السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لأول مرة طالبات أكاديمية الشرطة يشاركن فى عروض الحراسات الخاصة الشرطة النسائية.. عظيمة

ونحن نحتفل بتخريج دفعة جديدة من طالبات كلية الشرطة، لا يمكن أن نغفل دور الشرطة النسائية التى تصدرت المشهد فى احتفال الخريجين، وقدّمت الطالبات عروضًا قتالية  أبهرت جميع الحاضرين بجانب عروض رياضة الباركور وأداء القفزات، وظهرت العناصر النسائية وهن يقدمن تدريبات احترافية، على اجتياز الموانع لمسافات كبيرة، فضلاً عن تسلق الحبال والمبانى لعدة أمتار وطوابق مرتفعة.



وللشرطة النسائية تاريخ مشرف مليئ بالكفاءة والتضحية، عندما استقبلت وزارة الداخلية أول دفعة من الفتيات للالتحاق بأكاديمية الشرطة واستمرت فى قبول خريجات كليات الطب والإخصائيات الاجتماعيات، كما فتحت كلية الضباط المتخصصين بأكاديمية الشرطة أبوابها لخريجات الجامعات للعمل كضابطات شرطة حتى أصبح هناك اعتماد عليهن فى جميع القطاعات والمرافق الشرطية التى تتعامل مع المواطنين، لتظهر كفاءتهن، التى ترجمت بحصول اللواء عزة الجمل على أول سيدة تحمل رتبة لواء فى وزارة الداخلية، تبعها عدد آخر من الضابطات اللاتى حصلن على تلك الرتبة.

وخلال حفل تخريج الدفعة الجديدة فى كلية الشرطة، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الدولة لن تتخلى عن أسر شهداء الوطن ولن تنسى تضحياتهم بدمائهم وأرواحهم من أجل مستقبل أفضل لمصر، مقدما التهنئة للخريجين الجدد من أكاديمية الشرطة وأسرهم.

وقال الرئيس السيسى، فى كلمة مرتجلة فى ختام الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة: «كل الاحترام والمحبة للعطاء الذى قدمه الشهداء وأسرهم من أجل بلدنا وشعبنا، هذه الدماء لن تضيع عند الله ونحن لن ننساها».

وتابع الرئيس السيسى: إن ما وصلنا إليه من وضع أفضل كان بسبب أرواح أبناء مصر من الجيش والشرطة من أجل حماية وأمن أكثر من 100 مليون نسمة وحماية مستقبلهم.

واستطرد الرئيس السيسى: «لن أقول لكم لا تحزنوا بل نحن معكم.. والله معنا.. فالشهيد عند الله شىء جميل ومن يعوضه هو الله سبحانه وتعالى».

وأضاف الرئيس السيسى: إن الأمور تحسنت فى مصر كثيرًا بفضل تضحيات الشهداء رغم التحديات والإرهاب.. ونحن فى مكان أفضل وهناك المزيد وفاءً واحترامًا لهذه الدماء، وكل التحية والمحبة والاحترام لأرواح الشهداء، مجددًا القول: «لن ننساكم أبدًا».

وأعرب الرئيس السيسى عن تقديره لجهود شهداء الشرطة من جميع القطاعات الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، ووجه التحية لأسر الشهداء قائلًا: «كل الاحترام والمحبة للعطاء الذى قدمتموه من أجل بلدنا وشعبنا».

وأضاف: إن الدماء التى قدمت والأرواح التى رحلت ليست بالثمن البسيط، ولكنها فى رقابنا جميعًا كمصريين وعند الله سبحانه وتعالى، إن أسر الشهداء كانوا سببًا فيما قدمه أبناؤهم من تضحيات فى جميع القطاعات.

وتابع الرئيس السيسى: «إن ما قدمه الشهداء كان سببًا فيما نحن فيه الآن، وكان ثمنًا غاليًا لحماية وطننا وتأمين واستقرار أكثر من 100 مليون؛ والحفاظ على أمنهم ومستقبلهم»، مضيفًا: «البلد لو راحت مكنش هيبقى فى مستقبل لأى أحد»، منوهًا بالدور الذى قام به شهداء الوطن من أجل رفعة مصر، مضيفًا: «إن درجة الشهيد عند الله سبحانه وتعالى كبيرة جدًا».

وتابع الرئيس: «إن الأمور تحسنت كثيرًا.. وتوقف التهديدات والإرهاب بفضل الله وتضحيات رجال الجيش والشرطة.. حيث أصبحنا فى مكانة جيدة جدًا»، مطالبًا المصريين بالعمل بجد وجهد أكثر.

وأكد الرئيس السيسى تحسن الأمور بشكل كبير فيما يخص التهديدات والإرهاب، وذلك بفضل أبناء مصر من الجيش والشرطة وجميع قطاعات الدولة، معربًا عن تحيته واحترامه وتقديره لأرواح وأسر الشهداء، قائلاً: «لن ننساكم أبدًا».

ووجه الرئيس التهنئة لطلاب أكاديمية الشرطة الجدد الذين تم الاحتفال بهم داعيًا فى الوقت نفسه المسئولين إلى ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار وتقدم مصر.

وطلب الرئيس من جهاز الشرطة ضرورة التعامل بإنسانية ورقى مع المواطنين وقال: «ونحن نتعامل مع المواطنين فى مصر نبقى دائمًا منتبهين لمواجهة تحديات كثيرة تتمثل فى التصدى لغير المنضبطين وعلى رجال الشرطة التعامل برفق وتعليمهم من خلال الأداء الراقى والقدوة والممارسة».

وأعرب الرئيس السيسى عن تمنياته بالتوفيق لرجال الشرطة، قائلاً: «تسلحوا بالعلم دائمًا.. لن ينتهى التعلم أبدًا بالتخرج فى الكلية أو بالحصول على الدورات التدريبية، احرصوا على مواكبة التغيرات والتطورات.. إننا نعمل دون ضوضاء على تطوير أى قطاع من قطاعات الدولة.. ولا نقول سنعمل هيكلة وإصلاحًا، ولكن نقوم بالإصلاح ونستمر فى عملية التطوير»، مؤكدًا أن عملية التطوير هى عملية مستمرة ولا تنتهى بانتهاء مرحلة محددة نظرًا للتطور الدائم الذى يشهده العالم.

وأضاف: إن التطوير يشمل جميع قطاعات الدولة بما فيها وزارة الداخلية، مشددًا على حرص الدولة أن يتم ذلك التطوير بشكل هادئ وموزون لتطوير قدرات الدولة وأدواتها.

وختم الرئيس السيسى كلمته المرتجلة بمطالبة خريجى أكاديمية الشرطة بالحفاظ على أمن البلاد؛ وتقديم الأداء المتميز الذى ينتظره الجميع منهم.

تحقيق مفهوم الأمن الشامل

ومن جهته أكد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية ، أن الوزارة فى سبيلها لتحقيق مفهوم الأمن الشامل بالتحديث المستمر لجميع مفردات منظومة مواردها البشرية لإعداد رجل شرطة عصرى، لديه المقومات القادرة على استيعاب ومجابهة التطور اللامحدود فى الجريمة، وذلك عبر برامج تدريبية تخصصية تعتمد على استخدام المعدات والتقنيات الحديثة وأساليب المحاكاة الواقعية لسيناريوهات العمل الأمنى بما يحقق الاستمرار فى التفوق والريادة الأمنية.

وأضاف: «ومن دواعى الفخر مواكبة احتفال اليوم، لذكرى نصر أكتوبر المجيد والذى جسد رمزًا لقدرة المصريين على صنع التاريخ، ويسعدنى وهيئة الشرطة أن نتوجه بالتحية إلى قواتنا المسلحة الباسلة درع الوطن وسيفه راجين المولى عز وجل التوفيق للمزيد من التكاتف والتكامل بين جناحى الأمن بالأمة المصرية فى دفع مسيرة العمل الوطنى لتحقيق العبور نحو آفاق الجمهورية الجديدة».

الحراسات الخاصة النسائية

واستحدثت كلية الشرطة برامج تدريبية بمجال الحراسات الخاصة ودعم الحراسات الخاصة النسائية، وقدّم الطلبة والطالبات عرضًا للحراسات الخاصة، حيث تدربت الطالبات على القيادة الخطرة والرماية من السيارات والسيطرة على العناصر الإجرامية، وشارك طلبة الكلية الحربية أقرانهم من طلاب كلية الشرطة بالعرض.

تبوأت المرأة فى مجال الشرطة النسائية مناصب بارزة، ووصلت إلى رتبة لواء بدرجة مساعد وزير داخلية، نتيجة جدارتها فى إنجاز مهام عملها وتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بتأهيلهن بأحدث الوسائل التدريبية والتكنولوجية والثقافية، لحماية الوطن والمساهمة فى الأمن. 

أظهرت عناصر الشرطة النسائية قدرات خاصة من خلال مشاركتهن فى الدوريات الأمنية فى الشارع، لبث الشعور بالأمن والطمأنينة بين المواطنين، وخاصة الفتيات فى أيام الأعياد والمواسم بفرض النظام فى أماكن التجمعات ومكافحة ظاهرة التحرش.

كما قدمت الشرطة النسائية دورًا بطوليًا فى أثناء مواجهة الإرهاب الغادر، حيث يبرز هنا اسم العميد نجوى الحجار أول شهيدة فى تاريخ الشرطة المصرية، والنقيب أسماء إبراهيم، والعريف أمينة رشدى، اللاتى استشهدن فى تفجير الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، فى أثناء أدائهن واجبهن فى عمليات تأمين المترددين على الكنيسة.

تم الدفع بعدد من عناصر الشرطة النسائية المتميزة ضمن القوات الخاصة لتنفيذ مهام أمنية رادعة ضد العناصر الإجرامية، وأخريات فى قطاع حقوق الإنسان، حيث تشهد  أقسام الشرطة وجود ضابطة أو أكثر لمساعدة السيدات المترددات عليه، والمواطنين من كبار السن أو ذوى الاحتياجات الخاصة.

كما شاركت فى فرق إنقاذ قوات الحماية المدنية والاستجابة للبلاغات، كما تم  الدفع بعدد من الضابطات فى المطارات والأماكن السياحية للقيام بأعمال الجوازات واستقبال الزائرين وسط أجواء راقية تتسم بحسن المعاملة وتوفير الأمان لهم.

تأسيس القسم النسائى بأكاديمية الشرطة

تم تأسيس الشرطة النسائية، فى عام 1984 من خلال اللواء عبدالكريم درويش، الذى أسس القسم النسائى بأكاديمية الشرطة لتخرجهن والعمل فى الإدارات الخدمية للجمهور، ومضت سنوات قليلة حتى أغلق القسم لعدم جدواه، حتى جاءت أحداث يناير 2011 وفتحت أكاديمية الشرطة أبوابها لقبول الفتيات، ليعملن فى العلاقات الإنسانية والمرور والأحوال المدنية والموانئ وشرطة السياحة والخدمات الطبية.

قوات مكافحة الارهاب النسائية

وفى عام 2013 قامت وزارة الداخلية بإنشاء إدارة مكافحة العنف ضد المرأة لمواجهة ارتفاع معدلات جرائم العنف والتحرش، وفى 25 يناير 2021، كنا على موعد مع ظهور قوات مكافحة الارهاب النسائية للاشتراك فى أعمال مكافحة الإرهاب وتحرير الرهائن بجميع أنحاء البلاد، فضلاً عن المشاركة فى أعمال دولية.

ومن بين الضابطات اللاتى لهن تاريخ مشرف فى جهاز الشرطة اللواء حنان هجرس التى عملت بحقوق الإنسان بمديرية أمن القاهرة.

وفى عام 2019 قام اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بترقية حنان هجرس مديرًا لقطاع حقوق الإنسان بمديرية أمن القاهرة لرتبة لواء.

وتخرجت هجرس فى كلية الشرطة، وتدرجت فى المناصب حتى وصلت لرتبة عميد، وفى عام 2016 كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسى لدورها المميز وتميزها فى عملها.

وتعتبر «هجرس» من أكفأ الضابطات بوزارة الداخلية، حيث أسهمت فى حفظ الأمن ومنع التحرش بشوارع العاصمة أثناء فترة عملها بوحدة مكافحة العنف ضد المرأة.

عزة الجمل

وفى عام 1983 تخرجت أول سيدة تحصل على لقب مساعد وزير، وكانت منذ البداية شابة واعدة، مشهودًا لها بالتفوق العلمى، نشأت فى أسرة ليس بين أفرادها شرطى واحد، إلا أن عزة الجمل خالفت التوقعات، واتخذت مسارًا آخر مع حلول عام 1984، عندما قررت الالتحاق بثالث دفعة من الضباط المتخصصين بكلية الشرطة.

حددت عزة هدفها بوضوح، وهو ممارسة عملها كطبيبة داخل هيئة الشرطة، حلم مشروع، ورحلة كفاح على مدار نحو 28 عامًا، لم تكن تتخيل طبيبة الأطفال فى بدايتها أن تكون أول ضابطة تحصل على درجة مساعد لوزير الداخلية.

وبدأت «الجمل» عملها فى مستشفى الشرطة بمدينة نصر الذى عملت به لمدة 14 عامًا، وتدرجت خلالها فى المناصب حتى وصلت لمنصب مدير إدارة المستشفيات بدرجة مساعد وزير، بعد حصولها على رتبة اللواء، حيث حصلت على نوط الامتياز من رئيس الجمهورية مرتين، الأولى لتفوقها فى كلية الشرطة، والثانية فى 2008، بعد إنشاء وحدة لعلاج الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة من أبناء رجال الشرطة.

العميد نجوى الحجار

ومن أبرز تلك الأسماء العميد نجوى الحجار أول شهيدة فى الشرطة وهى واحدة من أعضاء قوة تأمين كنيسة مارمرقس بالإسكندرية، وقد استشهدت عام 2017 جراء الانفجار الإرهابى الذى وقع فى الكنيسة المرقسية بمحافظة الإسكندرية.

العميد نجوى الحجار مواليد 1963، تخرجت فى كلية الشرطة دفعة 1987، وهى واحدة من أعضاء قوة تأمين كنيسة مارمرقس بالإسكندرية، والذين يتمثل دورهم فى متابعة حركة الكنيسة وتفتيش الأشخاص الذين يدخلون ويخرجون منها.

ناهد الواحى

ومن ضمن النماذج المشرفة العقيد ناهد الواحى التى عملت فى قوات حفظ السلام، بعدما فتحت وزارة الداخلية عام 2014 الباب أمام الضابطات للالتحاق بالقوات المساهمة فى بعثات حفظ السلام عام 2014، فتقدمت العقيد ناهد الواحى بعد حصولها على ليسانس الآداب قسم لغة فرنسية.

وعملت الواحى بعد تخرجها فى مصلحة الجوازات لمدة 25 سنة، ثم فى وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، وشاركت فى تأمين الحدائق العامة والمتنزهات خلال الأعياد والإجازات الرسمية، فى مواجهة حوادث التحرش، وانتقلت لإدارة التخطيط فى وزارة الداخلية، ومنها إلى قوات حفظ السلام التى أمضت فيها فترة استمرت حتى عامى 2014 و2015  فى المغرب.