الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مسك ختام قمة القاهرة السينمائية «44»

مسك ختام قمة القاهرة السينمائية «44»

يقف مهرجان القاهرة السينمائى الدولى - الذى اختتم فعالياته بنجاح فى مرحلة النضج بعد وصوله للعام (44) برئاسة الفنان الكبير «حسين فهمى» العائد إلى مقعد الرئاسة فى ولاية ثانية. هذه العودة التى قوبلت بالارتياح داخل الأوساط الفنية وغير الفنية لقيمته الكبيرة وتاريخه السينمائى العريض.



مرحلة النضج بتفاصيلها شطبت على فواصل من المراهقة المتأخرة والشيخوخة المبكرة فى بعض النسخ السابقة بسبب تغيير القيادات وفقر الميزانية المخصصة للمهرجان وتنوع الرؤى إلى حد التضارب.

حسين فهمى اعتمد على خبراته العريضة والتصديق على فلسفة  إدارة الرئيس السابق السيناريست والمنتج «محمد حفظى» الذى استعان بذوى الخبرة متمثلا فى الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله وبعض العناصر الواعدة «أسامة عبدالفتاح وأندرو محسن» التى أصبحت فى فترة ولاية «حفظى»  ذات علم وخبرة وجميعهم ساهموا فى تطبيق أنظمة المهرجانات العالمية الكبرى ونقله من فكر «القلم الكوبيا» إلى «الفكر الإليكترونى» بحذافيره، ثم أضاف «فهمى» عنصرًا فاعلًا ومنفعلًا وفعالًا وهو المخرج «أمير رمسيس» الذى اكتسب معارف وخبرات بعد عمله لمدة 5 أعوام فى مهرجان «الجونة»، إلى جانب انضمام رعاة لهم تاريخ بعد انسحاب رعاة حفظى وخرج «فهمى» من هذا المطب بالتعاون مع راعٍ أساسى كبير وعملاق وهو «بنك مصر» الذى أسسه طلعت باشا حرب رائد الاقتصاد المصرى ومؤسس «استديو مصر» الذى أحدث نقلة كبيرة للسينما المصرية، وقناة dmc وتطبيق kwai وكل هؤلاء الرعاة ساهموا إلى حد كبير فى عبور بر الأمان للنسخة 44 وخروجها بهذا الشكل المشرف للمهرجان الذى ولد عملاقًا، بينما كان فى المهد صبيًا عندما لبى الكاتب والمؤرخ «أبوالمهرجانات فى مصر» كمال الملاخ نداء بطل الحرب والنصر والسلام الرئيس الراحل أنور السادات فى ورقة أكتوبر بإثراء الحياة الفنية والاجتماعية بعد حرب أكتوبر المجيدة والتف كبار النجوم حول الملاخ عندما أعلن ميلاد مهرجان القاهرة السينمائى وتبرعوا بإقامة حفلات يخصَّص دخلها لميزانية المهرجان وفى هذا التوقيت تبرع عندليب مصر عبدالحليم حافظ بإقامة حفلين ليولد المهرجان عملاقًا وبحضور نجوم العالم صوفيا لورين وكلوديا كاردينالى وإليزابيث تايلور واستقبلهم زعيم أكتوبر السادات فى مقره الرئاسى إيذانًا بميلاد مهرجان كبير، وعندما تولى الكاتب سعد الدين وهبة رئاسته حقق نقلة عالمية وحصول المهرجان على الشارة الدولية ليكون المهرجان الدولى الأول فى أفريقيا والعالم العربى، ثم تولى رئاسة المهرجان أسماء مهمة اهتز المهرجان فى عهدهم بسبب فقر الميزانية حتى عاد حسين فهمى إلى عرينه رئيسًا للمرة الثانية ليحقق به نقلة جديدة تليق بالجمهورية المصرية الجديدة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يعتبر القوة الناعمة جزءًا أساسيًا فى معركة إعادة الوعى.

ومن عوامل النجاح تواضع حسين ومنح كل فريق العمل معه حقه، ورغم أنه من أبرز نجوم السينما وفيلم «العار» لم يظهر فى النسخة التسجيلية المعروضة فى سياق تكريم على عبدالخالق، واستمرت رسائل الحب فى ختام المهرجان فى كلمة رئيس المهرجان ووزيرة الثقافة د.نيفين الكيلانى التى لم تخف سعادتها بنجاح المهرجان واعتبار هذه الدورة بداية دخول المربع الذهبى فى قائمة المهرجانات العالمية.

وأخيرًا فإن من عادات المهرجانات فى مصر أن بانتهاء الدورة تغلق الصفحة من دون المحاسبة والوقوف على الإيجابيات والتوصية بتنميتها ومعرفة السلبيات ومحاولة تجاوزها. فى مهرجان هذا العام الحسنات يُذهبن السيئات، واعتبار النسخة 44 بروفة ناجحة للأفضل والأقوى وهنا لابُد من المراجعات حتى يبقى مهرجان القاهرة قويًا وراسخًا كما بدأ وعيدًا قوميًا للسينمائيين وعشاق الفن السابع.