الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
يا حلاوتك  يا زمالك

يا حلاوتك يا زمالك

دروس مجانية بالجملة فى علم علوم الكرة يقدمها الثعلب البرتغالى فيريرا فى ولايته الثانية للزمالك ترتكز على أن العطاء لا يرتبط  بأسماء؛ بل بالجهد والالتزام والانضباط والتركيز، ولهذا يقدم الزمالك موسمًا استثنائيًّا وفريدًا من نوعه عبر تاريخه حتى أصبح الأقرب للتتويج بلقب الدوري للعام الثانى على التوالى بإعجاز لصعوبة المنافسة واضطراب الأوضاع.



معجزة الزمالك فى العامين الماضيين تلخصت فى فصلين مختلفين، الفصل الأول منها كتبه  الديك الفرنسى كارتيرون العام الماضى عندما حل فى ولاية ثانية له بقرار من لجنة حسين لبيب بديلًا للبرتغالى باتشيكو بعد تردى النتائج وتراجع أداء فريق الزمالك فى هذا التوقيت كان يعانى من تغيُّر اللجان المؤقتة وارتباكه إداريًا وفى مناخ لا يؤهل للبطولة وتفاقم الأوضاع بإعارة المهاجم الأول مصطفى محمد ثم انتهاء عقد نجم وسطه ورمانة ميزان الأداء فرجانى ساسى وإصراره على عدم إكمال البطولة فى توقيت حساس ولم يجد الديك الفرنسى سبيلا إلا بالاعتماد على الأوراق الموجودة بعضهم خارج الفورمة والبعض الآخر خارج نطاق الخدمة ولكنه فاجأ الجميع بفصل الفريق عن الإدارة والأزمات التي لاتتوقف حتى استعاد توازنه ونجح فى الصعود للقمة فى 5 مباريات وسط ذهول الجميع.

أما فيريرا الذي حل بديلا لكارتيرون ومنقذًا بعد تراجع مستوى الفريق فقد واجه أزمة غلق القيد ثم تمرد أبرز النجوم طارق حامد ومحمد أبوجبل وأخيرًا ابتعاد نجم الفريق اللامع أشرف بن شرقى لانتهاء عقده ولم يهتز فيريرا واتخذ قرارًا بتكوين فريق الأمل بالنادى قوامه من الناشئين ثم استعان بعناصر منه أبرزهم حسام عبدالمجيد وسيد عبدالله نيمار ويوسف أسامة نبيه وسيف فاروق جعفر ومحمد طارق وحارسين للمرمى هما محمد نديم والسيد عطية وأخيرًا محمد خضرى ليتحولوا إلى نجوم خلال شهرين مع عودة فورمة بعض نجومه فى مقدمتهم نجم الفريق وملهمه شيكا بالا واستعادة نجمه أحمد السيد زيزو مستواه وتحوله إلى نجم الموسم ليس فى الزمالك بل فى مصر وتصدره قائمة هداف الدوري إلى جانب عودة نجمىّ الفريق المحترفين سيف الجزيرى وحمزة المثلوثى لمستواهما بعد أن كانا قاب قوسين أو أدنى من الرحيل.

الثعلب فيريرا وسط كل هذه الانقلابات نجح فى تكوين فريق متجانس يمزج بين الشباب والنجوم الكبار يتسم بالمرونة التكتيكية بل لم يهتز لغياب عناصر منهم لتراكم الإنذارات، ولأول مرة فى تاريخ الزمالك لا يتأثر الفريق بغياب لاعب فقد نجح فيريرا باقتدار بتعويض غياب نجم بأكثر من لاعب  وبالتالى نقل الفريق إلى «حتة تانية» متربعًا بثبات على القمة بامتياز فبعد الخروج الآمن فى مباراة الاهلى وإنتزاع كأس مصر بجدارة تنوعت إنتصارات الزمالك وعزف مقطوعات من الآداء الجميل بدأ بـ«ثلاثية»بيراميدز ثم «رباعية» الجونة ثم  «خماسية» مصر المقاصة ولم يتبق له سوى حصد 6 نقاط من 4 مباريات وهى فاركو والاتحاد والمصري واخيرا إيسترن كومبانى  مستعيدًا العصر الذهبى لمدرسة اللعب والفن والهندسة على الطريقة البرتغالية ليقترب من حصد اللقب للعام الثانى على التوالى بل يقدم درسًا مجانيًا للقضاء على تمرد وطمع النجوم مع استمرار ملحمة الجمهور فى دعم الفريق وهو بطل القصة الحقيقى واللاعب الأول للفرق الجماهيرية الكبرى الذي نتمنى أن يكون بروفة لعودة الروح للملاعب المصرية مع الالتزام بقواعد التشجيع وعدم الخروج عن النص لتسترد الكرة المصرية عصرها الذهبى كبطلة للقارة الإفريقية.

والسؤال المطروح الآن: هل سيتأثر أداء الفريق بعد الحكم القضائى ضد رئيس النادى فى توقيت بالغ الحساسية أم يواصل الزمالك إعجازه الكروى فى موسم تاريخىغير قابل للنسيان؟