الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أسبوع الجولات الخارجية.. قمة جدة وحوار بطرسبرج وزيارة صربيا.. هنـا القاهـرة

أسبوع الجولات الخارجية الناجحة.. هو المصطلح الأنسب للزيارات الخارجية التى قام بها الرئيس السيسى خلال الأسبوع الماضى.. حيث استهل الأسبوع بزيارة المملكة العربية السعودية للمشاركة فى قمة جدة، بعد ذلك توجه إلى برلين للمشاركة فى حوار بطرسبرج. ثم اختتم الأسبوع الرئاسى بزيارة مهمة لصربيا، حيث عقد لقاء قمة مع نظيره الصربى، إضافة إلى توقيع عدد من مذكرات التفاهم المشتركة بين وفدى البلدين.



 

قمة جدة للأمن والتنمية

توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى مستهل الأسبوع الماضى إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة فى قمة جدة، والتى جمعت قادة مصر والعراق والأردن ودول مجلس التعاون الخليجى والولايات المتحدة الأمريكية.

مشاركة السيد الرئيس فى قمة جدة جاءت فى إطار حرص مصر على تطوير المشاركة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية على نحو يلبى تطلعات ومصالح الأجيال الحالية والقادمة من شعوب المنطقة، ويعزز من الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، وكذلك التشاور والتنسيق بشأن مساعى الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمى والدولى، فضلًا عن تدعيم وتطوير أواصر العلاقات التاريخية المتميزة مع جميع الدول المشاركة بالقمة.

كما تم عقد عدد من اللقاءات الثنائية مع القادة المشاركين فى قمة جدة من أجل التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية معهم، وكذا مناقشة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

قمة مصرية أمريكية

وخلال قمة جدة التقى السيد الرئيس السيسى مع الرئيس الأمريكى جو بايدن، اللقاء تطرق إلى استعراض أوجه التعاون الثنائى بين مصر والولايات المتحدة، فى عدة مجالات خاصةً على صعيد التعاون فى مجال كيفية مواجهة تداعيات الظروف العالمية الخاصة بأزمة الغذاء واضطراب إمدادات الطاقة، كما تم خلال اللقاء كذلك بحث عددٍ من الملفات والقضايا الإقليمية، حيث أكد السيد الرئيس الموقف المصرى الثابت المستند إلى ضرورة تدعيم أركان الدول التى تمر بأزمات وتقوية مؤسساتها الوطنية، بما ينهى معاناة شعوبها ويحافظ على مقدراتها.

كما تم التباحث بشأن القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أكد السيد الرئيس موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية وأهمية التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، معربًا عن حرص مصر على التعاون مع الولايات المتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، فى حين أعرب الرئيس الأمريكى عن التقدير البالغ للإدارة الأمريكية تجاه الجهود المصرية الممتدة لإرساء السلام فى المنطقة، إلى جانب دورها الأساسى فى التهدئة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى ومبادرات إعادة إعمار غزة.

وتم أيضًا مناقشة مستجدات قضية سد النهضة، حيث أكد السيد الرئيس على موقف مصر الثابت من ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحفظ الأمن المائى المصرى ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.

حوار بطرسبرج للمناخ

وبعد المشاركة فى قمة جدة توجه الرئيس إلى مدينة برلين الألمانية، وذلك بناءً على دعوة المستشار الألمانى «أولاف شولتز» للمشاركة فى فعاليات «حوار بطرسبرج للمناخ» يوم ١٨ يوليو الجارى، وذلك برئاسة مشتركة بين مصر وألمانيا.

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن «حوار بطرسبرج» يعد إحدى المحطات المهمة قبل انعقاد الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية بمدينة شرم الشيخ فى شهر نوفمبر القادم، وذلك لما يمثله من فرصة للتشاور والتنسيق بين مجموعة كبيرة من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ، حيث تأتى دعوة مصر للرئاسة المشتركة لهذا المحفل المهم تقديرًا للدور الحيوى الذى تقوم به مصر بقيادة السيد الرئيس فى إطار مفاوضات تغير المناخ على مدار السنوات الماضية.

وشهدت زيارة برلين لقاء الرئيس مع عدد من المسئولين الألمان، وعلى رأسهم المستشار الألمانى «أولاف شولتز»، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة، فى إطار حرص البلدين على تدعيم التعاون بينهما ومواصلة التشاور المكثف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

قمة مصرية ألمانية

وخلال الزيارة التقى الرئيس مع المستشار الألمانى «أولاف شولتس»، وذلك بمقر المستشارية الألمانية فى برلين. اللقاء تناول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائى بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصة التعاون المشترك فى مجال الغاز الطبيعى المسال والطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، وتطوير منظومة التعليم الأساسى فى مصر.

كما تطرقت المباحثات كذلك إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبى فى عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأزمة فى ليبيا، خاصةً فى ضوء كون مصر من أهم دول الجوار لليبيا، إلى جانب الجهود المصرية الصادقة لدعم المسار السياسى الليبى، وكذلك الدور الألمانى المهم فى هذا الصدد من خلال مسار برلين، حيث تم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين مصر وألمانيا سعيًا لتسوية الأوضاع فى ليبيا على نحو شامل ومتكامل يتناول جميع جوانب الأزمة الليبية، وبما يسهم فى القضاء على الإرهاب، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية، ويحد من التدخلات الخارجية.

كما ناقش الجانبان آخر تطورات ملف سد النهضة، حيث اتفق الزعيمان على أهمية كسر الجمود الحالى فى مسار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل السد.

كما تم استعراض سبل التعاون والتنسيق المشترك فى إطار استضافة مصر لقمة المناخ العالمية فى شرم الشيخ فى نوفمبر من العام الجارى، خاصةً فى ضوء الدور البارز للدولتين فى مجال قضايا البيئة والمناخ، حيث أعرب المستشار الألمانى عن خالص تمنياته بنجاح مصر فى استضافة هذا الحدث الدولى الضخم والخروج بنتائج ملموسة من هذه القمة تعزز من عمل المناخ الدولى، فى حين أوضح السيد الرئيس أن مصر تعتزم التركيز خلال هذه القمة على عدد من الملفات المهمة، خاصةً ما يتعلق بموضوعات التكيف فى أفريقيا، ومسألة التمويل لدعم جهود القارة الأفريقية فى مواجهة الظاهرة الخطيرة لتغير المناخ، وأعقب اللقاء مؤتمر صحفى مشتركً بين الجانبين، حيث ألقى السيد الرئيس كلمة بهذه المناسبة.

صربيا.. وملفات التعاون المشترك

وبعد ختام الرئيس لزيارته إلى دولة ألمانيا توجه إلى العاصمة الصربية بلجراد فى زيارة ثنائية رسمية الأولى من نوعها، وذلك فى إطار العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين.

حيث شهدت الزيارة عقد مباحثات مكثفة مع الرئيس الصربى «ألكسندر فوتشيتش»، بالإضافة إلى مقابلة رئيس البرلمان الصربى، وذلك لبحث آليات تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجانبين، فضلًا عن النظر فى سبل التعاون والتنسيق على الصعيدين الدولى والإقليمى.

كما تخلل الزيارة عدد آخر من الأنشطة المكثفة للسيد الرئيس، وعلى رأسها قيام الرئيس بإلقاء كلمة فى جامعة بلجراد تضمنت التركيز على مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاق تعظيمها، فضلًا عن استعراض محددات السياسة المصرية تجاه أهم القضايا الإقليمية والدولية المعاصرة.

وعقد الرئيس فى بلجراد مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس الصربى ألكسندر فوتشيتش، وذكر المتحدث الرسمى أن المباحثات شهدت تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد الرئيس الصربى فى هذا الصدد بالطفرة التنموية الملحوظة التى تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا تطلع بلاده لتعزيز الاستثمارات المتبادلة فى العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجارى بين البلدين الصديقين وإحداث نقلة نوعية فى العلاقات الاقتصادية المصرية الصربية، خاصةً من خلال مشاركة الشركات الصربية فى تنفيذ المشروعات القومية العملاقة فى مصر.

وأشار المتحدث الرسمى إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على الاقتصاد العالمى، إلى جانب الأوضاع فى كلٍ من اليمن وسوريا وليبيا، حيث أشاد الرئيس الصربى فى هذا الصدد بالدور الإيجابى الذى تقوم به مصر فى إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة فى محيطها الإقليمى، وكذلك تعزيز جسور الحوار بين الدول الأفريقية والعربية والأوروبية، فضلًا عن جهودها فى مكافحة الفكر المتطرف والهجرة غير الشرعية وإرساء مبادئ وقيم قبول الآخر وحرية الاختيار والتسامح.

وقام الرئيس الصربى بتقليد الرئيس السيسى وسام جمهورية صربيا، كما شهد الرئيس مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم وبرامج التعاون بين مصر وصربيا فى ختام المباحثات، وذلك فى مجالات الزراعة، والبيئة، والاستثمار، والثقافة، والفنون، والإعلام، والتعليم، والتعليم العالى، والتقييس ودعم المعلومات، وتنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، والتعاون بين المتحف القومى للحضارة المصرية ومتحف الفنون الأفريقية بصربيا، والإعفاء المتبادل من الحصول على التأشيرات لحملة جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والِمُهِمَة.