السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمة و 1 / 2.. ملائكة أحيانًا.. شياطين دائمًا!!

كلمة و 1 / 2.. ملائكة أحيانًا.. شياطين دائمًا!!

ليسوا قطعًا ملائكة، إلا أن السؤال، لماذا هم شياطين؟ كنت أعتقد أن من وقف ضد رواية «أولاد حارتنا» عدد من شيوخ الأزهر مثل محمد الغزالى وأبوزهرة وسيد سابق، كتبوا تقارير، فأصبحت الرواية ممنوعة من التداول داخل مصر، وهذا صحيح، إلا أن من بدأ الخيط الأول أحد أبناء «الكار»، وتحديدًا الشاعر الكبير صالح جودت، وضع أصبعه على الزناد واستباح دماء محفوظ.



 نشر على صفحته بمجلة «المصور» رسالة من قارئ، تساءل فيها كيف ينشر هذا العمل؟ حيث كان يتم نشر فصول الرواية يوميًا بالأهرام، ونكتشف أيضا أن عددًا من معاصرى محفوظ وتحديدًا منافسى نجيب محفوظ، هم الذين تقدموا بشكاوى ضده لأمن الدولة، بينما الحماية جاءت من الرئيس جمال عبدالناصر، حرص على ألا توقف الأهرام نشر الحلقات، إلا أن عبدالناصر كما يبدو، لم يصل فى حمايتها إلى ما هو أبعد، أقصد إباحة طبعها فى مصر، الرئيس كان يملك ذلك لو أراد، اكتفى ناصر فقط بنصف حماية.

أبناء الكار هم الذين فتحوا النيران على نجيب محفوظ و«فين يوجعك»، ولم تكن الطلقة الوحيدة، نكتشف مثلا من خلال ما رواه لى المخرج الكبير توفيق صالح وهو أصغر مجموعة الحرافيش القدامى التى كانت تضم أحمد مظهر والكاتب الساخر محمد عفيفى وفنان الكاريكاتير بهجت والأديب الروائى عادل كامل الذى كانت تنتظره آمال عريضة ولكنه لم يُكمل، قال لى توفيق صالح إن نجيب محفوظ شارك فى كتابة سيناريو فيلم «شباب امرأة» ولكن كاتب القصة أمين يوسف غراب والذى كان قد حقق عام 1954 تواجدًا أدبيًا مرموقًا كان يرى أنه أهم من نجيب محفوظ، وضع اسم نجيب على «تتر» العمل الفنى سوف يخصم منه لصالح نجيب، وبطريقة ما حصل على ورقة من «غرفة صناعة السينما» تفيد بأنه كاتب الفيلم ولم يسمح بوضع اسم نجيب على السيناريو، بينما فقط أبقى على السيد بدير كاتبًا للحوار حيث كان من المستحيل حذف اسمه، كما أن السيد بدير لم يكن محسوبًا على كتَّاب القصة، ولهذا لا خوف من المنافسة، ومن الناحية القانونية، لم يعد لنجيب محفوظ الحق فى أن ينسب «شباب امرأة» إلى إنجازه السينمائى فى كتابة السيناريو.

السؤال فى عالم الشعر أيهما أشعر أو أكثر إبداعًا؟ مسألة غير محسومة، إلا فيما ندر، كان صلاح جاهين يقول بكل أريحية «فؤاد حداد أشعر منى، بينما أنا الأشطر»، وكما ترى نموذج جيد جدًا ومثالى يليق بحداد وجاهين، بينما لم تكن العلاقة جيدة مثلا بين سيد حجاب والأبنودى ولا هى أيضا جيدة بين الأبنودى وأحمد فؤاد نجم، وعند رحيل نجم لم يكتب عنه الأبنودى كلمة واحدة.

بينما كتب شوقى بعد رحيل حافظ إبراهيم رغم الصراع «يا منصف الموتى من الأحياء/ كم كنت أوثر أن تقول رثائى / والكاذبون المرجفون فدائى».

مثلا نعى ثروت أباظة يوسف إدريس برغم أن الصراع والتراشق اللفظى بينهما وصل لساحة القضاء، كما أن المطرب محمد الكحلاوى أقام «صلاة الجنازة» على روح الموسيقار محمد فوزى، بينما، كانت ساحة القضاء مشتعلة بينهما بسبب الصراع على لحن أغنية «يا مصطفى يا مصطفى »، اتهم الكحلاوى فوزى بسرقتها من لحن بدوى قديم له «فضلك يا سايج المطر».

أبناء الكار قد تحنو قلوبهم فى لحظات، إلا أنها مع الأسف تظل لحظات نادرة، القاعدة هى الضرب فوق وتحت الحزام، إنهم شياطين إلا قليلا!!