الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مشغولات يدوية بدوية ترسم طبيعة سانت كاترين COP 27

سليمة جبلى عواد سليمان من مدينة سانت كاترين وادى الراحة، تعلمت والتحقت بالجامعة كلية الحقوق، قابلت العديد من التحديات بحُكم عادات وتقاليد وبحُكم أفكار سائدة رجعية ومغلوطة وبحُكم أنها بنت والبنت ليس لها جميع الحقوق فى نظر القبيلة التى تعيش بها، ولكنها لم تستسلم بل تغلبت على كل التحديات والمعوقات ولم تبلَ اهتمامًا بنظرة المجتمع لها؛ خصوصًا أنها تؤمن بأن ما تفعله للخير ولا يضر بل هو وسيلة للتطوير والعمل وبناء الذات والتخلص من الأفكار والعادات المغلوطة.



 

  ولم تكتفِ بأن تثبت ذاتها للقبيلة والمجتمع الذى تعيش به؛ بل تخطت ذلك لتثبت للعالم كله أهمية وقدرة المرأة البدوية على العمل وإثبات هويتها والحفاظ على التراث المصرى الأصيل من خلال مؤتمر قمة المناخ الذى ينظر إليه ويلتفت له العالم بأسْره.

كان لـ«روزاليوسف» لقاء مع «سليمة» فى معرض ديارنا بمؤتمر قمة المناخ «cop27»:

 محمية سانت كاترين

قالت سليمة: سانت كاترين تتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، فأى شخص يعيش فى سانت كاترين وجبال سانت كاترين يصير مبدعًا، المرأة البدوية عندما تصعد للجبل ترى زهور الربيع وأشجار اللوز والنباتات والعصافير، ومن تأثرها بالبيئة والطبيعة الخلابة ترى النقوشات والأزهار والأشجار والرسومات الموجودة بالأحجار وتترجمها من منظورها بالخيط والإبرة على الزّى الخاص بها وتصمم زهور الربيع أو شجرة اللوز، وكل سيدة تكون وحدات من البيئة مختلفة على الزّى الخاص بها، ولكن مع الانفتاح والتقدم والحضارة وسرعة التغيير بدأ إهمال هذه المشغولات، فجاءت فكرة «مشروعى» وهو إعادة تصنيع هذه المنتجات مرّة أخرى لأنها من التراث، فكرة المشروع جاءت من خلال د.إيمان البسطاويسى التى كانت تعمل رسالة ماچستير ودكتوراه عن البدو فلاحظت شغل التطريز عند السيدات البدويات، وفى أول اجتماع لمحمية سانت كاترين (أعلنت محمية طبيعية عام 1996) اقترحت الفكرة عليهم فرحبوا بها لأن ذلك كان من أهداف المحمية، كان هناك بند فى المحمية هو دعم البدو، فتمّت الموافقة على الفكرة وإعادة تصنيع المشغولات اليدوية البدوية القديمة للحفاظ على التراث، فعملنا الثوب والجنعة وغيرهما من الزّى البدوى، وتبنت المحمية الموضوع وبدأت تساعدنا بالخامات والأدوات وتقيم لنا المَعارض حتى عام 2000، ثم حصلنا على مَبلغ مقابل المنتجات التى تم بيعها وساعدونا بالماكينات وتركونا لنعمل بأنفسنا، فبدأنا الاهتمام بالمشروع وزودنا الإنتاج وعملنا أول معرض للزّى البدوى بالمجلس الثقافى البريطانى، ولكن لاحظنا أن معظم من يشترى المنتجات لم يستعملها بل يأخذها للذكرى فبدأت آخذ وحدة تطريز قديمة وأقوم بتوظيفها على منتج جديد، ومن هنا بدأت عمل العديد من المنتجات والأشكال التى يمكن استخدامها والانتفاع بها فى الوقت الحالى مثل الشال والبوك الشنط والستائر والكثير من المنتجات الأخرى، وكل الخامات التى نعمل بها صناعة مصرية وبدأت أعمل بلشور للمنتجات أقوم بتوزبعها ودعاية فى الكثير من الوسائل.

هدفى تسويق القصة والتراث مع المنتج

أضافت سليمة: بدأت العمل بـ 5 سيدات تم تدريبهن ثم أصبحنا 450 سيدة على 17 تجمعًا (البدو يعيش فى تجمعات) وقمت بتدريب السيدات على العمل من منظور الطبيعة وليس بالتقليد ومن رؤية كل سيدة فيظهر العمل متنوعًا ومبدعًا، وحصلت على منحة من الاتحاد الأوروبى ومنحة أخرى من منظمة ألمانية وبدأت أقرأ كثيرًا واشتغلت على المنتج وتم تطويره كثيرًا، وأهتم بالجمهور المستهدف بشكل كبير فأقوم بأسئلتهم عن المنتج واحتياجهم له بشكل عملى والمناسب لهم، فمن خلال معرفة فكرهم واحتياجاتهم أقوم بعمل التصميم المناسب لهم، فأعرف التصميمات والألوان الخاصة بكل بلد وأصمم ما يناسبه، فالألمان والإنجليز ألوانهم قريبة من بعض يحبون اللون الغامق، أمّا الإيطاليون فيعشقون الأحمر والتركواز، فكل منتج أعمل منه منتجًا آخر، ويتم تصدير المنتجات فى ألمانيا ولكن أهتم بتسويق القصة والتراث مع المنتج، فكل منتج له قصة والسيدة البدوية التى تعيش بالجبل صممته من وحى الطبيعة ولم تتعلم من الكتب بل الطبيعة هى من علمتها الفن.

 يحكمنى الدين وليس العادات والتقاليد

وتابعت سليمة: قابلت العديد من التحديات فكنت أول بنت بالقبيلة تدخل المدرسة وكانت حربًا على والدى شديدة ولكن والدى كان متعلمًا ومثقفًا فلم يهتم بما يقال، وأيضًا أول بنت اشتغلت وكان علىّ هجوم رهيب من القبيلة والناس ولكن كنت دائمًا أضع أمامى أن ما يحكمنى هو الدين وليس العادات والتقاليد، فالعادات والتقاليد تتغير مع الزمن فلا بُد من التغيير، كما إننى أول بنت تقوم بقيادة سيارة فى القبيلة وأول بنت تتزوج من خارج القبيلة فزوجى من طنطا وأرى أن ذلك من حقوقى، فالرجل يستطيع أن يتزوج من أى مكان لكن التقاليد تفرض على البنت أن تتزوج ابن عمها، فالقوانين العُرفية حمت المرأة ولكن هناك تقاليد لا بُد من مواجهتها وتغييرها، وأيضًا تم الاستيلاء على مشغلى ولم أهتم بل بدأت أعمل مرّة أخرى واستمررت ولم أتوقف، واشتركت بمعرض «تراثنا» من خلال صندوق تنمية المشروعات ووزيرة التضامن أيضًا تعرفنى وتعرف منتجاتى، فتواصلت مع وزارة التضامن للاشتراك بمعرض «ديارنا» فى مؤتمر المناخ.

وختمت سليمة حديثها قائلة: حققنا نجاحًا والحمد لله، وأسعى الآن أن نحقق الاستدامة، وأتمنى تسويق عملى بالخارج بنفسى من خلال مَعارض دولية فى الخارج؛ لأنى أكثر شخص أستطيع الحديث عن المنتج وقصته وأنه من وحى الطبيعة والتراث المصرى، كما أتمنى أن يُغَير الناس فكرتهم عن المرأة البدوية ويعرفوا قدرتها على المشاركة فى المجتمع بشكل فعال.