الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه.. تايلاند تُخصى الرجال!

عكس الاتجاه.. تايلاند تُخصى الرجال!

 وقف المَلك التايلاندى فى شرفة قَصْره المنيف بمقر إقامته فى إحدى مقاطعات جنوب ألمانيا يراقب أحوال الكون, وأخذ يدير بصره شرقًا وغربًا ويحصى بطش الرجال بالنساء، واستقر عقله عند (فرمان) مَلكى تاريخى جرىء أربك كُتُب القانون: فكان أن أصدر أوامره لمؤسّسات بلاده البعيدة عن مستقره بألمانيا بالتصديق على قانون يعاقب المتحرشين والمغتصبين والمعتدين جنسيًا على النساء بالإخصاء الكيميائى، قرارًا واحدًا لا رجعة فيه، قرارًا أدار الكون كالرحى تطحن أجولةً من الرجال الناقصين عقلاً ودينًا، تطحن معهم (قُفَفًا) مجروشةً من الخزى والخذلان والغطرسة والبهتان والاستعلاء والجبروت يتدثرون بها ويزهون، قرارًا شجاعًا أدار رؤوس أشباه الرجال صوب شقوق الحوائط يختبئون فى ثقوبها من مصير ما كانوا ينتظرونه أو يرجونه، لكنه كان.



فى خبر كالقنبلة أحرقت فى انشطارها قصصًا و(ستوريز) مهمة وزحزحت أخبارًا عالمية كالحروب الكبرى والأوبئة والمجاعات ليتصدر اسم السيد الملك التايلاندى «ماها فاجير الونجكورن»، أمّا صورته التى كانت غائبة مجهولة فها هى تصبح مألوفةً لدى قراء الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية وجماهير السوشال ميديا فى العالم، المَلك الذى أعاد الاعتبار والحقوق لنساء العالمين وبأثر رجعى.

ليس سرًّا أن نعلم بأن المصرية «نيرة أشرف» و«إيمان رشيد» الأردنية الطالبتين المغدورتين ذبحًا ورميًا بالرصاص أمام الحرم الجامعى على يد زميليهما- رُغْمَ خلو الحادثتين من أى شبهة اغتصاب- وكذا حادثة اغتصاب مروعة وقعت الأسبوع الماضى لطفلة أمريكية من ولاية (أوهايو)، الطفلة ذات العشر سنوات والتى كانت تزور الحدود والبلدات مع أسرتها يتظاهرون ضد قانون أقره الكونجرس لمنع الإجهاض، اغتصبها أحد المهاجرين الفارين من القهر والظلم فى بلادهم إلى أمريكا يُدعى «جيرسون فونتيز» يبلغ 27 عامًا، واحد من المهاجرين الذين بات العالم الأول يضج بهم، يضج بشتاتهم وتشتتهم وبضعفهم وقلة حيلتهم وكذا يضج ببطشهم وبإجرامهم، بآخر نسخة من المخلوقات الإنسانية المستحدثة، آخر صورة للمواطنين بالعالم الثالث إثر تخريب البلاد وهجرة ساكنيها، إنهم الجانى والمجنى عليه.

وكأن قضية مقتل الطالبة المصرية «نيرة أشرف» المذبوحة على أسفلت الطريق والمُدرجة داخل «قُفّة» أحد المشايخ قد أثارت انتباه مَلك تايلاند وأدرجها فى حساباته، بالإضافة إلى آلاف من جرائم اغتصاب ووأد البنات ببلاده وببعض بلاد آسيا وسائر بلدان الكون؛ قبل اتخاذ قراره العظيم بإصدار قانون إخصاء المغتصب.

 ماذا يعنى ذلك؟ يعنى عدة أشياءَ مُهِمّة: 

1 - يعنى أن مَلك تايلاند وحده قد أقر واعترف بضعف وهشاشة الرجال، وأنهم مخلوقات ليست عفية ولا صلبة ولا واعية، ولا صالحة القوامة أو الولاية، مخلوقات تترنح من سماع صوت نغمة أو لحن أو غنوة أو أنثى، وتخر على الأرض لو شاهدت كعبَ أو ذيل فستان سيدة شمطاء أو حتى طفلة، مخلوقات ذكورية يجن جنونها لو علمت بتفوق امرأة، امرأة تقرأ وتناقش وتجادل وترفض أوهام وخيالات تسكن فى عقول الرجال وحدهم. 

2 - يعنى أن النساء اللواتى لعب الكون بهن الكرة الشراب لن يصبح لتجار الأديان وتجار النخاسة عليهن سطوة فى تايلاند بَعد الآن- يابختهم- ولن يسرى عليهن سوى قانون واحد فقط هو بند إخصاء المغتصب كيميائيًا. 

3 - يعنى أنه سيتم وسيسرى قهرًا تفعيل الآية القرآنية الكريمة التى تأمر الرجال بغَضّ البَصر أثناء رؤية النساء والطفلات والشابات رحمة بهم من قلة حيلتهم وضعف أعصابهم وقلوبهم وعقولهم وعزيمتهم.

4 - يعنى أن بعض البلدان ستسير بقوانينها صوب تايلاند، إذ أعلنت أستراليا فى خطوة جريئة مفاجئة هى الأخرى إطلاق نص قانون حديث يجيز سجن مغتصب الصغيرات بالسجن مدى الحياة بعد أن كان القانون القديم يحكم على المغتصب بالسجن من خمس إلى خمسة عشر عامًا فقط. 

5 - يعنى أن بلادًا أخرى ستفيق.