الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أصغر مهندسة فى العالم تحصل على بكالوريوس فى تحليل الإشارات الكهربائية فى مخ الإنسان مروة الحفناوى: البحث العلمى سر تقدم الأمم

نجحت مروة الحفناوى، أن تصبح أصغر مهندسة فى العالم تحصل على بكالوريوس فى تحليل الإشارات الكهربائية فى مخ الإنسان بعد أن تخصصت فى هندسة الاتصالات.. حصلت على الدكتوراه من جامعة ميونيخ التقنية، عن الجيل الخامس من تكنولوچيا المحمول، كما شاركت د.«مروة» فى عدة أنشطة فى الجامعات المصرية بمحاضراتها عن تكنولوچيا المعلومات والاتصالات والجيل الخامس من تكنولوچيا المحمول وآخرها عن الذكاء الاصطناعى وتأثيراته على التغير المناخى.. وكان لنا هذا الحوار مع د.مروة الحفناوى خبيرة تكنولوچيا الاتصالات.



فى البداية تقول الحفناوى: دراستى كانت بمصر وكنت فى مدرسة راهبات الأرمن الكاثوليك، وفى الثانوية العامة تخصصت فى شعبة علمى رياضة وكنت من أوائل الثانوية وقدمت على تنسيق الجامعات، ولأننى من الأوائل حصلت على منحة كاملة للدراسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة وتخصصت فى مجال هندسة الاتصالات.

ويرجع ذلك إلى شغفى بالرياضات وحبى للأرقام وأن أصل إلى حل أى مسألة حسابية، فى البداية أردت أن أتخصص فى هندسة الكمبيوتر وفى فترة أخرى أردت الهندسة الكهربائية، لكن فى الآخر أعجبنى مجال هندسة الاتصالات وهو التخصص العام لى وكان لدى شغف بمعرفة الإشارات التى توفر معلومات لنا وكان الموبايل شيئًا جديدًا بالنسبة لنا.

واستطردت قائلة: إن هناك أجيالاً من الاتصالات، الجيل الأول كان موجودًا بالفعل ولكن بشكل بسيط، ثم ظهر الجيل الثانى وبدأ يكون هناك موبايل أو تليفون محمول مع الناس، ونقدر نرسل رسائل من خلاله أو نجرى مكالمة وكان بالنسبة لنا تطورًا كبيرًا، ونقلنا فى هذا الوقت من التناظرى إلى الرقمى، وبعده ظهر الجيل الثالث وظهرت فكرة الإنترنت حتى لو بشكل بسيط وظهرت أنواع جديدة من التليفون المحمول وهذا فى عام٢٠١٠ أو ٢٠٠٩، ثم ظهر الجيل الرابع وأضاف بالطبع العديد من السرعات والإمكانيات والتقنيات المختلفة وتوسع مجال الإنترنت والترددات أصبحت أكثر، واليوم عدد المستخدمين ازداد فى مصر والعالم، وشبكات الجيل الرابع لا تستطيع تحمُّل هذا القدر من المستخدمين والتطبيقات.

وإذا كنا نبحث عن التطور كان لا بُد من البدء فى العمل على الجيل الخامس. 

وقالت: يتميز الجيل الرابع بأن سرعاته عالية جدًا، ومن خلاله يمكننا تحميل أو رفع الفيديوهات فى ثوانٍ، وأن يدخل فى تطبيقات مختلفة فى العديد من المجالات.

وأصبح يوجد ترددات عالية أيضًا يسمح بها من منظمة الصحة العالمية، وبدأنا فى موجات الملتيميتر التى تعمل رفع الترددات والسرعات وحدثت انفراجة فى العديد من المجالات مثل الطب والزراعة والرى عن بُعد، وفى مجالات الصناعة والروبوتات، فهذا الجيل له العديد من التطبيقات، وهذا ساعد فى إجراء العمليات الجراحية الدقيقة مثل القلب والمخ والمناظير عن بُعد دون الحاجة إلى السفر إلى بلد آخر، فيجب أن يكون الاتصال مضمونًا وسريعًا ولا يوجد تأخير لأن أى تأخير سيؤدى لكارثة فى العملى.

 البداية فى ألمانيا.. مشروع التخرُّج

تقول مروة الحفناوى: فى البداية حصلت على منحة من المركز الثقافى الألمانى من جامعتى وهى الجامعة الألمانية بالقاهرة؛ وذلك لأننى كنت من أوائل الدفعة، والمنحة كانت للقيام بمشروع التخرج فى ألمانيا، مشروع التخرج وأنا فى البكالوريوس كان فى جامعة شتوتجارت فى ألمانيا، وهو عبارة عن تحليل الموجات والإشارات الكهربائية فى مخ الإنسان، والدكتور المشرف فى جامعة شتوتجارت نصحنى بالقراءة فى مجال الأحياء، ورُغْمَ أنه ليس تخصص دراستى فكنت أحبه جدًا وقرأت كل ما يتعلق بالجهاز العصبى وشكل الخلايا العصبية فى مخ الإنسان وكيف تتكون وتبعث الإشارات، ونتواصل مع الطبيب ونوضح له دورنا لأن الطبيب وحده لا يستطيع فهم الإشارات من دون المهندس وكذلك المهندس. فنحن نكمل بعضنا.

فإذا كان المريض عنده صَرْعٌ الطبيب يستطيع أن يعلم من خلال الإشارات الزمن بدايته ونهايته بالنسبة لحالة الصرع، ويساعد فى تحليل الحالة بشكل أسرع، أمّا بالنسبة للدكتوراه؛ فرشحنى دكتور الجامعة المسئول عنى بعمل دكتوراه وكان مشروعًا بين شركة يابانية لديها معامل أبحاث فى ميونيخ وبين الجامعة التقنية فى ميونيخ، وفى هذا الوقت لم يكن هناك جيل خامس إطلاقًا.

البداية فى عام2011، وكنت أقوم معهم بعمل أبحاث، ومن المعروف أن أبحاث أى جيل من أجيال الاتصالات تستمر لمدة عشر سنوات بين الأبحاث وأيضًا وضع معايير فى هيئة المعايير الدولية يتبعها العالم كله أو كل دولة تختار ما يناسبها.

فبدأت الأبحاث هناك عن الجيل الخامس وشكل الإشارات وأيضًا كنت ضمن المشروع الأوروبى فى الوقت نفسه، وهو ممول من الاتحاد الأوروبى ويجمع معظم شركات أوروبا والعالم والجامعات المهمة ونعمل سويًا على الأبحاث ونعمل حتى نعرف ما هو شكل الجيل الخامس والتوصيات التى خرجت من المشروع الأوروبى، وبَعدها وضعت التوصيات والأبحاث باسم المشروع فى هيئة معايير الجيل الخامس.

 حَكم كرة سلة

فى الصف الأول الثانوى كنت حَكم كرة سلة قبل التحاقى بكلية الهندسة لأن والدتى مهتمة بالرياضة والعلم معًا، فكنت لاعبة كرة سلة فى نادى هليوبوليس، ودخلت مجال التحكيم للفرق الصغيرة من عمر عشرة إلى 12 عامًا. 

وأضافت: هذه التجربة قدمت لى الكثير وعلمتنى تحمُّل المسئولية وأن أوازن بين الأمور فى حياتى وأن أعمل تحت أى ضغط ولأنها لعبة جماعية تعلمت منها روح الفريق وأن أكون قائدًا لأى عمل.

وتقول دكتور مروة: أنا أشعر بالسعادة عندما أعلم أى شاب معلومة ولو بسيطة وأن أكون على اتصال معهم والعديد من الجامعات فى مصر وخارجها دعتنى للمشاركة فى أنشطة مع الطلاب وإعطائهم محاضرات، ففى جامعتى فى ميونيخ طلبوا منّى إعطاء محاضرات لطلبة الجامعة وإلقاء كلمة أيضًا، ومؤخرًا فى أوائل يونيو سجلت معهم بودكاست حتى يستفيد الطلبة، وكان عن كيفية التنقل بطريقة سهلة ومرنة من الحياة الجامعية إلى المجال الصناعى، وفى جامعتى أيضًا الجامعة الألمانية بالقاهرة قدمت محاضرة عن الجيل الخامس للطلاب من الفرقة الأولى حتى الفرق الأخيرة، ورأيت جيل شباب طموحًا ويريد أن يعمل شيئًا مفيدًا، ولكنهم يريدون أن يصل أحد إلى طريقة تفكيرهم ويفهمهم، وأيضًا قمت بكورس كامل فى إحدى الجامعات المصرية عن كيفية تحويل الأفكار إلى ابتكارات، وكان هناك طلاب من كليات مختلفة وليست الهندسة فقط، وهو شىء أسعدنى جدًا والشباب أبدعوا فى تقديم أفكار جديدة ومختلفة، هم فقط بحاجة إلى التوجيه الصحيح والشرح بطريقة سهلة، وآخر محاضرة لى كانت بجامعة القاهرة، وكانت عن تأثيرات الذكاء الاصطناعى على التغير المناخى بشكلها الإيجابى والسلبى.

فالذكاء الاصطناعى مهم جدًا ومجالاته عديدة ومن خلاله يمكن أن نُحَسّن من انبعاثات الكربون والوضع البيئى إذا استخدم بشكل مخطط له ومضبوط.

وأضافت: إن هناك العديد من الشباب يظن أن الطريق إلى النجاح عبارة عن ورود وسهل وكل شىء يتحقق فى يوم وليلة، وهذا ليس حقيقيًا، أى شىء تريد الوصول له يجب أن يكون هناك تعب وجد واجتهاد وسعى بشكل مستمر، وأقول للشباب أى نموذج ناجح أمامك هو بالتأكيد مَرَّ بأزمات وتحديات عديدة وصعوبة فى الأوراق وغيره.

مع السعى والصبر والاجتهاد يجب أن تحدد هدفًا معينًا وأن تسأل نفسك: ما هو الطريق الذى يجب أن أتبعه؟ وإذا لم ينفع الطريق الأول اسلك الطريق الثانى والثالث والمليون.

ومن المهم أن الشهادة الجامعية ليست كافية لتصبح مؤهلاً لسوق العمل فى أى مجال يجب أن تطور من مهاراتك بشكل مستمر، وأنا منذ أكثر من أربع سنوات فى جامعة ميونيخ أقوم بالإرشاد والتوجيه لطلبة الماچستير والدكتوراه، ويتعلمون المهارات الحياتية وحتى مهارات التواصل بجانب المهارات التقنية وكل شىء يحدث ويتحقق بالتدريب المستمر والممارسة.

البحث العلمى

سفرى لألمانيا عرّفنى على ثقافات مختلفة ورأيت كيف يفكر الغرب والأهمية الكبيرة التى يعطونها للعلم والبحث العلمى، فيجب أن نهتم فى مصر بالبحث العلمى بشكل أكبر لأن التكنولوچيا بالخارج تتقدم بشكل سريع جدًا، أى تقدُّم يبدأ بتغيير طريقة التفكير، يجب أن نبدأ بالاهتمام بطلبة المدارس وأن نغير فكرة حفظ المناهج حتى ينجح لأنه بالتأكيد شىء جميل أن تحصل على مجموع كبير لكن هذا ليس مطلوبًا فى البحث العلمى، وهذا سيحدث عندما أعمل على كيفية التفكير بشكل صحيح، أى على الطريقة التى نوصل بها المعلومة للطلبة، فيجب أن نهتم بطريقة تفكير الجيل الصغير لأنهم المستقبل، فكل الجامعات بالخارج مثلاً فى أمريكا وأوروبا حتى جامعة ميونيخ فى ألمانيا لديهم قسم خاص بالبحث العلمى، اسمه أخلاقيات وآداب الذكاء الاصطناعى نظرًا لأهمية هذا المجال.

 جمعية المهندسات فى أريزونا 

وقالت: أنا سفيرة لدى جمعية المهندسات بأريزونا فى أمريكا ورئيس مشارك فى المجلس الاستشارى للمؤتمر الذى تقيمه الجمعية ويقام فى أوروبا، والجميعة تضم أكثر من ٤٠ ألف مهندسة من حول العالم والهدف منها هو مساعدة المهندسات الجديدات فى أول طريقهن وتوجيههن للطريق الصحيح وتقديم جميع أنواع الدعم لهن.

أحلم أن أصنع توازنًا بين الصناعة والتعليم الجامعى وحتى يحدث ذلك يجب أن تكون هناك مشاريع بينهم، وأنا أريد مساعدة بلدى مصر فى هذا المجال بالتأكيد وأن يكون لى دور فى الأبحاث وتعليم الشباب، ومهم جدًًا أن نهتم بصناعة الإلكترونيات والرقائق الإلكترونية وبالتأكيد الأزمة العالمية الحالية علمتنا أهميتها.

وأتمنى أن نهتم بالأبحاث العلمية وأن نقدر أن ننتج منتجًا مصريًا 100%، ويكون منتجًا عالميًا بجودة عالية، فالشباب المصرى لديه إمكانيات عقلية رائعة إذا استغلت وتوجهت بشكل صحيح ستصبح مصر أفضل بلد فى البحث العلمى.