الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
قمة أفلام النقاد فى القاهرة السينمائى

قمة أفلام النقاد فى القاهرة السينمائى

فى مصر فقط  «وطن الأمن والأمان والتوحيد والوحدة والإبداع» تتعدد القمم؛  فبعد الافتتاح التاريخى لقمة  المناخ cop 27 لإنقاذ كوكب الأرض بشرم الشيخ تشهد  القاهرة  - غداً الأحد - افتتاح قمة سينمائية مصرية عالمية هى «مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الـ44» فى حضور وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلانى والنجم الكبير حسين فهمى رئيس المهرجان. وبدءًا من اليوم يبدأ ماراثون قمة النقاد أو (أسبوع النقاد) بشكله العالمى، وهو برنامج يقع ضمن فعاليات المهرجان على غرار المهرجانات السينمائية العالمية الكبرى ويرأسه الكاتب والناقد أسامة عبدالفتاح.



أهمية أسبوع النقاد هذا العام أنه يحشد سباعية سينمائية جريئة ومهمة وتمثل قمة حقيقية على مستوى الإنتاج المشترك والتعاون السينمائى؛ بل والموضوعات الإنسانية التى تطرحها أو اللغة السينمائية المتقدمة وفى الوقت نفسه تعكس جراءة القضايا التى تقدمها وترسم لوحة إنسانية متكاملة.

يتقدم الأفلام السبعة فى أسبوع النقاد هذا العام الفيلم الباكستانى «جويلاند» وهو فيلم جرىء ومختلف وشجاع ويستحق أن يكون أول فيلم باكستانى يشارك فى مهرجان «كان» السينمائى ويقدم قصة حب مستحيلة تكشف تدريجيًا عن رغبة أسرة تقليدية - ترمز بوضوح للمجتمع الباكستانى المحافظ - فى التمرد على سنوات من الكبت الجنسى والقيود والعادات والتقاليد؛ حيث يرغب كبير عائلة محافظة فى مولد حفيد ذكر للحفاظ على اللقب والممتلكات، بينما ينضم ابنه الأصغر سرًا إلى فرقة للرقص، ويقع فى حب نجمة متحولة جنسيًا.

أما الفيلم البلچيكى الفرنسى الكوستاريكى «لدىّ أحلام كهربائية»  فيه تنفجر «إيفا» وهى فتاة فى السادسة عشرة قوية الشخصية والإرادة وقلقة للغاية، تعيش مع أمها وأختها الصغرى، بعدما تعلن رغبتها فى العيش مع والدها المنفصل عنهن، تتشبث به لكنها تُفاجأ بمروره بمرحلة مراهقة متأخرة، ويكشف الفيلم رحلة الفتاة من الطفولة للمراهقة، وتصيغ بمهارة علاقتها المتوترة مع أمها وما صار يجمعها مع أبيها من مشاعر مراهقة وجد كل منهما نفسه فجأة غارقًا فيها.

ومن باكستان وبلچيكا وفرنسا إلى أوكرانيا: وفيلم «بامفير»، الذى تدور أحداثه عشية كرنفال تراثى محلى، حيث يعود «بامفير» إلى أسرته بعد شهور من الغياب. وعندما يتسبب ابنه فى حريق بالكنيسة، يضطر للعودة إلى ماضيه المضطرب لإصلاح خطأ طفله الصغير فى منطقة حدودية يسودها الفساد، ويُعد التهريب فيها الوسيلة الوحيدة تقريبا لكسب المال.الفيلم الرابع هو المغربى الفرنسى «واحة المياه المتجمدة»، ويقدم الفيلم، صياغة سينمائية بليغة للحظة فارقة فى حياة زوجين شابين يربطهما الحب وتهددهما أوضاع وظروف أكبر من قدرتهما على المواجهة.

أما الفيلم السلوفاكى – التشيكى أو «ضحية»، فهو الخامس ويحكى قصة «إيرينا»، الأم المهاجرة الأوكرانية العزباء التى تعيش بالتشيك. وعندما تتم مهاجمة ابنها، يتضامن معها الجميع ويتهمون العنصريين من كارهى المهاجرين.. لكن مع شفاء الابن، يُرفع الستار عن حقيقة مريرة مختلفة. ويطرح الفيلم سؤالًا مهمًا عن الانتماء.

السادس هو الفيلم الكندى «المخربون الصغار»، الذى تختار فيه مخرجته العودة نحو 40 عامًا إلى الوراء لتحكى قصة مثيرة ومؤثرة، وتطرح أسئلة صعبة عن الصداقة والسلامة النفسية.. فطوال مغامرة أربع مراهقات، وداخل «مقرهن» البديل الذى يخترن أن يكون منزلًا مهجورًا متهالكًا، يتم اختبار صداقتهن وقدرتهن على الدفاع عن بعضهن البعض وعن «وطنهن» المختار.

أما الإبداع المصرى فى أسبوع النقاد فهو بنكهة دنماركية ويحمل اسم «نور على نور» للمخرج كريستيان سور، ويقوم فيه برحلة فلسفية طويلة تنطلق من القاهرة وتجوب مصر بحثًا عن معانٍ ودلالات النور كمفهوم دينى وروحانى فى مصر ما بعد ثورتى 2011 و2013. والفيلم يكسر قاعدة الشائع والمألوف وربما للمرة الأولى، تنتج شركة مصرية فيلمًا طويلًا لمخرج أوروبى يجيب عن سؤال فلسفى حول النور الحقيقى فى القلوب، ويحلق فى روحانيات ليست دينية بقدر ما هى إنسانية، ويبحث عن الهوية فى توقيت اهتزت الثوابت.. أخيرا فإن لمديرالمهرجان والطفل المعجزة «أمير رمسيس» وقسمه الخاص «ضد النقاد» وتجاوزاته التى تشطب على الثوابت، وقفة أخرى.