السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الزبادى الغلبان

لا شك أن الحذر والحيطة مهمين ولهم دور كبير فى أن الناس متغلطش؛ أو على الأقل متكررش أخطاءها؛ بس الإنسان بيمر بحاجات مختلفة كل يوم وممكن يعمل أخطاء جديدة لأنه بيعيش مواقف معدتش عليه قبل كده.



مبدأ التعلم من الأخطاء مبدأ محمود فى جوهره وهو أصل التجارب الحياتية وكثيرًا ما تُقاس حياة البعض بقدر تجاربهم، لحد هنا كويس والشخص عداه العيب.. تبدأ المشكلة لما الشخص بعد ما يتعلم من أخطائه يعممها ويُسقطها على الآخرين وهم ملهومش أى يد فيها.

ومن هنا يردد الجمل المتكررة والشعارات الرنانة اللىّ أصلها تجربة فردية فنسمع كلام على شاكلة:

كل الرجالة خاينة، كل الستات نكدية، كل المصريين فهلوية، كل المديرين متسلّطين،كل اللىّ متجوزين من الأجانب مرتاحين، كل البيض حلوين، كل برج الجوزاء مجانين وبوشين، كل برج الميزان راسيين، كل العرب عشوائيين وطبعًا كل الستات مقهورين وكل الرجالة مفتريين وطبعًا أشهر مقولة ألا وهى أن الجواز مشروع اجتماعى فاشل.

التعميم السالف الذكر هو وصفة اللبس فى الحيطة فى خطوة واحدة، دى الطريقة المؤكدة اللىّ بتخلى الناس تمشى فى سكة اللى يروح ميرجعش، إنها يا سادة طريقة إسقاط التجارب الفردية وتحويلها لحاجة عامة ونشّد معانا فصيل بأكمله علشان اتكعبلنا فى حد ولا اتنين ولا تلاتة شبه بعض فى تصرفاتهم وعملوا معانا نفس الموقف.

ويبدأ كل واحد مر بتجربة يدينا دروسه المستفادة اللىّ عادة مبيكونش هو شايف أنه غلطان فيها أو أنه كان ممكن يتصرف أو يفكر بشكل تانى، عادة بيبص بنظرة فيها حد صح وحد غلطان.

الحقيقة المرعبة أننا بنمر بنفس الحاجات لأننا إحنا اللىّ كل مرة بنختار نفس الاختيارات فبنطلع بنفس النتايج طبعًا لأن تكرار نفس الأفعال لها نفس النتائج وهوب الشخص يلبس فى الحيطة، هو لبس فيها مش علشان الناس كانت السبب، نو؛ هو لبس فيها لأنه عمل نفس الحاجات وتوقع نتائج مختلفة.

علميًا بقى القصة مختلفة تمامًا: عقلنا بيخزن الحاجات اللىّ بنعملها كتير على أنها عادات، والمخ البشرى بيلاقى أنه أسهل يوفر طاقته ويعمل الأمر المعتاد عليه.

المسارات العصبية فى المخ بتخزن العادات الخاطئة لأنها مبتعرفش تفرق بين السلوكيات الإيجابية والسلبية. ومما سبق نجد علميًا أننا السبب فى الحصول على نفس الـ outcome مش الناس.

مثل «اللىّ اتلسع من الشوربة ينفخ فى الزبادى» مثل سطحى أوى، لأنه هو اللىّ شرب الشوربة سخنة، فلما يشربها ملهلبة المفروض ينفخ فى الشوربة مش فى الزبادى الغلبان اللى عمره ما لسع حد.. مش عايزين نطلع عقدنا وأخطاءنا وتجاربنا السلبية على ناس ممكن تكون كويسة عشان حظها أنها جت فى حياتنا بعد ناس وحشة. متبقاش ملسوع وكمان غشيم