الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
المصالحة المرفوضة

المصالحة المرفوضة

قالها الشعب صريحة لا تصالُح مع جماعة الإخوان، وهذا تحديدًا ما استند عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما وُجِّهَ له سؤال حول إمكانية إجراء مصالحة مع هذه الجماعة فى مقابلة سابقة له مع قناة «فرانس 24» أثناء زيارة له إلى فرنسا فى عام 2017 (السؤال ده لمّا يتوجَّه ليَّا بقول حاجة واحدة بس.. الإجابة عند الشعب المصرى مش عندى أنا)، وهذا ما أكد عليه الشعب فى جُلّ وقت وأذان عندما يتردد حديث سواء من هنا أو هناك عن المصالحة ومدى جَدْوَاها فى عودة جماعة الدم إلى حُضن الوطن، فهذه الجماعة لم يَعُد لها من مكان فى مصر، ولذا من الطبيعى أن ترفض مصرُ شعبًا وحكومةً التصالحَ مع هذه الجماعة التى لا تزال حتى الآن تبذل الغالى والنفيس لهدم أركان الوطن، الذى سبق أن حاولت بجهلها وطمَعها تدميره من قَبْل حينما احتلته لمدة عام وعرضته للبيع لمَن يدفع أكثر.



أقول قولى هذا وأنا على يقين أن جميع المصريين متفقون معى فى هذا الرأى؛ خصوصًا بعد أن كثر القيل والقال عن المصالحة عندما شد الرئيس الأنظار إليه بعد حديثه عن (حوار سياسى شامل) وسط تساؤلات من قِبَل البعض إن كان هذا الحوار سيشمل جماعة الإخوان المسلمين أَمْ لا؟؛ لأنه فى الوقت الذى نتكلم فيه عن حوار بين جميع الفئات والطوائف المصرية الوطنية، فلا تزال الجماعة الإرهابية تبذل مساعى حثيثة للتشكيك فى جهود الدولة ومشاريعها القومية التى تقام فى جميع أرجاء الوطن، والتى من المؤكد أنها ستزداد طالما تقف الدولة صامدة أمام تحركاتهم المشبوهة، وهذا ما اتضح مؤخرًا عندما دشّنت الجماعة قناة فضائية جديدة تبث من العاصمة البريطانية لندن؛ لمهاجمة مصر والدعوة لإسقاط الدولة والحشد لتظاهرات ضد النظام، أطلقت عليها اسم (الشعوب) ويديرها بشكل أساسى إعلامى مرتزق هارب من مصر، سبق أن تم ترحيله من تركيا بعد أن أجبرته السُّلطات التركية على مغادرة البلاد، القناة الجديدة يمولها رجل أعمال إخوانى مقيم فى تركيا يُعَد من أبرز قيادات جماعة الإخوان والذراع المالية للتنظيم، يدير عدة مَحافظ مالية وشركات استثمارية كبيرة لها، فضلًا عن أنه شقيق مستشار الرئيس الإخوانى الأسبق محمد مرسى وعم مستشار السياسة الخارجية لمرسى أيضًا، عقب ذلك وبعد تدشين الفضائية الأولى بـ24 ساعة فقط تم إطلاق قناة فضائية أخرى فى لندن موجهة ضد مصر أيضًا، القناتان هدفهما الأساسى بث سمومهما الإعلامية فى عقول أتباعهما ومتابعينهما، مستكملين فى ذلك مسيرة الفشل الإعلامى الإخوانى المُحرِّض على الفوضى والداعى للأعمال التخريبية، بعد أن سبق أن فشلت الجماعة سياسيًا، مستخدمين فى ذلك سلاح الشائعات والمغالطات والتحريض، وهى السياسة التى فشلت رُغْمَ جُلّ عمليات التحريض والقتل والترهيب والهدم؛ نظرًا لوعى الشعب المصرى وليقظة أجهزته الأمنية التى تحمى وتدافع عن حدوده داخليًا وخارجيًا، وفى هذا تأكيد لفشلهم الذى أدمنوه، ولكن لجهلهم وعدم اعترافهم بأخطائهم استمروا فى استعداء الدولة، متغافلين عن قصد وتعمُّد أن شعب مصر رفضهم ورفض أكاذيبهم ومشروعاتهم الوهمية (مشروع النهضة) ورفض أن يضع يده فى أيادى مَن استحل دماءَ أبنائه وأشعل النار فى مساجده وكنائسه، تحت وَهْمْ الجهاد فى سبيل الله الذى يتشدّقون به ليل نهار، رُغْمَ كونه فى الحقيقة ليس سوى جهاد الخَوَنَة والأرزقية من أمثالهم، وهو بالمناسبة الجهاد الذى رفضَه شعبُ مصر لزيفه وزيف مَن ينادون به، ولهذا أقول لهم وبعلوّ الصوت وبَعد أن أزيح الستار عن وجهكم القبيح، مصرُ ستظل عصيّة عليكم وعلى أمثالكم وعلى مَن يوفرون لكم المال والمأوَى؛ لأنكم فى حقيقة الأمر لا تملكون من أمركم شيئًا، فلستم سوى عملاء لمَن يدفع لكم حتى ولو على حساب الوطن الذى يتبرأ منكم حتى يوم الدين.