الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
شباب مصر.. بطولة منسية وبطولة مجانية

شباب مصر.. بطولة منسية وبطولة مجانية

المساواة بين الجبان والشجاع والعالم والجاهل هى من أكبر مساوئ مواقع التواصل الاجتماعى، تقتطع لك صورة من حياة مجتهدة نظيفة وتضعها فى إطار الاتهامات، وتقتطع صورة من حياة فارغة ضحلة يتبع صاحبها هواه دون عقل، لتضعها فى صورة مناضلة ووطنية مخلصة.



على مدى 12 يومًا اتجهت أنظار العالم إلى مصر لمتابعة قمة المناخ، القمة التى تحدد مستقبل البشرية، تحدد شكل العالم الذى نتمنى أن يعيش فيه أبناؤنا وأسرهم المستقبلية وحيواناتهم الأليفة، تحدد شكل الغذاء فى العالم فى المستقبل كيف يكون فى ظل التقلبات الجوية، إلى آخره من أهمية لا ينكرها إلا جاهل أو مجنون.

فى هذا الحدث الفريد حضر نوعان من الشباب المصرى، شباب نشيط واعٍ شق طريقه فى الحياة مرتكزًا على قدميه، بنى مهاراته جزءًا جزءًا، يخدم وطنه حسب إمكاناته لتخرج صورة استضافة مصر للمؤتمر فى أحسن ما يكون، فحين نقول «مصر» تأتى خلفها كل الاعتبارات أيًا كانت، شخصية أو عائلية أو حتى حزبية ومذهبية.

هؤلاء الشباب هم خلاصة المصريين، أبناء هذه الأرض عيون الأمة التى ترى بها المستقبل وسواعدها التى تبنى بها مجدها، حين نادتهم مصر للثورة على ظلم الإخوان.. ثاروا، وحين طلبتهم لبناء صورتها واستعادة مكانتها لبوا دون تفكير أو فلسفة فارغة أو مظاهر صبيانية تافهة ترضى غرور أصحابها دون طائل.

موظفون، عمال، رجال أمن، مسئولون للتكنولوجيا، لا نعرف أسماءهم، لكن رأينا نتيجة جهدهم على مدى أيام بل شهور، رأينا شرم الشيخ تحولت إلى جنة لجميع وفود العالم، خلية نحل لا تهدأ ولا تلتفت إلى الصغائر، إذا تقاعست تذكرت مصر فهبت مجددًا للعمل والبناء، حتى أخرجت المؤتمر فى أبهى صورة، ورضوا أن تظل بطولتهم منسية.

على الجانب الآخر، شاب مصرى كل مقوماته أنه هتف فى مظاهرة ما يومًا ما، كل أحلامه أن يريد أن يدخل التاريخ عنوة، دون عمل أو فضيلة، كل ما يملكه هو الظهور بالرضا أو العنف، أن يكون محط الأضواء فقط، دون أى منتج يؤهله لذلك، وخلفه لوبى كامل يخدمه لتحقيق هذا الغرض، أن يحصل على بطولة مجانية، دون علم أو عمل، دون تضحية وطنية.

ضجة هائلة، لو رجعت البصر فيها كرتين ستجدها جوفاء تمامًا، حين فشل السيد علاء عبدالفتاح أن يكون قيادة شبابية لعدم امتلاكه أى مؤهلات تمنحه هذا الشرف، قرر أن يدخل التاريخ من الباب الخلفى، على طريقة بلطجية الحارات «أبطح نفسى عليكم»، قرر أن يضحى بروحه ليستعدى الغرب على مصر.

مشوار طويل ملىء بالفشل والعوار، ماذا كسبت مصر من إضرابك عن الطعام؟ ماذا كسبت الديمقراطية؟ وعى طفل صغير يذهب للانتخابات ويمارس العملية الديمقراطية أفضل للوطن من عشرات من أمثالك، ماذا ستخسر مصر إذا مت اليوم؟ لا شىء، ماذا ستكسب مصر إن ظللت حيًا تأكل من أرضها؟ لا شىء، قيمة أمثال علاء عبدالفتاح للأسف ليست فى ذاته، بل يحاول دائمًا أن يستمدها من الآخرين حتى لو استعملوه كأداة فى اللعبة السياسية، المهم أن يظل تحت الأضواء، هذه العقلية التى توصلت لنتيجة أن تقتل نفسها بدلاً من أن تسعى وتعمل وتجتهد، يريدون تصديرها لأولادنا على أنها «بطولة» حتى لو كانت مجانية دون سبب أو قيمة.