السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

(رقص- مال).. تجربة راب جديدة فى حاجة إلى التطوير!

حفلة (رقص مال) التى أقيمت مؤخرًا، كانت الانطلاقة الرسمية للفريق المكون من خمسة مغنين «راب» وهم حسب ترتيب الشهرة: «مروان موسى، عفروتو، الضبع، كريم إنزو، ويونيو».



الحفل امتد لأكثر من خمس ساعات متواصلة، حيث كان الدخول إلى مكان إقامة الحفل من الساعة الثالثة عصرًا وحتى السادسة مساءً موعد انطلاق الحفل.

 

 «يونيو» كان أول «رابر» يبدأ الأداء المنفرد على المسرح، وكان يبدو عليه أنه لم يكن معتادًا على مواجهة جمهور بهذا العدد الضخم الذى حضر الحفلة بكثافة كبيرة.

ثم ظهر بعد ذلك، «كريم إنزو»، وصعد على المسرح وبدأ يغنى أغانيه بأداء متأثر بشكل واضح بما يقدمه «مروان بابلو» فى طريقة الإلقاء، وهذا التأثر بالأداء يظهر على «إنزو» عمومًا، لدرجة أن ألبوم «مروان بابلو» الأخير كانت به أغنية بعنوان (دون)، صدرت فى مارس 2021، وفى ديسمبر من العام نفسه أصدر «إنزو» أغنية بنفس العنوان (دون)!

ثم ظهر بعد ذلك «الضبع» وبدأ فى غناء أغانيه، وربما كان هو الأسوأ من بين الخمسة المتواجدين على المسرح بسبب طريقة إلقاء الكلمات بنبرة صوت «منخفضة»، وبدون أى حماس من أى نوع، وبسبب مشاكل الهندسة الصوتية، فلم أتمكن من سماع الكلمات التى يقولها هذا الرابر الشاب، ولأننى مستمع غير جيد لأغانيه، وأعرف له بضع أغانى قبل سماعى له «لايف»، فلم أفهم معانى كلمات الأغانى الجديدة التى استمعت إليها لأول مرة، ثم جاء دخول «عفروتو» الذى يتمتع بشعبية واسعة من الحضور، وكان الغالبية من الحضور والذين يصنفون كـ«مراهقين» حسب التصنيف العمرى، يرددون أغانيه التى حفظوها، كلمة كلمة، وحرفًا حرفًا.

ونفس الأمر حدث وربما بتفاعل أكبر مع «مروان موسى» والذى يتمتع بشعبية هى الأكبر من وسط كل الحضور وهذا وضح فى تفاعلهم مع أغانيه.

ولكن رغم ذلك كانت هناك سلبيات مهمة، يجب أن يتوقف عندها نجوم الحفل، وأولها وأهمها، هو الاستخدام المفرط لفلتر الصوت «أوتوتيون» والذى أفقد «الرابرز» شخصيتهم وهويتهم الصوتية، رغم أن نفس الأغانى التى استمعت إليها فى الحفل، عندما استمعت إلى نسختها الأصلية قبل ذلك، لم يكن بها نفس الاستخدام المفرط لهذا «الفلتر» الذى حول الطبيعة البشرية للصوت إلى ما يشبه «الروبوت» الكهربائى! وبشكل عام الهندسة الصوتية للحفل هى النقطة الأضعف والسلبية الأبرز فيه.

أيضًا، على الرغم من أننى كنت أستمع إلى «رابرز» يصنفون من جيل «الشباب»، إلا أن إفراطهم فى التعبيرات الحركية على المسرح، مع الرقص والتفاعل مع الجمهور، أثر بالسلب على أدائهم الصوتى، فلم يتمكنوا فى أغلب الأغانى من «رص الكلمات» بشكل منتظم أمام الجمهور، ولكن تم تدارك هذا الأمر بفضل الجمهور الذى كان حاضرًا للحفل، والذى يعتبر محبًا حقيقيًا لهذه النوعية من الأغانى، ويحفظ كلماتها بمجرد صدورها، حيث كان يحل مكان «الرابر» الذى يتوقف عن الغناء مجبرًا بسبب «عدم تنظيم النفس والمجهود»!

وهذا الأمر للحقيقة يقع فيه جميع مغنى الراب فى مصر، ويجب عليهم جميعًا أن يتعلموا كيفية توزيع المجهود خلال مدة الحفل، لأن الجمهور ليست وظيفته الغناء مكان المغنى، ولو حدث ذلك يكون فى أضيق الحدود، ولكن ليس بشكل متكرر كما يحدث فى كل أغنية تقريبًا.

والحديث عن السلبيات هنا، الغرض الرئيسى منه هو تطوير التجربة، والتعلم من الأخطاء التى ربما تكون حدثت بشكل غير مقصود، خاصة إذا كنا نتحدث عن مجموعة كبيرة من الشباب الفنانين الذين ربما يكونون قد افتقدوا إلى الخبرة الكافية بحكم السن.

ولكن الأهم من كل ذلك، هو التنظيم الجيد للحفل، فى قلب العاصمة، وفى يوم إجازة، ورغم ذلك لم يكن الحضور الكبير سببًا فى التكدس المرورى، ولم يحصل أى مناوشات من أى نوع بين الجماهير المتواجدة، والأجمل فى كل هذا، هو التأكيد على أننا أصبح لدينا جمهور محب وحقيقى يعشق موسيقى الراب، ويذهب ويدفع الأموال ليستمتع بنجومه المفضلين والذين ينتمون إليه انتماءً كاملًا وشاملًا، سواء فى طريقة التعبير الفنى، أو حتى اختيار الموضوعات التى تركز عليها الأغانى.

فهذه الوحدة التى رأيتها بين الفنان وجمهوره، ربما نكون افتقدناها فى الكثير من الحفلات الغنائية التقليدية، والتى تحول فيها الجمهور إلى متفرج ومستمع صامت، لا يتفاعل بالإيجاب أو حتى بالسلب!