الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

يأمرون العالم بحقوق الإنسان وينسون أنفسهم أزمة اللاجئين تفضح عنصرية الأوروبيين

ماذا يحدث فى اوروبا



تتصدّر الهجرة قائمة التحديات التى تواجه أوروبا، ممّا دفع العديدَ من الدول الأوروبية إلى محاولة تعديل قانون الهجرة فى ظل توافُد آلاف الأوكرانيين بسبب الحرب «الروسية- الأوكرانية».

واندلعت تظاهرات فى عدّة مُدن أوروبية بسبب رفضهم للاجئين الأوكرانيين فى ظل ظهور دعوات من مؤسَّسات دولية لاحتضانهم.

وتصدرت ألمانيا وبولندا قائمة الدول الأوروبية التى تعانى اقتصاديًا بسبب تزايُد أعداد المهاجرين الأوكرانيين لديها وسط أزمة اقتصادية عالمية تعصف باقتصاديات تلك الدول.. وتلازم مع قضية الهجرة قضايا أخرى تعانى منها أوروبا نستعرضها فى سياق هذا الملف.

 

تسود حالة من الغضب والرفض الأوروبى، نحو اللاجئين الأوكرانيين الفارين من جحيم الحرب الروسية فى بلادهم، حيث تتزامن موجات هجرة اللاجئين مع تدهور الأوضاع الاقتصادية فى أوروبا وأزمة الطاقة وارتفاع أسعار مواد الطاقة بشكل عام وارتفاع التضخم.

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، هناك نحو 9. 7 مليون شخص من أوكرانيا يبحثون عن اللجوء منذ الحرب الروسية فى بلادهم فى 24 فبراير الماضى.

يأتى هذا بينما تتوقع جمهورية التشيك موجة هجرة جديدة من أوكرانيا طوال فصل الشتاء، لكنها لن تتمكن من قبول سوى عشرات الآلاف من اللاجئين.

 أماكن إقامة قليلة

ويعود ذلك إلى قلة أماكن الإقامة، فضلاً عن محدودية إمكانيات أنظمة الرعاية الصحية الاجتماعية، كما أن هناك الآن ما بين 355.000 و390.000 أوكرانى متبقين فى جمهورية التشيك، أى من ٪3.4 إلى ٪3.7 من سكان التشيك ووصل عدد تأشيرات الحماية المؤقتة الصادرة بالفعل إلى 460.000.

وفى الوقت الحالى، تعد حكومة التشيك سيناريو للإقامة فى الأزمات، حيث لن يكون هناك أى نوع آخر من المساكن المتاحة. 

وأشارت إلى أن المساعدة مطلوبة من الاتحاد الأوروبى بأكمله والدول الأعضاء التى ليست مثقلة بالأعباء مثل جمهورية التشيك.

كما لوحظ سابقًا، وصول حوالى 4.3 مليون لاجئ إلى الاتحاد الأوروبى، لكن حوالى خمسهم قد عادوا بالفعل إلى وطنهم من جمهورية التشيك، التى أصدرت أكثر من 450.000 تأشيرة للاجئين الأوكرانيين، وعاد حوالى ٪20 إلى وطنهم.

 جهود أيرلندية متعثرة

أفادت صحيفة «آيرش ميرور» الإيرلندية، بتظاهر المئات من سكان العاصمة الأيرلندية دبلن، احتجاجًا على إيواء عدة مئات من اللاجئين الأوكرانيين.

وانطلقت الاحتجاجات فى وسط منطقة الحائط الشرقى، وانضم مئات الأشخاص إلى السكان المحليين فى التعبير عن معارضتهم لأعمال الحكومة.

ووفقًا للصحيفة، من المخطط استيعاب 380 شخصًا فى مبنى قديم تم تجهيزه خصيصًا فى هذه المنطقة، لكن «السكان المحليين غير راضين عن تركز هذا العدد من اللاجئين» فى هذا المكان.

ووفقًا لإدارة الاندماج بالمدينة، يعيش فى المبنى حاليًا مائة شخص أوكرانى، جميعهم «رجال غير متزوجين»، ويفترض أن البقية سيأتون مع عائلاتهم.

ولحل النزاع، التقى وزير الاندماج الأيرلندى رودريك أوجورمان والمسئول بالمدينة باسكال دونوهيو، سكان الجدار الشرقى الذين أخبروا المتظاهرين بأن وضع اللاجئين فى منطقتهم يمثل استجابة «أزمة» لـ«حالة طوارئ دولية».

وقالت الصحيفة إن عدد الأشخاص الذين يسعون للحصول على الحماية الدولية فى أيرلندا ارتفع بشكل كبير هذا الأسبوع فيما أفادت وكالة ESRI أنه فى الأشهر الستة الأولى من عام 2022، تم تقديم ما مجموعه 6494 طلبًا للحماية الدولية، بزيادة تقارب %200 مقارنة بالفترة نفسها فى ما قبل كوفيد 2019.

وفى خضم أزمة الإسكان، تنهمك الدولة فى صراع مجنون للعثور على سكن. تم توجيه نداء عاجل لمنازل العطلات للأوكرانيين، دون أى ثقة كبيرة فى أن هذا سيغلق الفجوة بين ما هو مطلوب وما هو متاح، ويتم تحويل المبانى المكتبية الشاغرة على عجل إلى مساكن مؤقتة لطالبى اللجوء.

 إجلاء قسرى

وقامت الشرطة الإيطالية بإجلاء اللاجئين الأوكرانيين قسرًا من فنادق بعد انقضاء فترة بقائهم لمدة ستة أشهر فى المأوى، وتم طرد اللاجئين الأوكرانيين قسرًا من فنادق فى إيطاليا بعد انقضاء فترة بقائهم.

وأوضحت السلطات أنها وفرت المأوى لمدة ستة أشهر، وأن فترة بقاء اللاجئين قد انقضت بالفعل وفى بعض الحالات، تأتى الشرطة أيضًا للإجلاء، وفى سياق آخر بالمملكة المتحدة قالت صحيفة «دايلى ميل» البريطانية سابقًا إن المملكة قد تخفض بشكل كبير مساعداتها للاجئين الأوكرانيين بسبب العجز الخطير فى الميزانية.

كما منحت السلطات البلغارية، اللاجئين الأوكرانيين، أسبوعين لمغادرة فنادقهم، وفقًا لما ذكرت وزارة السياحة فى البلاد، والتى أشارت إلى أنها ستمدد برنامج الإقامة المجانية للاجئين «ولكن تم تعديل شروطه»، حيث يمكنهم الانتقال إلى مراكز الترفيه المملوكة للدولة.

وبقرار من مجلس الوزراء البلغارى فى غضون 15 يومًا حتى منتصف نوفمبر الجارى، والذى يجب أن يتم فيه إيواء جميع المواطنين الأوكرانيين المحتاجين إلى الدعم فى قواعد الدولة، لهذا الغرض، وافق المجلس على تغييرات فى برنامج الدعم الإنسانى للنازحين من أوكرانيا مع توفير الحماية المؤقتة فى بلغاريا.

وأضافت وزارة السياحة البلغارية، أن الأوكرانيين سيتمكنون من البقاء فى مراكز الترفيه حتى نهاية العام، ولن يتغير تمويل البرنامج أيضًا، حيث سيتم استيعاب كل من الذين وصلوا قبل 31 أكتوبر الماضى والقادمين الجدد.

 إقامة لنهاية الحرب

من جهتها ذكرت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية، دوبرافكا سويكا، أن اللاجئين الأوكرانيين المنتشرين فى جميع أنحاء أوروبا لن يعودوا على الفور إلى وطنهم حتى بعد انتهاء الحرب.

وقالت سويكا فى تصريحات لصحف شبكة «دويتشلاند» الألمانية إنه يجب أن تكون الدول المستقبلة للاجئين الأوكرانيين، مثل ألمانيا أو بولندا، مستعدة لبقائهم لديها لسنوات بعد نهاية الحرب، وقالت: «أعتقد أننا يجب أن نكون مستعدين لذلك.

وأوضحت سويكا أن المشكلة الرئيسية هى أن هذه العائلات تعتقد أنها تستطيع العودة إلى ديارها فى اليوم التالى من انتهاء الحرب، وقالت: «لكنهم لن يعودوا إلى بلادهم فى ذلك الوقت، يجب أن أقول ذلك بصراحة، فأنا شخصيًا عايشت الحرب الكرواتية فى يوغوسلافيا السابقة».

وشكى عدد من البريطانيين من زيادة أعداد اللاجئين الأوكرانيين فى البلاد. وقال بعضهم إن أزمة الطاقة وغلاء الأسعار وقلة الموارد سبب رئيسى فى عدم قدرة البريطانيين على تحمل أعباء وأفراد جدد فى البلاد.

 دعوة للتضامن

ودعا رئيس حزب الشعب الأوروبى مانفريد فيبر لمزيد من التضامن الأوروبى لتوفير إقامة للاجئين الأوكرانيين فى ظل احتمال تدفق مزيد من اللاجئين من أوكرانيا فى الشتاء.

وقال فيبر، وهو سياسى ألمانى ينتمى للحزب المسيحى الاجتماعى بولاية بافاريا بجنوب ألمانيا، لصحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية الأسبوعية: «إذا تم إجبار مزيد من الأوكرانيين الآن على الفرار بسبب القصف والهجمات الروسية فى الشتاء، سيتعين على أوروبا الغربية حينئذ تحمل المزيد من المسئولية».

وأضاف فيبر: «يجب تحمل هذا التحدى غير المسبوق بالتضامن بين جميع دول الاتحاد الأوروبى».

وأعلنت بولندا استعدادها لمساعدة أولئك الذين يضطرون للبحث عن ملجأ فى البلاد.وفى جميع محافظات بولندا، تم إنشاء نقاط استقبال خاصة لتوفير الدعم لمن يعبرون الحدود البولندية - الأوكرانية، كما زودت السلطات المحلية اللاجئين بالطعام والمأوى والرعاية الصحية الأساسية، بالإضافة إلى تقديم معلومات عن الإقامة الدائمة والدعم. واستقبلت بولندا ما يقرب من 8 ملايين لاجئ فروا من أوكرانيا منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية فى أواخر فبراير الماضي.وفى مارس الماضى، مررت بولندا مشروع قانون يقدم حزمة دعم للاجئين الأوكرانيين الفارين من بلادهم ويمنحهم إقامة قانونية ويكفل لهم حق الحصول على التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية.