملة فى الانتخابات،  والتى تتوافق أيضًا مع الحساب العام لرئيس شركة ميتا،  مارك زوكربيرج،  حول تعامل «فيسبوك» مع قصة «نيويورك بوست» ويؤكد كيف كانت تويتر فى حالة تأهب قصوى لاحتمال تدخل أجنبى محتمل.

مع تطور الاحداث الراهنة بين لاعبي السياسة الأمريكية ودخول مواقع التواصل الاجتماعى فى المعترق السياسى، أظهرت دراسة نشرها موقع ستاتستكا الأمريكى فى عام 2020،  أن الرئيس دونالد ترامب أنفق بين يناير ومايو2020 حوالى 41 مليون دولار أمريكى على إعلانات سياسية لموقع فيسبوك،  فيما أضاف الموقع بأن محور المواضيع المنشورة كان حول الهجرة. 

فى حين أوضحت الدراسة أن جو بايدن،  انتقد بصورة متكررة منصات التواصل الاجتماعى خصوصا «فيسبوك» ومديره التنفيذى مارك زوكربيرج. فقد اتهم بايدن الشبكة «بالفشل فى وقف انتشار المعلومات المضللة والمؤامرات والإعلانات المليئة بالكذب».