السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. الساذج الذى أراد أن يكون رئيسًا

عكس الاتجاه.. الساذج الذى أراد أن يكون رئيسًا

وقَعَ «ترامب» فكثرت سكاكينه، حتى صاحبيه- إلون ماسك وكانى ويست- اللذين طالما آزراهُ بالمال وبالمواقف السياسية الداعمة فى حملته الرئاسية السابقة وفى فضائحه قد تخليَا عنه اليوم؛ بل وانقلبا عليه وانتقلا لمناصرة منافسه الجمهورى المحتمل «دى سانتس».. وقَعَ ترامب فكثرت سكاكينه حتى صاحبيه اللذين لا يحملان السكاكين نشّبا أظافرهما العِشرين فى عنقه كىّ يتأكدا من نحرِه.



طوال الوقت كان «ترامب» رقمًا صَعبًا فى المعادلة الأمريكية، ويبدو أنه قد بات مزعجًا لأولى الأمْر هناك فطُلِبَ تصفيته بأيادى اثنين من أخلص أصحابه، اثنان يجب التوقف عند انقلاباتهما البهلوانية حتى على أنفسهما: الملياردير «إلون ماسك»، والمُغنى والمرشح الرئاسى الأمريكى السابق «كانى ويست».

فى تغريدة مفاجئة نشر «إلون ماسك» صاحب (تسلا) و(تويتر) بأنه سيتخلى عن مناصرة ترامب ولسوف يستبدله بمحافظ فلوريدا «الجمهورى دى سانتس».. الذى يدعو إلى العجب والاستياء أن «إلون ماسك» ينتقل بنفس الخفة البهلوانية بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى دون خجل ولا انتماء؛ فقد أكمل تويتته العجيبة بأنه سيناصر «دى سانتس» الجمهورى طالما لم يقدم الديمقراطيون اسمًا لمرشح له ثِقَل- فى إشارة لأداء بايدن- وليس خافيًا أن «ماسك» فى شرائه لصفقة تويتر كان فى باله وخطته إعادة حساب ترامب المحظور سابقًا من وسائل التواصل الاجتماعى إثر اقتحام جماعته وأنصاره لمبنى الكابيتول فى 6 يناير 2020 إثر هزيمته الانتخابية، ولم يكن إلون ماسك سوى داعم لترامب بالمال فى حملته السابقة والحالية، لكنه تخلى عنه حين طُلِبَ منه ذلك.

فى جزئية التخلّى عن «ترامب» ستجد أن ألسنة كثيرة ذات نفوذ بدأت فى تصفيته مثل «چون بولتون» مستشاره السابق للأمن القومى، قال بالحرف إن ترامب (عجوز ومُتعَب)، لا يصلح.

وعند زوج «كيم كارديشان» السابق والمرشح الرئاسى السابق ومُغنى الرّاب والمنتج الملياردير «كانى ويست» الخبرُ اليقين؛ إذ يجب التوقف طويلًا عند تلك الانقلابات البهلوانية غير المسبوقة فى علاقته بـ«ترامب» وعلاقته بنفسه.

بدايةً أنت لن تجد اختلافات شخصية جذرية بينهما، كلاهما يستطيع أن يجعلك تضحك حتى وجَع البطن، لكن أحدهما عبيط ومُختل بالفطرة والذى هو «كانى ويست»، والآخر الذى هو «ترامب» يستغل ذكاءه وفطنته وشراسته وإجرامه فى رسم ولعب شخصية العبيط والأهبل، هُنا الفرق.

بلا أى سبب إنسانى أو أخلاقى أو عنصرى خرج «كانى ويست» الأسْوَد البَشرة بتصريح عن «چورج فلويد» مُفجر ثورة السُّود فى 2020 التى أطاحت بـ«ترامب» وباليمين الأبيض المتطرف وقتها، قائلا إنه لا يعتقد بأن الضابط «ديريك شوفين» فى 27 مايو 2020 قد قتل المواطن «چورج فلويد» خنقًا وأن «فلويد» قد مات بتعاطيه جرعة مخدرات! قال هذا مُلقيًا بكل الصور والفيديوهات وشهادات الشهود وتقرير الوفاة وكل الوثائق التى صورت وأثبتت الجريمة والتهمة والتى نشرتها وسائل الإعلام واعترفت وأخذت بها المَحكمة فى إدانة الضابط والحُكم عليه بالسجن 23 عامًا، ولا أحد يعرف ماذا كسب «كانى» من هذا التصريح؟ عمومًا لم يُعِر المواطن الأمريكى ولا المؤسّسات ولا المَحكمة لهذا التصريح أىَّ أهمية- رُغم أهميته بالفعل- إذ يراه الجميعُ مجرد مُغنٍّ بلا أهليّة حتى إن بعض بيوت الأزياء ذات الماركات العالمية التى يعمل بها «ويست» كشريك تجارى وكعارض لمنتجاتها مثل (أديداس) قد طردته وأنهت تعاقداتها معه بعد اتهامه بمعاداة السامية إثر تصريحه بأن «ديدى» مغنى الراب المنافس له يخضع لسيطرة اللوبى اليهودى.

ليس هذا فقط؛ بل الأخطر هو زيارته لترامب فى منتجع (مار أ لاجو)؛ حيث قال «كانى» لـ«ترامب» أنه سيترشح معه للرئاسة فى 2024 وصرخ فيه ترامب قائلاً: «لا يجب عليك ذلك، يجب على الجميع أن يعملوا من أجلى»، فما كان من «كانى» إلا أن عرض على «ترامب» أن يكون نائب الرئيس! حين يصبح «كانى» هو الرئيس.

فى العام 2020 حصل كانى ويست على أقل من 7000 صوت انتخابى- الواقعة مسجلة فيديو على صفحة ترامب وحكاها «كانى ويست» على صفحته ونقلتها وسائل الإعلام الأمريكية!.

الواقعة تلك ماذا تعنى؟ تعنى بعثرة صوت وأشلاء وأحلام ترامب فى الرئاسة.. تعنى أنهم قريبًا سيخرجون لترامب كل فضائحه، كل قضاياه، وربما يتم سجنه، وهذا أقل وأهوَن تقدير.. تعنى أن أولى الأمْر قد اختاروا اسمًا وعليهم أن يُمَهدوا الأرض خلال العامين المقبلين المتبقيين من ولاية «بايدن» لترسيخ وتهيئة المناخ له.

هل وقع (العطا) على Ron DeSantis؟ حتى الآن نعم.. يبقى أن يتقبله المواطن الأمريكى الذى لا يبدو أنه مقتنعًا به.. «دى سانتس» حاكم ولاية فلوريدا الجمهورى الذى فاز فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس بجدارة مجهول الاسم لملايين المواطنين الذين يقطنون خارج فلوريدا، مشكلة كبرى بالطبع؛ إن لم يقتنع به المواطن الأمريكى فلن ينتخبه.

ربما سيكون على أولى الأمْر أن (يُنجّموا) «دى سانتس» كى يبلعه المواطن، وأن يخرجوا من الجراب أسماءً أخرى معه؛ يقينًا ليس من بينها «ترامب» ولا «بايدن».