الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من أجل توفير بيت آمن لكل سيدة مسنة: افتتاح أول دار مسنات للكفيفات

نحن نرَى باكورة أول دار مسنات كفيفات والعبرة فى إيجاد حياة كاملة كريمة لهن، ليس فقط الطعام والشراب والرعاية؛ ولكن حياة فيها رُقى وتعلم ومشاركة لحمايتهن من الوحدة أو العزلة أحيانًا، بعد وصولهن لسِنّ الستين وليس لديهن مأوَى، ومن هذا المنطلق فإن صندوق «عطاء» وقّع بروتوكول تعاون مع جمعية النور والأمل بهدف توفير بيت آمن لكل سيدة مسنة كفيفة، هذا ما قالته د.نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى فى احتفالية صندوق عطاء وجمعية النور والأمل بافتتاح أول دار رعاية للسيدات الكفيفات المسنات تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعى.



 بلا مأوى

أكدت «القباج» أن الوزارة تقوم دائمًا بدعم ودمج ذوى الإعاقة فى جميع مناحى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعمل على مساعدتهن على العيش باستقلالية إلى حد كبير؛ حيث منهن المبدعات المشاركات فى معرض ديارنا، وأخريات فنانات يشاركن فى العزف على الآلات الموسيقية.. وأضافت: إن من أهداف صندوق عطاء تأهيل ورعاية الأشخاص ذوى الإعاقة، والعمل على استخراج الطاقة التى خلقها الله فيهم، كما وعدت باستكمال أعمال التأسيس لجمعية النور والأمل، ورفع كفاءة وسائل الإعاشة بها وتدعيم دار الطباعة والمكتبة ودار الحضانة، كما دعت المجتمع المدنى ورجال الأعمال بتقديم مزيد من الدعم للمؤسَّسة.

 الدار تستوعب 36 سيدة

وفى السياق ذاته؛ قال محمد عشماوى نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لبنك ناصر الاجتماعى: إن سياسة البنك تسعى دائمًا إلى تخفيف العبء عن كبار السّن؛ خصوصًا الكفيفات وتقديم جميع سُبُل الدعم والحماية الاجتماعية لهن.. موضحًا أن دار رعاية السيدات الكفيفات هى أول دار رعاية للمسنات الكفيفات على مستوى جمهورية مصر العربية وتم تجهيزها لاستقبال السيدات الكفيفات من جميع المحافظات وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية وتوفير مأوَى كريم لهن نظرًا لوجود العديد منهن بلا مأوَى وعدم وجود مسئولين عنهن لرعايتهن.. وأكد أن الدولة تولى اهتمامًا خاصًا بذوى الإعاقة من منطلق إنسانى واجتماعى وثقافى بمنهجية تكفل حقهم فى الحياة الكريمة بشكل يضمن حصولهم على حقوقهم المتصلة بالإعاقة ويعزز من الخدمات المقدمة لهم عبر توفير سُبُل الوقاية والرعاية والتأهيل اللازم.. وأوضح سيادته أن الدار تتكون من 3 شقق كل شقة تحتوى على 6 غرف وكل غرفة تسكنها سيدتان بسعة استيعابية 36 سيدة، بالإضافة إلى حجرة للإشراف وحجرة للجلوس وحمّامَات ومطبخ ومطعم مجهزين بالكامل.

 النور والأمل

وتقول أميرة الرفاعى المدير التنفيذى لصندوق الاستثمار الخيرى لدعم الأشخاص ذوى الإعاقة «عطاء»: فكرة إنشاء الدار جاءت من قِبَل جمعية النور والأمل؛ حيث قدّموا لوزارة التضامن الاجتماعى طلبًا، والوزارة تواصلت معنا، فمعالى وزيرة التضامن الاجتماعى هى رئيس مجلس إدارة صندوق عطاء، والفكرة جاءت من احتياج؛ حيث إن كثيرات من الكفيفات عند الكبر يحتجن إلى رعاية ولا يوجد من يرعاهن، كما يوجد البعض ليس لهن مأوَى أيضًا فاقترحت «النور والأمل» أن ننفذ الفكرة ونقيم لهن دور رعاية، وكان بالفعل لديهم مكان وأيضًا متبرع لإقامة دور أعلى فى جمعية النور والأمل وأيضًا يوجد متبرعون بالمفروشات، وتبقّى الشىء الأخير مصروفات التشغيل، ومن يقوم بتشغيل الدار، وهنا كان الاتفاق ووضع خطط مع جمعية النور والأمل لتشغيل الدار وأن يكون هناك استدامة؛ خصوصًا أن هدف صندوق عطاء إقامة المشروع وضمان الاستدامة له، ثم الانسحاب ويساند قضايا أخرى فى الإعاقة ويتبقى الشريك الذى يستطيع أن يكمل المسيرة ويبقى نموذجًا للاستدامة.

 ضمان الاستدامة

وأضافت الرفاعى: نتمنى أن تعيش المسنات الكفيفات فى دار وسط أسرهن ولا نلجأ للدار إلا فى الحالات المُلحة، وأى شخص يحتاج هذه الخدمات يستطيع التواصل مع «النور والأمل» أو صندوق «عطاء» ونضع كل المعلومات الخاصة بنا على صفحات التواصل الاجتماعى، والمكان بمدينة نصر المنطقة الثامنة، أمّا بالنسبة لإمكانية دفع رسوم، فأى خدمة قائمة حتى نضمن لها الاستدامة والجودة لا بُدَّ أن تكون مُسَعَّرة، فالقادرون على دفع الرسوم يدفعون كل المَبلغ أو جزءًا حسب مقدرتهم وغير القادرين لا نتلقى منهم أى رسوم ويحصلون على الخدمة كاملة بنفس الجودة التى يحصل عليها الشخص الذى يدفع الرسوم، وذلك فقط لضمان الاستدامة، فهناك حساب بنكى توضع به النقود ومن خلال هذه الأموال لا يتعثر أو يوقف نشاطه فى أى وقت.

 5 بنوك وتطبيقان إلكترونيًا

وتابعت الرفاعى: صندوق عطاء يقوم بدراسة المشروع جيدًا قبل الإقبال عليه ونتأكد تمامًا أن هذه الأموال تصرَف فى محلها، ونقوم بذلك عوضًا عن المتبرعين لضمان أموال المتبرعين، ويستطيع أى شخص أن يضع أموالاً بصندوق عطاء سواء أشخاص أو شركات أو جهات ولا نصرف من أصل الأموال؛ لكن من العائد منها على هذه المشروعات فهى مثل الصدقة الجارية أو نظام الوقف الخيرى القديم، فندرس جيدًا ونحدد مجالات الصرف وهى مجالات متعددة، فنعمل على تمكين الأشخاص ذوى الإعاقة فى التعليم فى كل المَراحل الحياتية من الحضانة حتى الجامعة، كما نعمل على التمكين الاقتصادى للأشخاص ذوى الإعاقة ونعمل أيضًا على الأشخاص ذوى الإعاقة المحرومين من التعليم ومنها فئة المكفوفين من المسنات وخدمات أخرى، فالهدف من المشروع ليس أن نعوله طول الوقت؛ ولكن هدفنا أن يستطيع المشروع الاستمرار والاعتماد على ذاته بعد أن ننسحب منه. فالتعامل معنا من خلال شراء وثائق أو تبرعات فيستطيع أى شخص شراء وثائق من خلال التوجه لأى فرع من فروع البنوك التالية: البنك الأهلى، بنك القاهرة، بنك ناصر، بنك قناة السويس، بنك مصر، وأيضًا هناك تطبيقان تستطيع شراء الوثائق إلكترونيًا منهما وهما تطبيق «thndr» وتطبيق «مباشر»، ولتسهيل الأمْر أيضًا قام بنك ناصر وهو البنك المؤسِّس لصندوق عطاء بفتح حساب تبرعات باسمه فى هذه البنوك «حساب تبرعات لصالح قضايا الإعاقة» ويتم توجيه هذه التبرعات لصالح صندوق عطاء.

 46 وحدة تأهيل مرتكز على المجتمع

وتابعت الرفاعى: إن صندوق عطاء بدأ العمل الفعلى لأول مشروعات منذ أغسطس 2020 بدأنا بمشروعات فى القرَى للتأهيل المرتكز على المجتمع، نعمل على القرى الأكثر احتياجًا والمحرومة من الخدمات، ونفتح داخل القرية وحدة تقدم نحو 75 % من خدمات ذوى الإعاقة داخل هذه القرية، نقدم خدمات تأهيل سواء تأهيل لغوى أو تأهيل حركى أو تنمية مهارات أو رعاية ذاتية، ونعمل جلسات أكثر للأطفال ونعمل أيضًا على رفع مستوى الوعى بالإعاقة داخل القرية وأن يستوعب الجميع أن هناك أشخاصًا ذوى إعاقة ومن حقهم الإتاحة فى الخدمات، كما نعمل مع المدارس حتى يتم الدمج لذوى الإعاقة، وأيضًا نعمل مع الوحدات الصحية لمعرفة أهمية الاكتشاف المبكر للإعاقة وتتم إحالة الحالات للوحدات حتى يتم حصولهم على الخدمات، نعمل على النهوض بقضايا الإعاقة وتحسين الخدمات؛ بل تقديم الخدمات غير المتاحة بالقرية فيعفى الأمهات والآباء من الذهاب لمسافات طويلة حتى يحصلوا على الخدمات، مهمة تقريب الخدمات وإتاحتها بأسعار رمزية، وبدأنا بـ16 وحدة، أمّا الآن فصندوق «عطاء» لديه 46 وحدة تأهيل مرتكز على المجتمع فى المحافظات، وفى الفترة المقبلة هناك 30 وحدة سيتم الإعلان عنها قريبًا، وهذه الوحدات مهمة جدًا للأشخاص والأطفال ذوى الإعاقة على مستوى القرَى، وننسق أيضًا التواجد فى قرى «حياة كريمة» حتى نكمل مسيرة العطاء والنهوض بالبنية التحتية ورفع الكفاءة للأشخاص ذوى الإعاقة.

 75 % من الطلبة زاد ذهابهم للجامعة

وأضافت: المكوّن الثانى الذى نركز عليه هو تمكين الطلبة ذوى الإعاقات فى الجامعات، فالخدمات داخل الجامعات قليلة جدًا، لذا بدأنا بالكراسى بالمقاس لأن هناك احتياجًا شديدًا له، فالطالب لا يصح أن يستخدم الكرسى العادى مثل الموجود بالمستشفيات، ولكن حتى يكون لديه استقلالية بالحركة يحتاج إلى كرسى بالمقاس لأنه يعطيه قدرة أكبر على الحركة بذاته بسهولة، والشخص الذى لا يستطيع استخدام يديه نوفر له كرسيًا بالمقاس ولكن كهربائى، وأيضًا نهتم بذلك لأن لو الكراسى غير منضبطة تسبب مشاكل فى العمود الفقرى وتسبب قرحًا، وأثناء عملنا وجدنا أننا نحتاج للعمل على أكثر من ذلك فنعمل فى جامعة عين شمس على الإتاحة المكانية بالجامعة نجحنا بذلك فالحَرم الجامعى داخل جامعة عين شمس به إتاحة مكانية، ولمّا سألنا الطلبة الذين حصلوا على الخدمتين الكراسى والإتاحة وجدنا أن 75 % من الطلبة زاد ذهابهم للجامعة بعد توفير الخدمتين، مما يمنح الطلبة ذوى الإعاقة الحق فى التعليم مثل باقى الطلبة، ونتوسع فى الفترة المقبلة ونعمل مع جامعة الزقازيق وجامعة المنوفية للحصول على الخدمات، وهدفنا أن ننتشر فى كل الجامعات المصرية وننفذ بها الخدمات لذوى الإعاقة، وأيضًا التعامل مع الإعاقة البصرية، ففى جامعة الزقازيق وجامعة المنوفية نوفر ماشيات كف البصر، فهناك 125 طالبًا بالجامعات استلموا الكراسى بالمقاس وهى كراسى مصنعة خصيصًا فى ألمانيا بجودة عالية.

 دمج 45 مَدرسة

وأضافت الرفاعى: فى المدارس تم دمج 45 مَدرسة فى القاهرة وأسيوط، عملنا دمجًا للطلاب ذوى الإعاقات البصرية بالمدارس سواء مكفوفين أو ضعاف البصر، أيضًا نعمل على تجهيز المدارس والأدوات للطلاب وتأهيل المُدرسين لعملية الدمج، وهدفنا أن ننتشر بصورة أكبر ونتوسع ونشمل إعاقات أخرى مثل الإعاقة الذهنية والحركية، وذلك بالتنسيق بين مشروع القرى ومشروع الطلبة فنوفر جميع الخدمات سواء خدمات صحية أو تعليمية أو غيرهما حتى يستفيد الأشخاص ذوو الإعاقة بجميع الخدمات.

ماچستير فى الصحة النفسية

وتقول إيمان الشيمى إحدى المشرفات  بالدار: أقيم بالدار مع الأمهات ودرست صحة نفسية وأعمل الآن ماچستير فى الصحة النفسية جامعة القاهرة، وأثناء الدبلومة رأيت إعلانًا للعمل بالدار فتقدمت، وتم اختيارى للعمل هنا، وأعتمد على الجانب النفسى فى التعامل مع الأمّهات، أعمل برؤية معينة فأعرف كل شخصية وأتعرف على الإيجابيات والسلبيات بالشخصية وأسجل كل شىء وأحاول تقديم الدعم النفسى لهن وملاحظتهن باستمرار، فأكثر شىء يهمنى أن تكون الأمهات بصحة جيدة وسعيدات، وإذا تعرضت أى منهن لمشكلة يتلقين جلسات دعم نفسى حتى تزول آثار المشكلة أو ما تعرضت له من آلام من ضيق سواء بسبب مكالمة من الأهالى أو الشعور بالوحدة أو أن أبناءهم لا يسألون عنهن.

 لى أهل

وتروى لنا إحدى الأمهات بالدار وتدعى كرم من بنها وتقول: بقالى شهر بالدار، والدار توفر لى جميع الاحتياجات، لى ابن تخرّج فى كلية الهندسة ومتزوج وابنة تخرجت فى كلية التربية وتزوجت، ولكن كل منهما له حياته وبيته وأولاده ومنشغلان دائمًا، ففكرت أن أحضر إلى الدار، وعرفت هذه الدار وقدمت للسكن بها وأشعر بالارتياح هنا وأدفع ألف جنيه فى الشهر. وأولادى يأتون لزيارتى، ويأتى إلينا دكتور إذا شعرت بأى تعب وأيضًا أحصل على العلاج اللازم لى.

أمّا «ج. م» فتقول: لدىَّ 55 عامًا من الإسكندرية وفقدت بصرى بشكل تدريجى منذ 3 سنوات، والمكان هنا مضمون وآمن، كما أن لدىَّ زملاء وأشعر الآن أن لى أهلاً وأنى وسط أسْرة، والدار توفر لنا كل شىء وتقدم لنا دعمًا نفسيًا وأيضًا توفر لنا رحلات وأنشطة فسافرنا للإسكندرية فى الأسبوع الماضى ولا أدفع أى مصاريف للدار لأنه ليس لى مصدر دخل.

أمّا فايزة من المرج فتقول: جيت الدار لأن لى صديقات هنا مكفوفات مثلى، وأنا كنت قبل كده مع النور والأمل وكنا نحلم بأن يكون المكفوفات كبار السّن لهن دار وربنا حقق لنا حلمنا، والإشراف فى الدار بيحبنا ويعاملنا معاملة حسنة وكلنا مع بعض نفرح لبعضنا ولو حد تعبان أو زعلان كلنا نكون معاه حتى نعيد له الابتسامة.

أمّا مروة مصطفى فهى مشرفة فى الدار حاصلة على ليسانس آداب وتدرس للحصول على الماچستير، وتشكر فى المكان وتقول: أعتبر هؤلاء الأمهات مثل أمّى ونتعامل معًا كأسْرة واحدة ويوجد بالدار إخصائى نفسى وإخصائى اجتماعى ودكتور، ونستقبل أمّهات من أى مكان، وهدفنا تقديم الدعم للمحتاجين، والأمّهات هنا يحببن الحفلات والأنشطة، فالبعض منهن لديه مواهب سواء فى الغناء أو عزف الموسيقى وتلاوة القرآن والبعض يحب القراءة فنوفر لهن ذلك.