طارق مرسي
فتوحات إيمان أبوطالب وفواصل «dmc» الممتعة
فى حلقة من حلقاتها الاستثنائية فى برنامج «بالخط العريض» على شاشة تليفزيون «الحياة» مع الموسيقار صلاح الشرنوبى واصلت «إيمان أبوطالب» الأسبوع الماضى فتوحاتها واكتشافاتها الثمينة متقمصة دور عالمة آثار تنقب فى كنوز زمن الغناء الجميل وتفك رموز إبداعه وطلاسمه ولغته الجميلة ، وعلى نفس القمر الفضائى وعلى شاشة «dmc دراما» تتواصل إذاعة فواصل تحتوى على دروس من روائع الغناء لكبار المطربين والملحنين «فيها فائدة للناس لتهذيب المشاعر ورسائل ولو تعلمون عظيمة» .
رسالة التنقيب والتأصيل فى قناة «الحياة» الحمراء بموضوعات وضيوف خارج الصندوق مع إيمان أبوطالب والتناغم الفريد مع الفواصل الذكية بنظام «الأندرويد» فى «dmc» باستدعاء أعمال وأصوات كبار المطربين والملحنين والشعراء تحمل شارات بث واضحة وتعكس أدوارًا أصيلة «فاعلة ومنفعلة» فى معركة الوعى للحفاظ على أصول الإبداع المصرى وتستعرض لمَن لا يعرف وللأجيال القادمة سر بقائها وتفردها.
هذه الرسالة التى باتت محور اهتمام الدولة المصرية لاستعادة الوجه الجميل والمبدع للشخصية المصرية والخروج من الغيبوبة وغرف الإنعاش بَعد دخول الغزاة الجُدد الذين يهددون ليس فقط «السِلم الاجتماعى» بل «السلم الموسيقى نفسه».
وفى حلقة برنامج «بالخط العريض» وصفها فى النهاية الضيف العملاق الموسيقار صلاح الشرنوبى بأنها وثائقية استعرضت مسيرته العريضة وعناوين مهمة بالخط العريض وتحت هذا العنوان أسرار تجيب على سؤال: كيف تكتب التاريخ الذى تتناقله الأجيال؟
«صلاح» هو آخر جيل العمالقة والموسيقار الذهبى أو مَلك الملحنين فى الفترة من أوائل التسعينيات حتى أوائل الألفية الجديدة وحلقة الوصل المبدعة بين جيل الرواد والأجيال التالية ومعه تعددت عناوين «إيمان» مع أسماء خالدة وأغنيات لا تنسى.. «الشرنوبى» تحدَّث بحب عن دور المطربة الكبيرة «وردة» فى حياته ومشواره بأغنيات «بتونّس بيك، وحرّمت أحبك»، حققت أعلى تريندات سوق الأغانى فى التسعينيات وكيف اكتشف الجانب الأنثوى فى صوتها، ولخّص هذا النجاح شريكه فى المشوار الشاعر الكبير عمر بطيشة بمداخلة تاريخية تحدّث فيها عن أضلاع المربع الذهبى فى أغنيات وردة مع الشرنوبى والموزع الراحل طارق عاكف. الشاعر العملاق كان معروفًا إعلاميًا بأنه أبرع من كشف مشاعر المرأة المصرية التى تعيش الآن عصرها الذهبى فى الدولة المصرية والجمهورية الجديدة، وكان «بطيشة» من المبشرين بدورها.. واستكمل «الشرنوبى» كشف أصول المدرسة الشرنوبية فى التلحين مع المطربة الكبيرة «نجاة» وإعادتها للغناء بأغنية «اطمّن» التى كانت مُعدة للمطرب محمد فؤاد الذى تحدّث فى مداخلته عن تفاصيل هذه الأغنية وكيف ذهبت لصوت نجاة بَعد أن غيّر صلاح الشرنوبى مسارَها إلى الصوت الحالم والذهبى.
فى مشوار مَلك التلحين فى التسعينيات صولات وجولات مع أبرز نجوم الجيل فى مقدمتهم ميادة الحناوى أو «ميدو» كما كان يطلق عليها بأغنية كبريائى وأعمال أخرى أبرزها «مَهما يحاولوا يطفوا الشمس».. وأعماله المهمة مع سميرة سعيد منها «خايفة» و«كل دى إشاعات» و«مابحبش الخصام» و«ع البال». إلى جانب أعماله الشهيرة مع مدحت صالح «وعدى» و«الله ياسيدى» وراغب علامة «مغرم يالليل» والمطربة ذكرى «وحياتى عندك» و«الله غالب» ،وكاظم الساهر الذى اخترق صوته بألحان رغم تفضيل «كاظم» بما صنعت موسيقاه، مرورًا بأعمال لفضل شاكر وإيهاب توفيق ومن قبلهما محمد فؤاد فى أغنية «فاكرك ياناسينى» وصولاً إلى الصوت العملاق وديع الصافى.
مداخلات الحلقة الوثائقية كشفت رغبة بطيشة والشرنوبى ومحمد فؤاد فى العودة بأعمال قوية فى الفترة المقبلة وأن رهان بطيشة والشرنوبى القادم على صوت شيرين عبدالوهاب وهى فرصة ذهبية عليها اقتناصها والسعى إليها.. وهكذا تكون البرامج الهادفة والمؤثرة.
وعلى روائع الغناء تذيع قناة «dmc» دراما فواصل غنائية عظيمة.. خد عندك مقطع بصوت سيدة الغناء العربى أم كلثوم من رائعة «عودت عينى» و«إلا أنت» بصوت نجاة و«لولا الملامة» فى بروفة تجهيزها بصوت محمد عبدالوهاب ووردة ومعهما عندليب الغناء عبدالحليم حافظ ومع أشعار لصلاح چاهين وأدب نجيب محفوظ بصوتهما وهى أعمال مختارة بعناية وذكاء كبير تستحق عليها إدارة القناة كل التقدير لما فيها من فوائد عظيمة لعشاق الطرب والغناء الجميل فى حرب الاستنزاف التى تدور الآن للقضاء على البؤر الغنائية الفاسدة والأصوات الرديئة.
