الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. مصير كلاب الملكة

عكس الاتجاه.. مصير كلاب الملكة

فى الحدث السياسى البريطانى الأبرز الذى وقع فيه اختيار «ريشى سوناك» البريطانى الجنسية والهندى المنشأ والهندوسى الديانة والملياردير رئيسًا لحزب المحافظين ورئيسًا للوزراء بالأمر المباشر (بترسية العطا عليه دون انتخابات)، ثمّة حدث بريطانى آخر لا يقل عنه أهمية ولا تزال صُحُفهم حتى اليوم تتداوله خبرًا وصورةً وتعليقًا؛ وهو المصير الذى آل إليه كلبا الملكة «إليزابيث» Buick وSandy من قصر الرئاسة إلى بيت ورعاية «سارة فيرجسون» طليقة ابنها «أندرو»، وقد برز من جديد اسم «سارة فيرجسون» الذى كانت الملكة قد طمسته إثر خيانة «سارة» لـ«أندرو» والذى كان بدوره يخونها مع طوب الأرض، والمطلوب للتحقيق جنائيًا بإحدى مَحاكم نيويورك لتورُّطه فى شبكة الرقيق والاتجار بالصغيرات لصاحبها الملياردير وصديق أشهَر سياسيى وفنانى الدنيا والمقتول فى زنزانته «چيفرى أبستاين».



بريطانيا التى احتلت بلاد الكون وقتلت الشعوب وسرقت مقدّراتها لديها قلب أخضر واسع كيوت يهتم بكلاب الملكة والمملكة ولديها عقل يختار بدقة وعناية الحاكم رئيس حزب المحافظين وليس شرطًا أن تكون دماؤه زرقاء ولا جلده أبيض ولا من بلاد وقعت تحت الاحتلال البريطانى من بداية القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، وعليك أن تعرج قليلًا على CV عُمدة لندن «صادق خان» الباكستانى المنشأ - باكستان كانت إحدى مستعمرات بريطانيا - والمسلم الديانة وعضو حزب العمال والبرلمانى الذى يتقن الإنجليزية والأردية لتدرك كيف يلعب الكبارُ ألعابَهم القاتلة بهدوء.

بعد أن حضر الكابتن ساندى ودويك جنازة ودفن الملكة إليزابيث استردت دوقة يورك كلبَيْها، فالكلبان كانا هدية «سارة» و«أندرو» لـ«إليزابيث»، إذا ستجد أن سارة التى احتفلت بعيد مولدها الثانى والستين منذ أسبوعين قد نشرت بهذه المناسبة صورها مع الكلبين وهى تحتضنهما، والكلبان كانا فى منتهى السعادة فى حضنها بالفعل وقد تحرّرا أخيرًا من بروتوكول «قلعة وندسور»، كان الكلبان همزة الوصل وعيون سارة وأندرو داخل المملكة فى حياة الملكة.

هل كان ريشى سوناك هو البريطانى الهندى الهندوسى الأوحد الذى لمع اسمه ولعلع فى أرجاء المملكة؟ بالطبع لا، سبقته إلى منصب وزير الداخلية «سويلا برافرمان» الهندية الهندوسية ومحامية الملكة المتوفاة وعضوة المحافظين والنائب العام لإنجلترا وويلز، والتى أُقيلت أثناء حكم «ليز تراس» ليخلفها «جرانت شابس» الذى كان وزيرًا للنقل.

 «مورتى وسعدية»

بدت المقارنة بين «مورتى» الهندوسية الهندية زوجة «ريشى سوناك» وبين «سعدية» المسلمة الهندية زوجة «صادق خان» مقارنة ظالمة وتحمل بعض (التلسين) وكثيرًا من الإشارات؛ فـ«سعدية أحمد» زوجة عُمدة لندن منذ العام 1994 المسلمة غير المحجبة والمحامية وزميلة الدراسة وأن ابنتيه «أنيسة» و«عمارة»، ولا معلومات أكثر من ذلك.. بينما «أكشاتا مورتى» زوجة رئيس وزراء بريطانيا الحالى والمثير للجدل هى الأكثر إثارة منه للجدل؛ فهى ابنة الملياردير الهندى «نارايانا مورتى» الملقب بـ«بيل چيتس» الهند وريثة مليارات والدها والتى ترعرعت فى كاليفورنيا - من محاسن الصدف أن ريشى سوناك ترعرع هو الآخر فى كاليفورنيا- قبل انتقالها لبريطانيا وهى سيدة الأعمال الأمريكية، هل ثمّة علاقة بين بوتن وريشى سوناك؟ أَمْ أن العلاقة هى ما بين الإدارة الأمريكية و«ريشى سوناك»، وضع فى الحسبان أن بوتين لم يُهنّئ رئيس وزراء بريطانيا على منصبه بعد، بينما قام «بايدن على الفور بتهنئة رئيس الوزراء البريطانى الجديد وتذكيره بأن بريطانيا دولة حليفة لأمريكا!

 «سوزان.. الحب الأول»

ولسوف يتساءل الجميع لماذا لم يبدِ الكلبان «ساندى وبويك» حزنًا بادئًا معروفًا عند الكاتب بعد وفاة أصحابهما؟ الإجابة ليست فى أن الكلبين ينتميان أكثر لحضن زوجة الابن السابقة؛ بل لأن للملكة كلابًا أخرى أهمها «سوزان» كلبتها الأولى التى شاهدت صعود وتولى إليزابيث للمنصب ورافقتها فى زواجها وشهر العسل.

ثمّة كلاب وخيول وقطط وعديد مِنْ الحيوانات المتنوعة الأخرى التى كانت قد أحبتها واعتنت بها الملكة فى حياتها وصارت فى حوزة ورعاية وعناية الملك تشارلز الآن، عناية  ورعاية لم يلهياه عن شئون الرعية والوزارة والمستعمرات.