الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. هل المصريون  هم السبب؟

أنا وقـلمى .. هل المصريون هم السبب؟

لا أعلم ما إذا كان التغيير الوزارى الأخير- بما تضمنه من تغيير حقيبة السياحة مثلًا- سيكون له أثر إيجابى نحو تغيير وجْه الحكومة لزيادة تحفيز النشاط السياحى فى مصر، ودائمًا أتساءل عن أسباب عدم بلوغ مصر ترتيبًا متقدمًا فى الدول السياحية رُغْمَ توافر إمكانيات سياحية وأثرية وشاطئية لا تُعَد ولا تُحصَى، ورُغم أننا نملك مقومات سياحية ضخمة صيفًا وشتاءً- عكس معظم دول العالم- فإن أعداد السائحين فى مصر والدخل الذى تحققه السياحة لا يرتقى إلى ربع ما تستحقه أرض الكنانة، وبصرف النظر عن مناطق القصور من جانب بعض المسئولين، إلا أن بعض التصرفات السلبية من جانب بعض المصريين هى فى نظرى لها الأثر الكبير فى هدم أى جهود للارتقاء بالسياحة فى مصر؛ حيث لا يتمكن السائح من التجول فى الأماكن السياحية أو حتى فى شوارع قاهرة المعز، إلا ويتعرض للمضايقات، كما يتم استغلال السائح الذى يستخدم التاكسيات أو سيارات الأجرة فى تنقلاته المختلفة، عن طريق إيقاف العدادات الخاصة بالمحاسبة، مع تهالك الكثير من هذه السيارات، وظهور سائقيها بشكل مُذرٍ مُنفر للسائحين، ناهيك عن استغلال الكثير من المصريين معرفتهم بلغة أجنبية للتحايل على السائح لكى يشترى بأسعار غير واقعية سواء فى خان الخليلى، أو هضبة الأهرامات، أو حتى فى منتجعات البحر الأحمر، وقد يصل الأمر فى بعض الحالات للنصب على السائحين؛ لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، ولا ننسى المضايقات التى يتعرض لها السائح من كثرة المتسولين الذين يتجمعون حول الوفود السياحية، مع انتشار ثقافة البقشيش فى جميع الخدمات التى تُقدم للسائح، والتى تُعتبر من عوامل مضايقة السائح خلال إقامته.. فهل المصريون هم المسئولون عن تراجُع دخل مصر من السياحة؟



وإذا انتقلنا لملف التعليم فى مصر سنجد أن الدروس الخصوصية، وهروب الطلاب من مدارسهم للحاق بسناتر الدرس الخصوصى، والغش فى الامتحانات، كلها أمراض سرطانية انتشرت فى المجتمع المصرى مؤخرًا، ورُغم سعى وزارة التربية والتعليم ووزرائها على مدار سنوات عديدة للحد من هذه الظواهر السيئة؛ فإنهم جميعًا فشلوا، هذا يرجع- فى نظرى- إلى تقاعس الأسرة المصرية فى محاربة الدروس الخصوصية، أو حتى الحد منها بالتعاون مع أجهزة الدولة المختلفة؛ بل على العكس كان لبعض أولياء الأمور الأثرياء الفضل فى انتشار هذه الآفة- سواء عن قصد أو عن غير قصد- مما ساعد على انهيار العملية التعليمية داخل مختلف مدارس مصر، ناهيك عن جرائم الغش فى الامتحانات والتى تتباهى بها بعض الأسَر المصرية فى ظل أحدث الأساليب العلمية والتكنولوچية، وليس الخطر فى الغش نفسه؛ حيث إنها ظاهرة موجودة على مدار السنوات الماضية؛ وإنما الخطر فى حالة التسامح والقبول الاجتماعى للغش، وأصبح هناك بعض أولياء الأمور يتساهلون مع هذه الظاهرة، وهمهم الأكبر أن يحصد أبناؤهم على أعلى الدرجات، ولو بالغش، وبالتالى فإن انتشار هذه الظاهرة يقع على عاتق الأهل أو الأسرة بدرجة كبيرة.

وعن مشكلة النظافة فى مصر، ورُغم أن الأديان الثلاث تحث على النظافة، وتنظر إليها على أنها أحد القيم الإنسانية الحسنة، ورُغم أن المصرى القديم قد عرف النظافة بشكلها المتكامل، فحافظ من خلالها على صحته وبيئته؛ فإن مشكلة النظافة فى مصر لا تزال مستعصية الحل، وفى ظل ما يحدث من تنمية وبناء فى معظم أنحاء الجمهورية، وجهود الدولة المتواصلة لتحسين مستوى النظافة فى الشوارع؛ فإن ثقافة المواطن المصرى لا تزال لا ترتقى إلى المستوى المطلوب؛ خصوصًا فى الحدائق العامة أو الشواطئ الساحلية، أو فى النوادى أو حتى فى دُور العرض السينمائى، فهل بعض المواطنين المصريين هم سبب تأخر منظومة النظافة فى مصر؟