الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الدليل الوافى للتعافى من هوس الفاتورة

الدليل الوافى للتعافى من هوس الفاتورة

بَعد أن أصبح المواطنُ المصرىُّ أسيرًا لعدة أنواع وأشكال من الفواتير التى عليه أن يدفعها عن طِيب خاطر أو حتى من دون؛ لكى تستمر حياته وحياة أسرته دون مشاكل أو منغصّات، أخذت على عاتقى مشاركة عزيزى القارئ بدليل استنتجته من واقع المعاناة لنتشارك سويًا فى وضع حلول لعلها تكون مُجدية للتعافى من هَوَس الفواتير الذى أصاب رَبَّ الأسْرَة المصرية فى مَقتل، فلم يَعد عقله يستطيع تحمُّل تبعات دفعَها شهريًا، منذ لحظة حصوله على المرتب أو المَعاش الذى سيعينه على مواجهة المصروفات المطلوب الوفاء بها طوال الشهر تجاه أسرته.



أول شروط التعافى والتشافى من هوس الفاتورة المزمن، يستلزم إصدار العديد من الفرمانات الموجهة لجُلّ فرد من أفراد الأسرة، أولها ضرورة إطفاء الكهرباء بمجرد خروجهم من الغرفة التى يجلسون فيها، مع التأكيد على جلوس الجميع فى غرفة المعيشة، فليس هناك من داعٍ مُطلقًا لأن يجلس كل فرد فى غرفة مستقلة، بالطبع لا يمكن إغفال الحديث عن مزايا وفوائد المَراوح الكهربائية، عند مقارنتها بمكيفات الهواء التى نردد عنها أنها تتسبب فى تكسير العظام، بخلاف ما تسببه من أمراض الحساسية فى الصدر، بالطبع لم يغفل رَبُّ الأسرة فشل مخططه ومحاولاته فى الاستغناء عن المكيفات، يسمح باستخدامها قبل النوم فقط مع ضرورة ضبطها عند درجة 25 مئوية توفيرًا للكهرباء ولإطاله عمر التكييف نفسه، تزامَن مع الفرمان السابق التنبيه بفصل شاحن التليفون الملعون (أقصد المحمول) لاعتياد أغلبنا تركه موصولاً مع مَصدر الكهرباء، وهذا الأمر لوحده مشكلة أخرى لم تكن فى الحسبان أو الخاطر لرَب أى أسرة بعد أن أصبح هذا الجهاز هو المرشد والموجِّه والمربِّى لأبنائنا، ومساهمة منّى فى التعافى من الهوس وسنينه (وأيامه أيضًا لو حبيت)، قررت من جانبى الاستغناء عن سخان الماء الكهربائى أثناء إعداد الشاى أو أى مشروب باعتبارى مدمنَ شاى ولغيره من المشروبات الساخنة، بعد أن أخبرنى أغلب من حولى بأن هذا السخان بالذات (حريقة) فى استهلاك الكهرباء، واستعضت عنه باستخدام البوتاجاز، كما قررت غلق (محبس) الغاز عن سخان المياه فى حالة عدم استخدامه وتحمّلت صاغرًا طلب ابنتى الصغيرة بضرورة فتحه بين الحين والآخر لفشلها الدائم فى التعامل معه (عملاً بمبدأ المضطر يركب الصعب)؛ خصوصًا أننا نعلم أن استخدام الغاز لا يزال حتى الآن أرخص بكثير من الكهرباء، علمًا بأن فاتورته ارتفعت أيضًا خلال الآونة الأخيرة، ولكن ليست بنفس نسبة ارتفاع الكهرباء.

نصل إلى فاتورة المياه التى تضاعفت أسعارها إلى أرقام فلكية؛ خصوصًا فى هذه الأيام التى تشهد فيها البلاد موجات حارة مستمرة، تجعل استخدام الماء يتزايد ومعها تتزايد توجعات وآلام المصريين التى تلتهب أجسادها من قيمة الفاتورة (المقدرة فى الغالب جزافيًا لعدم وجود كشاف من أساسه) بدرجة تفوق بكثير درجة حرارة الجو، لذلك وطبقًا لإرشادات دليلنا الوافى ننصح كل رَبِّ أسرة بضرورة الإسراع بتركيب عداد خاص بوحدته السكنية، لعله يستطيع أن يرشد استهلاكه من المياه، ولذلك مطلوب منه دفع ثمَن المقايسة والتوصيلات عن طيب خاطر، وقتها أنت وحظك لو تم حساب استهلاك وحدتك طبقًا لعدادك، أو سيتم حسابك طبقًا لعدد الوحدات السكنية فى العمارة ككل، المهم أن تحاول ودع حكاية الحساب ليوم الحساب.

نبتعد قليلاً عن الفواتير الرسمية التى لا فكاك منها ، لنقترب من غير الرسمية، وهى بالمناسبة لا فكاك منها أيضًا، وتحديدًا فى هذه الأيام وقبل بداية العام الدراسى الجديد؛ حيث رفعت المدارس المصروفات بنسبة تعدت الـ10% التى حددتها وزارة التربية والتعليم، بإضافة رسوم جديدة تحت مسمى أنشطة وتأمين على أجهزة وصيانة ملاعب وخلافه، رُغْمَ تأكدى وتأكد الجميع أنه ليس هناك أنشطة أو أجهزة، وأن حَوش المَدرسة لا يصلح أصلاً لممارسة مباراة لكرة القدم اثنين ضد اثنين، ثم نصل إلى (الباص) الذى ارتفع سعر الاشتراك فيه عن العام الماضى بأكثر من 5000 جنيه (حتّة واحدة) تحت حجة ارتفاع سعر المحروقات، هذه الفاتورة بالذات تصدّى لها دليلنا محددًا لنا أكثر من وسيلة، أمّا البحث عن تاكسى يضم أكثر من طالب، أو الوصول بالأبناء إلى المدارس عن طريق السيارات الخاصة لكل أسرة بالاشتراك مع أولياء أمور آخرين يقيمون فى مناطق سكنية قريبة من بعضها البعض بالتناوب بين كل منهم فحسب ما يتم الاتفاق عليه..

للأسف لم يحدد دليلنا طرُق أو عناصر للتغلب على مشكلة الدروس الخصوصية التى أصبح لها بند خاص فى ميزانية الأسرة المصرية لا يمكن تغافله، أو عن الزِّىِّ المَدرسى الذى ارتفعت أسعاره بصورة مبالغة؛ لأن البندين أصبحا أمرًا واقعًا لا بُدّ منه فإمّا الدفع أو الوقوع فى المحظور بالبحث عن مَدرسة جديدة لعدم ارتداء الزى المدرسى، أو الرسوب فى حالة عدم الاعتماد على الدروس الخصوصية.

السطور السابقة تناقش البعض من الفواتير الضرورية التى تصطدم بها كل الأسر المصرية، ولكن يوجد غيرها الكثير، ولكنها تحتاج إلى قاموس وليس دليل، ولحين ظهور هذا القاموس على سطح الحياة علينا بالترشيد والاعتدال، وإلا سيظل هوس الفاتورة يطاردنا ليل نهار.>