تشكيل الحكومة المصرية فى 73 أحد أهم أسباب الانتصار فى أكتوبر المجيد مجلس وزراء الحرب!

منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان وفى مثل هذه الأيام من كل عام تخرج الدراسات والتحليلات عن «حرب أكتوبر المجيدة» من الناحية العسكرية والدبلوماسية بشكل كبير ومفصَّل؛  وذلك للأهمية الكبرى التى لعبتها هذه المَحاور فى حسم المعركة وتحرير الأرض وإعادة الكرامة المصرية والعربية فى مواجهة العدو الأكبر للوطن العربى على مدار التاريخ.

ولكن دائمًا ما توجد تفاصيل كثيرة كان لها أكبر الأثر فى توفير العوامل والاستقرار للجيش للقيام بدوره فى إنجاح هذه الحرب والوصول إلى المراد منها.

فلولا تماسُك الجبهة الداخلية وعملها المنظم والمدروس والذى أدى إلى توفير مناخ الاستقرار للقوات المسلحة المصرية للقيام بواجبها لما استطعنا الوصول إلى هذه النتائج المذهلة والنجاح الساحق.

ومن أهم هذه التفاصيل تشكيل «مجلس وزراء مصر» فى تلك الفترة الحرجة من تاريخ دولتنا المصرية.. فقد تمّت دراسة تشكيل مجلس الوزراء وتوقيت إعلانه بشكل متقن للغاية.

عندما قام الرئيس الراحل «أنور السادات» بإعلان تشكيل الحكومة الجديدة فى الـ «27 من مارس 1973» أى قبل قرار العبور بـ«ستة أشهُر» تقريبًا.

وقد حرص «السادات» فى هذا التشكيل إلى إسناد «الحقائب الوزارية» إلى مجموعة من أبرز وأمهر الشخصيات السياسية والاقتصادية والأمنية فى ذلك الوقت.

ليس ذلك فحسب؛ ولكن قام «السادات» أيضًا بوضع نظام عمل داخل المجلس يتيح للحكومة فى وقت المعركة العمل بسهولة وسرعة كبيرة نظرًا لأن أى تعطيل للقرارات التى تستلزمها ظروف المعركة كانت من الممكن أن تؤدى إلى عواقب وخيمة سواء على الجبهة الداخلية «المواطنين» أو جبهة القتال والمواجهة «القوات المسلحة». ونستعرض فى السطور التالية تشكيل «مجلس الوزراء» وما ضمّه من كفاءات كبيرة وآليات عمله..

منصب رئيس الوزراء:

حرص الرئيس «السادات» على أن يجمع بين يديه منصب رئيس الجمهورية إلى جانب منصب «رئيس مجلس الوزراء»، وذلك إيمانًا منه بتحمُّل مسئولية قرار الحرب وتبعتها بالكامل كـ«رئيس للدولة»، وأيضًا «رئيسًا للحكومة».

أمّا عن باقى تشكيل الحكومة فكان كالتالى:

1 - «محمد عبدالقادر حاتم» نائب رئيس مجلس الوزراء للثقافة والإعلام وينوب عن عن رئيس مجلس الوزراء فى اجتماعات المجلس ويتولى تقديم برنامج الحكومة إلى مجلس الشعب.

ولمَن لا يعرف «عبدالقادر حاتم» فهو من مؤسّسى المخابرات العامة المصرية وهو مَن وضَع البنية الأساسية للإعلام المصرى فى الخمسينيات وأنشأ وكالة أنباء الشرق الأوسط وأقام مبنى ماسبيرو المستدير فى الستينيات وله جهود بارزة فى إنشاء التليفزيون المصرى وفى إنشاء أكبر المحطات الإذاعية فى العالم العربى مثل إذاعة صوت العرب، وإنشاء إذاعة القرآن الكريم.

2 - «ممدوح سالم» نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للداخلية   كان سياسيًا وعسكريًا ورئيسَ وزراء مصرى، تخرّج فى كلية الشرطة وتدرج في العمل حتى رتبة اللواء، فمديرًا لأمن الإسكندرية. اختاره الرئيس جمال عبد الناصر ليكون مسئولًا عن أمنه الشخصى (1960 - 1967)، ثم عُيّن محافظًا لأسيوط عام 1967، ومحافظًا للغربية عام1970، ثم محافظًا للإسكندرية 1970، وزيرًا للداخلية عام 1971، ونائبًا لرئيس الوزراء.

3 - «عبد العزيز حجازى» نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للمالية والاقتصاد والتجارة الخارجية، وهو اقتصادى مصرى ذو طراز رفيع وله الكثير من المؤلفات الاقتصادية والمالية والسياسة المهمة.

4 - «عبدالعزيز كامل» نائب رئيس الوزراء للشئون الدينية ووزيرًا للأوقاف. 

5 - «أحمد إسماعيل» وزيرًا للحربية، وهو قائد عسكرى وسياسى مصرى، شغل منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية المصرى خلال حرب أكتوبر 1973، وشغل قبلها منصب رئيس المخابرات العامة المصرية ورئيس أركان القوات المسلحة.

6 - «أحمد كامل البدروى» وزيرًا للإنتاج الحربى.

7 - «محمد حسن الزيات» وزيرًا للخارجية. 

8 - «محمود رياض» وزيرًا للمواصلات.

9 - «السيد جاب الله السيد» وزيرًا للتخطيط.

10 - «أحمد نوح» وزيرًا للطيران المدنى.

11 - «أحمد سلطان» وزيرًا للكهرباء.

12 - «محمد مراد غالب» وزيرًا للإعلام.

13 - «عائشة  راتب» وزيرة الشئون الاجتماعية، وهى محامية مصرية وسياسية وأول امرأة مصرية تشغل منصب سفيرة وأيضًا أستاذة في القانون الدولى بجامعة القاهرة.

14 - «على عبدالرازق» وزيرًا للتربية والتعليم.

15 - «عزيز يوسف سعد» وزيرًا للرى.

16 - «عثمان عدلى بدران» وزيرًا لاستصلاح الأراضى.

17 - «محمود محفوظ» وزيرًا للصحة.

18 - «صلاح الدين محمد غريب» وزيرًا للقوى العاملة.

19 - «يوسف السباعى» وزيرًا للثقافة، وهو أديب وعسكرى مرموق وله الكثير من المؤلفات والروايات الأدبية الشهيرة.

20 - «فخرى محمد عبدالنبى» وزيرًا للعدل.

21 -  «محمد محب محمد زكى» وزيرًا للزراعة والإصلاح الزراعى.

22 - «محمود أمين عبدالحافظ» وزيرًا للإسكان والتشييد.

23 - «أحمد عز الدين هلال» وزيرًا للبترول والثروة المعدنية.

24 - «إبراهيم سالم محمدين» وزيرًا للصناعة.

25 - «حسن أحمد الشريف» وزيرًا للتأمينات.

26 - «أحمد محمد ثابت» وزيرًا للتموين والتجارة الداخلية.

27 - «إسماعيل فهمى» وزيرًا للسياحة.

28 - «عبدالعزيز محمد عيسى» وزيرًا لشئون الأزهر.

29 - «محمد كامل ليلة» وزيرًا للتعليم العالى.

30 - «الحسينى عبداللطيف» وزيرًا للنقل.

31 - «إسماعيل صبرى عبدالله» وزيرًا للدولة للتخطيط.

32 - «أحمد كامل أبوالمجد» وزيرًا للشباب.

33 - «أحمد فؤاد محيى الدين» وزير الدوله لأمانة الحكم المحلى والمنظمات الشعبية.

34 - «عبدالفتاح عبدالله محمود» وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء.

53 - «ألبرت برسوم سلامة» وزير الدولة لشئون مجلس الشعب.

ومن ملاحظة التشكيل نجد أن الرئيس «أنور السادات» قد قام بتفويض «محمد عبدالقادر حاتم» بحضور جلسات مجلس الوزراء بدلًا منه وذلك لعلم السادات بأنه عندما تبدأ  المعركة لن يكون فى استطاعته حضور جلسات المجلس لانشغاله بجبهة القتال.

كما قام بتفويض كل من «ممدوح سالم» و«عبدالعزيز حجازى» فى شئون الأمن والمال والاقتصاد لأهمية هذه الجوانب بالنسبة للمواطنين.

وحتى يحقق السرعة والسهولة فى اتخاذ القرارات والتدابير اللازمة لمواجهات المستجدات الطارئة فى زمن المعركة ومجارات سرعة الأحداث نتيجة تلك الظروف الاستثنائية وهو ما قد كان.. مما حقق المطلوب منه وكان نصر أكتوبر المجيد أكبر انتصارات مصر والعرب على العدو الصهيونى.