الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد نجاحه فى (كيرة والجن) و(منعطف خطر): تامر نبيل: أبحث عن أدوار مؤثرة.. وأحلم بـ«محمد فوزى»

ما بين أدوار الشر والكوميديا والرومانسية والتاريخية، استطاع الفنان الشاب «تامر نبيل» توظيف موهبته فى تجسيد مختلف الشخصيات، التى رُغْمَ قِلة عَددها فى السينما والدراما؛ فإنه يختار الأدوار الأكثر تأثيرًا فى العمل، فلا يهتم بالكم على قدر اهتمامه بالكيف.. وقد قاده حظه ليقدم أكثر التيمات التى يحبها؛ خصوصًا فى السينما، وهى الروايات التى تتحول على الشاشة لشخصيات من لحم ودم وروح. 



فى حواره معنا تحدّث «تامر نبيل» عن تحضيراته لدوره الأخير، «أليعازر»، فى فيلم (كيرة والجن)، كما تحدّث عن مسلسله (منعطف خطر) الذى يُعرض حاليًا على منصة «شاهد».. وإلى نص الحوار..

> ما أبرز ردود الفعل التى تلقيتها عن دور «أليعازر» فى فيلم (كيرة والجن)؟

- أكثر ما أسعدنى حقًا هو أن الدور لفت انتباه الجمهور وصُناع السينما، والذى يُعتبر دورًا صغيرًا فى عمل تاريخى ضخم ممتلئ بالنجوم والأسماء الكبيرة. وحصلت على ردود فعل طيبة جدًا حوله، وهذا أعطانى انطباعًا بأن اجتهادى فى تقديم الدور وصل للجمهور بشكل كبير.

> وما الذى جذبك فى البداية لتلك الشخصية؟ 

- أنا عاشق لكل شخصيات رواية (1919) المأخوذ عنها الفيلم، أحببتها جدًا وتعايشت معها، ولكنى عندما كنت أقرأ الرواية شعرت بأن شيئًا ما يجذبنى لشخصية «ياسين» أو «أليعازر» كما تمّت تسميتها فى الفيلم فيما بَعد.. فهو كان يحمل تركيبة مختلفة، لأنه مَرَّ بأحداث كثيرة كوّنت شخصيته؛ حيث يتخذ قراراته ليس بناءً عن تفكيره أو شرّه ولكن بناءً عن خوفه، فهى تركيبة ثرية لفتت إنتباهى حتى قبل عرضها علىَّ. وعندما عَرض علىّ المخرج «مروان حامد» تقديم الدور نفسه سعدت جدًا ووافقت على الفور.

> كيف كانت تحضيراتك للدور؟

- شغلنى الجانب النفسى كثيرًا؛ لأنه الجانب الأهم والذى كوَّن تلك الشخصية التى نشاهدها، ولكن هناك أيضًا عامل اللهجة الصعيدية والعامل التاريخى. فقمت فى البداية بالتعرف على تلك الحقبة التاريخية، والبيئة التى نشأ بها فى الصعيد، حتى إننى قمت بالسفر لإحدى قرى الصعيد وعشت بها لفترة للتعرف على البيئة المحيطة والطبيعة الجغرافية المختلفة؛ لأحصل على إيقاع الشخصية والاعتياد على اللهجة بالطبع. 

>  هل قمت بالا طلاع على قصة «دولت فهمى» وما ذكره التاريخ عن عائلتها؟

- شخصية «أليعازر» من صُنع خيال المؤلف «أحمد مراد»، فلا يوجد عنه معلومات تاريخية مذكورة أو نموذج أستطيع العودة إليه.. فقصة «دولت فهمى» وما فعلته معها عائلتها كانت حقيقية ومذكورة بتفاصيلها ولكن لم يتطرق التاريخ لأهلها ولأخيها.

> أغلب أعمالك السينمائية مأخوذة عن روايات.. هل تتعمد ذلك؟

- لا، إطلاقًا، ولكنه توفيق من عند الله.. ليس لأنى لا أحب الأعمال غير المأخوذة عن روايات؛ ولكنى كنت طوال الوقت أفضّل فكرة تقديم فيلم عن رواية أدبية؛ لأننى أشعر بأن الشخصيات الروائية لديها تاريخ وعمق، ورُغْمَ عدم تخطيطى للأمر؛ فإن الصدفة وحدها هى التى أدخلتنى فى أعمال السينما الأدبية.

>تقدم فى مسلسل (منعطف خطر) دَورَ الضابط للمَرّة السابعة.. فما الجديد الذى تقدمه هذه المَرّة؟

- مهنة الضابط واحدة، ولكن شخصية كل منهم مختلفة، وأعتقد أن الضابط «مصطفى» فى (منعطف خطر) يختلف عمّن قبله؛ لأن الآخرين كانوا أكثر شدة وصرامة، بينما هنا الدور «لايت، خفيف» والفكرة تعتمد على أنه كان ضابطا بمباحث الإنترنت وفجأة تم نقله للجنايات ليدخل فى قضية كبرى. فأحسَست أنه دور مختلف لم أقدمه من قبل فهو لا يُصنَّف ككوميدى ولكنه «خفيف».

> المسلسل مأخوذ عن المسلسل الأمريكى (The Killing).. هل أنت كنت من متابعى النسخة الأجنبية؟

- لا، ولم أحاول مشاهدتها بعد التعاقد على الدور، ليس لخوفى من التأثر بها؛ ولكن الفكرة أننى أستذكر كل الخيوط حول الشخصية وأحَضّر لها بطريقتى الخاصة وأرسم لها صورة ذهنية ما، وبعد كل هذا التحضير، إذا شاهدت العمل الأصلى سأدخل فى مقارنة مع ما تم تقديمه بالنسخة الأجنبية.

> ولكن مسلسلات «الفورمات» تشترط أن يلتزم الممثل بمواصفات الشخصية التى يقدمها.

- ولِمَ لا أرسم أنا الخط الدرامى الذى أريده للشخصية، أليس هذا هو عملى كممثل. ولماذا لا أبتعد عن الدخول فى مقارنة مع ممثل آخر قدّم الشخصية نفسها، فكل منا له أدواته وأداؤه. وبالمناسبة هناك وهْمٌ كبيرٌ بأن كل ما يقدمه الأجانب يكون هو الأفضل ويجب أن نسير على خُطاهم بينما هذا الأمْرُ غير صحيح بالمَرّة.. فمن الممكن ألا يكون حجم إنتاجنا مثلهم ولكننا لدينا أعمال عظيمة ونجوم أعظم.. فربما نقدم ما هو أفضل من النسخة الأجنبية.

> هل أنت من مشجعى فكرة استخدام الفورمات الأجنبية؟

- لا، على العكس، ففى رأيى أننا يجب ألا نقدم مسلسلات مستوحاة عن الأعمال الأجنبية إلا فى أضيق الحدود، وذلك عندما يكون موضوع العمل مختلفًا ويتناسب مع مجتمعنا. وعامّة فهناك زخم من الروايات المصرية القديمة والحديثة المليئة بالحكايات التى يمكن استخدامها فى أعمال ناجحة بدلاً من استنساخ الأجنبى فقط.

> هل ترى أن العمل على المنصات يعطيك ردود فعل فورية بارتفاع نسب المُشاهدات؟

- لا، صحيح أننى مثل أى فنان أهتم بردود الفعل وتسعدنى أعداد المُشاهدات؛ ولكنى لا أقيس نجاح العمل بالسوشيال ميديا ولا بحجم الإيرادات. وأعتمد على الأثر الذى تركه الدور بعد مرور سنوات.. فربما يشاهد أحدٌ عملاً من أعمالى المسرحية منذ 10 سنوات ويظل متذكره وتاركا أثرًا طيبًا به.

> ما الشخصيات التى تحلم بتقديمها؟

- كل الشخصيات التى تستفزنى، فأنا أنظر للقصة بشكل عام، ومدى تأثير الشخصية فى الأحداث. وأتمنى أن أظل أقدّم أعمالاً يستمتع بها الناس.. ولكن بالنسبة للشخصيات التى أتمنى تقديمها كسِيَر ذاتية أتمنى تقديم فيلم عن الراحل المبدع «محمد فوزى» وتأثيره الكبير فى صناعة الموسيقى وفى الفن بشكل عام. وعلى مستوى الروايات هناك رواية (قمر سمرقند) وأيضًا جميع روايات نجيب محفوظ وبهاء طاهر وغيرهما. 

> ما الذى يفتقده المسرح لكى يصل للجمهور؟

- ما يحتاجه الفن بشكل عام هو «الإتقان».. يجب أن نعطى لأنفسنا وقتًا لإتقان الكتابة وصناعة العمل بدلاً من الالتزام بمواعيد السوق، وذلك لترك أثر فى الجمهور وتقديم أعمال تعيش لزمن أطول.. فنحن نجرى دومًا خلف النجاحات الوقتية. وفى رأيى أن المسرح يحتاج لنظرة كبيرة من وزارة الثقافة، ليس مجرد تجديدات، ولكن الأمْر يتطلب نظرة إبداعية.. فيجب علينا إدراك قيمة تاريخنا المسرحى، وبالتالى فإن المسرح يحتاج لإبداعات جديدة حقيقية وليس مجرد ديكورات وبعض الاستعراضات الرديئة، فالمسرح عبارة عن «كلمة» لذا يجب أن نهتم بالمحتوى الإبداعى.