الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عقدة.. مطلوب حلها

عقدة.. مطلوب حلها

هل أجد بين جموع المصريين من يقدم لى يد العون، حتى أستطيع أن أفهم السبب الحقيقى الذى يجعل البعض من شبابنا يقذف سائق قطار بالحجارة؟.. سؤالى سببه ما حدث لسائق قطار شربين الذى أدى قذفه بالحجارة إلى تحطم الزجاج الأمامى لكابينة القيادة نتج عنه إصابة فى عينه نتج عنها جرح طوله 3 سم.. الحادث يحتاج إلى تفسير حتى نستطيع أن نعرف أو نحدّد السبب الذى يجعل البعض ينتهج مثل هذا السلوك المشين، ففى الوقت الذى نطالب فيه بدعم وتطوير هذا المرفق المهم والذى يُعَد من أهم وسائل الانتقال فى مصر نجد بيننا من يقوم بهذا التصرف، رُغْمَ الأموال الطائلة التى أنفقت لتحقيق هذا التطوير والتحديث، والتى بالمناسبة يدفع المواطن ثمَنها من حُر ماله، وهذا ما يجعلنى أتساءل بينى وبين نفسى؛ هل هناك عقدة ما تجعل البعض يقوم بهذا الفعل المتكرر؟، وهل هذا السلوك سببه قلة وعى أو ثقافة أو سوء تربية وانعدام أخلاق ساهمنا جميعًا فى تواجدها بشكل أو بآخر؟؛ لتجعل البعض من هؤلاء الصبية أو الشباب يَقدم على ذلك؟؛ حتى يشعروا بالمتعة والتسلية عندما يصيبون عين سائق القطار أو حتى راكبًا ممن يستخدمون هذه الوسيلة؟



من ناحيتى لا أستطيع أن أجيب على هذه التساؤلات، فلستُ متخصصًا فى فهم السلوك البشرى حتى أضع الإجابة، ولكن بالتأكيد هناك العديد من أساتذة علم النفس والاجتماع والتربية والتعليم باستطاعتهم تحديد هذا السبب؛ لنقضى على هذه العُقدة المتمثلة فى سلوكيات سلبية خطيرة تسبب أضرارًا بالغة وتعرّض حياة قائدى القطارات والركاب للخطر، وتتسبب فى تعطيل مسير القطارات بخلاف التلفيات التى تحدث بالجرارات والعربات التى هى مِلك للشعب والتى يتم إصلاحها وصيانتها من ميزانية الدولة، حتى لا نخرج فى النهاية نشكو من عدم انتظام مواعيد القطارات، أو نتأفف من نظافة عرباتها وسوء الخدمة بداخلها.. جميعنا يعلم أن هذا المرفق تحديدًا يلقى حاليًا المزيد من الدعم والتطوير غير المسبوق منذ بداية استخدامه فى مصر، عربات حديثة مكيفة فى درجاتها الثلاثة، وجرارات على أعلى مستوى، رُغْمَ كونه المرفق الأرخص من ناحية الأسعار لو تمّت مقارنته بوسائل المواصلات العامة الأخرى، كما أنه المرفق الأكثر استخدامًا من قِبَل المصريين، ولكن للأسف يتم إفساده عن قصد وتعمُّد وجهل وعدم وعى على يد فئة (صغيرة كانت أو كبيرة فى السّن) لم يحسن تربيتها أو تعليمها الفرق بين الصواب والخطأ، لذا يجب التصدى لها وتقديمها للمحاكمة العاجلة لتنال عقابها، حتى يعرف جُلُّ من يفعل هذا الفعل أنه يرتكب جريمة فى حق نفسه أولاً وفى حق الوطن وأمانه، الذى ينال منه هؤلاء الشباب الذين لا يُقَدّرون المسئولية تجاه مرفق من مرافق الوطن، يفضّل الجميع استخدامه، وأنا شخصيًا أتذكر حرصى الدائم على حجز مقعد بجانب الشباك حال سفرى لأى سبب حتى أستمتع بمشاهدة الخضرة والمناظر الطبيعية التى يتميز بها ريفنا المصرى، ولكن عقب هذا الحادث الذى أخشى تكراره سوف أتجنب الحجز بجانب الشباك حتى لا يصيبنا من الحب جانب عندما يلقى شخص غير مسئول بالحجارة على الزجاج فيؤدى إلى كسره فتحدث لى أصابة من الممكن أن تنال منّى مثلما نالت من سائق قطار شربين، الذى أتوجّه له بالشكر والتحية والتقدير نيابة عن كل مصرى لإصراره على استكمال الرحلة وهو ينزف، حتى لا يتسبب فى غلق الخط وتعطيل مسيرة القطارات التى تخلفه، أو فى تعطيل مصالح الركاب، وعقب ذلك تلقّى الإسعافات الخاصة بمعالجة الجروح والنزيف الذى أصاب عينه.

إن ما يحدث من جرائم فى أهم وسيلة مواصلات مصرية من قِبَل البعض بداية من تمزيق وتخريب مقاعد العربات أو الكتابة عليها مرورًا بفك مسامير الخطوط لسرقة الفلنكات وصولاً إلى إلقاء الحجارة على السائقين والركاب وغيرها من السلوكيات غير المسئولة، مثل التعدّى على حرم السكة الحديد وإقامة أسواق عشوائية تنتهك خصوصية هذا الحرم، جميعها جرائم تهدد السلم والأمن القومى والاجتماعى، لذا يجب التصدى له بجُلّ حزم وأنا على يقين أن القانون وحده هو الكفيل لوضع حد لهذه الجرائم.