الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الله ع الشعب

الله ع الشعب

رغم الطفرة الكبرى التي حققتها الدراما المصرية حتى استردت عافيتها فى العامين الماضيين، وعودة دراما بناء الوعى من خلال أعمال وطنية تفاعل كل المصريين معها،  مثل ثلاثية مسلسل الاختيار وهجمة مرتدة والقاهرة كابول بفضل الجهود الكبيرة للشركة المتحدة لكى تقوم الدراما بدور فى معركة الوعى التي تقودها الدولة المصرية فى الجمهورية الجديدة، فإن الأغنية الوطنية ما  زالت  تعانى من الغيبوبة رغم تاريخها الكبير ودورها المهم فى مراحل التطور العظمى التي مرت بها مصر على ضفاف حنجرة العظماء أم كلثوم وعبدالحليم ونجاة وشادية وتمثل دستور الغناء الوطني العابر للأجيال «راجعوا ما قدمه هؤلاء بعد ثورة 23 يوليو وبعد العدوان الثلاثى وحتى العبور العظيم فى السادس من أكتوبر 73».



ثورة 30 يونيو استعادت الإحساس الوطني بأعمال هؤلاء العمالقة إلى جانب أعمال قليلة مؤثرة ومحركة ومعبرة عن إرادة الشعب مثل رائعة تسلم الأيادى وكمل مشوارك ثم توقف المد الغنائى الوطني رغم الإنجازات التي تحققها القيادة المصرية وهى جديرة بالتوثيق الغنائى على طريقة الكبار.

وسط علامات استفهام حول قلة الغناء الوطني لانشغال أهم المطربين بالأزمات الأسرية والبعض الآخر مهتم بالغناء فى المصايف، وقفت بالصدفة أمام أوبريت غنائى جميل بعنوان «الله ع الشعب» أُذيع لأول مرة بعد استرداد سيناء وهو فريد من نوعه على مستوى الكلمة واللحن ونمودج للتربية الوطنية ويلخص إيمان المصريين الفطرى وكيف استقبل تراب هذا الوطن كل الأديان؛ بل إن مصرأصل التوحيد منذ عصر الفراعنة والإيمان بفكرة الإله الواحد «أول توحيد كان فى الدنيا فى مدينة أون..عين شمس وسبقت أنوارها أنوار الكون والعالم كله سمع منها صوت إخناتون.. غنى معاها أناشيد النيل وأغانى الشمس مع المواويل وأتعلم معنى الحرية وإزاى بتكون..الله ع الشعب الله الله ع الشعب» وقصة سيدنا موسى كليم الله على أرض مصر «سبحان الله فى علاه لما يكلم إنسان.. يهتز الكون والنبى موسى يسمع بركان.. يتعجب موسى ويتعلم ويكلم ربه.. يسمع من أرضنا طور سينا صوت الرحمن..واحتماء السيدة مريم بمصر «مريم خافت على النبى عيسى غدر الطغيان.. راحت شايلاه فى أحضانها على صدر حنان..وهداها الله لقيت فى مصر دوا الحيران..يحرسها ملايكة ألوف ماشيين وياها صفوف.. قابلتها مصر بزغرودة وكلمة  إيمان..الله ع الشعب» وكيف استقبل المصريون الإسلام وكانوا المدافع الأول عنه ونشره فى العالم. كما أن الأوبريت يؤكد على سماحة المصريين وتناغم عنصرى الأمة  «المسلمين والمسيحيين» ضد التطرف، فضلا عن أنه يوجه دعوة حب للشعب الطرف الشريك فى البناء وهو دور أصيل وممتد حتى ونحن على أعتاب الجمهورية الجديدة بسواعد مصرية «والله واحلوت ليالينا واحلو كلامنا وأغنانينا..بالحب ياسلام بالحب هانعيش فى سلام.. راح نسبق دايما ايامنا والخير هيمد لقدمنا».

الأوبريت كلمات الشاعر الغنائى الكبير مصطفى الضمرانى وألحان الموسيقار العملاق حلمى بكر وتكتمل ثلاثية الإبداع بتوزيع الموسيقى القدير ميشيل المصري مع أصوات لها بصمة فى تاريخ الغناء مع أصوات واعدة فى ذلك الوقت بقيادة فايزة أحمد ومعها هانى شاكر ومحمد ثروت وعماد عبدالحليم وأحمد إبراهيم وإيمان الطوخى وهيام هلال. ويدرس المطرب أحمد إبراهيم كشف كواليس خروجه للنور فى برنامجه المايسترو بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر القادمة والذي يفتح فيه ملفات زمن الغناء الجميل وأشهر المطربين والملحنين والأغنيات العابرة للأجيال مع دروس مجانية فى المقامات الموسيقية الشرقية.

«الله ع الشعب».. أوبريت عظيم فى معناه ورسالته وفى ظل غيبوبة نجوم الطرب ولمن يهمه الأمر مطلوب إعادة تقديمه بأصوات جديدة لتنشيط المشاعر الوطنية وتنمية وعى الشباب والأجيال القادمة، وسيكون الموسيقار حلمى بكر أكبر السعداء بإعادة تقديمه وتحت إشرافه وهو فى الوقت نفسه من أكبر المنتقدين للحال الذي وصل إليه الغناء الآن وتراجع الذوق الغنائى وبفعل كسل أبرز النجوم، ونحن فى أشد الحاجة لمشاركة الدولة المصرية وترجمة مشاعر الملايين بالغناء فى عصر البناء العظيم لمصرنا الغالية.