الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حل الأزمة يبدأ من الداخل

حل الأزمة يبدأ من الداخل

 بدايةً لا بُدَّ أن نقر ونعترف أن التحكيم المصرى وتحديدًا فى لعبة كرة القدم بعافية «شويتين»، ولذا للنادى الأهلى وباقى الأندية المصرية الحق فى أن تعترض عليه؛ بل أن تطالب أيضًا بحُكام أجانب لإدارة مبارياتها المهمة، وهو الحل الذى أرى أنه لا يستطيع تنفيذه سوَى أندية الأهلى والزمالك وبيراميدز فقط، فهى الوحيدة التى بإمكانها توفير الدولارات، عكس باقى الأندية التى لا يملك بعضها ثمَن وجبات اللاعبين قبل المباريات، فما يواجه هذه الأندية من قلة موارد أو انعدامها يوجد مثله فى الحياة العامة؛ فهناك الغَنى والفقير وهناك أيضًا متوسط الحال ومَن لا يجد قوت يومه، ولكن ما يهمنا فى الشأن الرياضى وفى كرة القدم تحديدًا تحقيق العدالة وإعطاء جُلّ ذى حق حقه، حتى ولو كان ناديًا قليل الموارد، ويا سلام لو كان صاحب هذا الحق ناديًا من الأندية الثلاثة المذكورة بعاليه التى لديها المال وتملك النفوذ والسُّلطة والتأثير على بعض أجهزة الإعلام، حينها يأخذ الاحتجاج أو الاعتراض على التحكيم حقه بحُكم صوتها المسموع؛ لأنهم وبصراحة تامة أقوى من الاتحاد الذى يدير اللعبة، ولهذا عندما اعترض الأهلى على التحكيم سارع الاتحاد بتعيين رئيس جديد للجنة الحكام الفاقدة للمصداقية طبقًا لنص البيان الصادر من النادى كما ينتظر التحقيق مع حَكم الفار الذى ألغى هدفًا له.. باقى قرارات مجلس الأهلى عن الانسحاب أو استكمال الدورى بالناشئين، ليس لها علاقة بالتحكيم الذى يعانى منه النادى منذ سنوات وبالتالى لن أخوض فيها باعتبارها شأنًا خاصًا بالنادى وإدارته، ولكنى سأناقش فقط معك عزيزى القارئ أول مطلبين فى البيان.



الأول الخاص بإقالة لجنة الحُكام وأعتقد أنه قرار لا يملك الأهلى أو غيره من الأندية المصرية الخوضَ فيه لأنه حق مطلق ينفرد به اتحاد اللعبة الضعيف من وجهة نظرى، أمّا حكاية النزاهة والمصداقية فهذا كلام يأخذ على مَن أصدر هذا البيان لتضمنه اتهامًا صريحًا للقائمين على هذا العمل، ويضع مَن أصدره تحت طائلة القانون إذا لم يثبت حقيقة ما يدعيه، ولذلك استغربت صمت جُلّ مَن له علاقة بالتحكيم فى مصر سواء من قريب أو بعيد على هذا الاتهام.. إلا إذا كانوا يقرون بالذنب والخطأ فى حق أندية مصر بأجمعها وليس الأهلى فقط، الذى تعلم إدارته أن الاتحاد تعاقد مع خبير أجنبى لإدارة التحكيم فى مصر أو لتطويره، والتى تعلم أيضًا أن هناك قرارًا يسمح لها باستقدام حُكام أجانب طالما أبدت الأندية اعتراضها على التحكيم المَحلى، ولكن يبدو والله أعلم أن حكاية التحكيم التى يتعلق بها «الخطيب» ورفاقه ليست سوى ذريعة الغرض من تكرار الحديث عنها يعود لعدم الثقة فى نتائج الفريق وما يقدمه من أداء فنّى هزيل، ويؤكد عدم جدية إدارة النادى فى الاعتراف بالأخطاء التى ارتكبتها فى حق الفريق، والتى بدأت منذ انتهاج سياسة تعليق الأخطاء على شمّاعات الآخرين، ومنذ ساهمت فى رفع أسعار لاعبين لا يساوون شيئًا فى عالم كرة القدم المصرية عندًا فى النادى المنافس، ومنذ وافقت على ضم مَن لا يعرف قيمة النادى بارتداء فانلته، ثم تدّعى أن هناك لجنة تخطيط هى المسئولة عن ضم هذا أو رفض ذاك، وهى نفس اللجنة التى لم نعرف حتى الآن ما هو دورها الحقيقى ولماذا تكوّنت ولماذا ألغيت بَعد أن كبدت النادى الكثير من الأموال؟.. ومنذ تفرغت لإصدار البيانات بين الوقت والآخر دون النظر لمشاكل النادى الحقيقية، وأخيرًا منذ سمحت لموظف يتلقى راتبه من النادى بتوجيه النقد العلنى لعضو مجلس إدارة وهو ما لم يحدث من قبل فى تاريخ هذا الكيان العظيم.

المَطلب الثانى فى البيان أو القرارات «سَمِّها كما تشاء» والخاص بالتحقيق مع حَكم الفار ليس للنادى فيه أيضًا أى حق؛ لأن الحَكم لا يعمل عنده أو حتى يأتمر بأمره.

دعونا نتحدث بصراحة.. فالنادى لم يفقد الدورى بسبب الحُكام أو طبقًا لنظرية المؤامرة التى يروّج لها البعض؛ خصوصًا أن الهزيمة أمام بيراميدز ثم الزمالك تمّت على يد حُكام أجانب ولكنها حدثت نتيجة لسوء اختيار مديرين فنيين ليس لهم من مكان فى أن ينضموا لهذا الصرح الرياضى الكبير، ودليلى على هذا كلام ابن النادى طه إسماعيل الذى طالب فيه بضرورة التغيير على جميع المستويات؛ لاعبين وأجهزة فنية وطبية إذا لزم الأمر؛ ليعود للنادى لمَعَانه وبريقه الذى فقده بفعل تصرفات وقيادات البعض من داخله؛ حصوصًا أن الكلام عن المؤامرة الكروية استغلها بعض الهَتّيفة والمتربّحين الهاربين خارج مصر من الزّج بأسمائهم مع النادى لتحويلها إلى مؤامرة سياسية، وهذا ما نحذر إدارة النادى منه ومن خطورته.

كلمة أخيرة؛ برجاء البحث عن الأسباب الحقيقية التى أدت لهذه الأخطاء أو لنَقُل الأزمة فى الغرف المغلقة، وعقب ذلك اصدروا ما شئتم من بيانات أو تصريحات؛ حتى تظل مبادئ النادى راسخة وقوية عبر تاريخه، ومؤكد أن الأهلى بقيادته وكوادره العديدة فى شتى المجالات قادرون على الوصول إلى الحل، بعيدًا عن أخطاء التحكيم التى استفاد منها النادى فى بعض المباريات وجاءت عليه فى بعضها الآخر، مثله فى ذلك مثل باقى أندية فِرَق الدورى التى لم تصدر بيانات أو تصريحات بَعد.