الإثنين 3 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
 السينما المستقلة.. إلى أين؟!

السينما المستقلة.. إلى أين؟!

للسينما المستقلة عن شروط الإنتاج السينمائى السائد والمألوف.. وهى السينما التى لا تعتمد على الميزانيات الكبيرة ولا تحتفى بالنجوم والنجمات والمبدعين فى المجالات المختلفة للصناعة مثل مديرى التصوير والمونتاچ والمصورين ومهندسى الديكور المحترفين.. لهذه السينما تاريخ بدأ فى أوائل السبعينيات من القرن الماضى بواسطة مجموعة من الشباب الموهوبين المغامرين الذين يحبون السينما فسعوا إلى تحطيم التقاليد والنظم الهوليوودية المتعارَف عليها.. فقدّموا أفلامًا قليلة التكلفة بممثلين هواة.. ربما يقفون أمام الكاميرات لأول مرة فى حياتهم.. وقد عانى هؤلاء الشباب من صعوبات بالغة فى تسويق أفلامهم فى البداية.. لكنهم نجحوا فى النهاية فى تحقيق سينما جديدة مختلفة أطلق عليها اسم السينما الأمريكية المستقلة التى أصبح لها مهرجان سنوى خاص بها بأمريكا يمنح جوائز قيّمة.. ونجحت فى أن تخلق تنافسًا واضحًا مع الأفلام التجارية التى تعرض فى دُور العرض التجارية فى مختلف أرجاء العالم.. عن طريق عرض هذه النوعية الجديدة من الأفلام ذات الطابع التجريبى والتى تحفل بتقديم أفكار مختلفة ومحتوى متميز فى القنوات التليفزيونية والفضائية والتى تشترى هذه الأفلام بأسعار معقولة تضمن استمرار منتجيها فى العمل.. وهكذا حققت هذه السينما نجاحات ملموسة واستطاعت أن تشكل تيارًا فنيًا خاصًا ومتميزًا.



فكيف كان الحال فيما يتصل بالسينما المصرية؟!.. بدأت التجارب فى هذا الاتجاه على استحياء وأتصور أن المُخرج الكبير الراحل «محمد خان» كان أكثر المتحمسين لخَلق سينما مستقلة تشكل تيارًا فنيًا.. وقد بدأ بتجربتين للإنتاج بمفرده وهما فيلما (فارس المدينة) و(يوم حار جدًا).. وقد عبّر «خان» عن رأيه فى تحقيق صحفى نشر فى مجلة «الفن السابع» (2001).. فأكد أنه لا بُد من توافر شرط أساسى هو تناول موضوعات طموحة وذات مضمون فكرى يمكن أن يقبله الجمهور فى كل مكان وليس فى مصر فقط؛ لأن هدف هذه النوعية من السينما سيكون التسويق خارج الحدود فربما لن تتوافر له فرصة جيدة للتوزيع فى الداخل.. وأتصور أن وجود «الديچيتال» سيكون السبيل الوحيد لإنتاج سينما مستقلة فهو المستقبل الحقيقى لصناعة السينما والدليل على ذلك أن المخرجين الكبار فى أمريكا تحولوا إلى استخدامه مؤخرًا لأنه يوفر كثيرًا فى تكلفة الفيلم.

لكن للأسف فرغم التجارب الكثيرة التى تجسدت فى أفلام جيدة كمضمون فكرى واجتماعى وفلسفى لمخرجين واعدين يتمتعون بموهبة واسعة وثقافة سينمائية جيدة فلا تزال السينما المستقلة لدينا متعثرة فى تحقيق أهدافها وفى فرض نفسها على الواقع السينمائى.. ويعانى صانعوها من الإحساس الطاغى بالغربة وانعدام التواصل مع جمهور لا يقبل على أفلام بلا نجوم، فالمُشاهد المصرى- كما يرى السيناريست الكبير الراحل «وحيد حامد»- تنقصه الثقافة السينمائية التى تسمح بظهور هذه النوعية من السينما.