الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
البوصلة

البوصلة

1



«سينرچى» غول الإنتاج الفنى الذى أصبح مقصد المشاهد إن أراد الاستمتاع وإنفاق وقته وماله على ما يستحق.

2

سؤال يراودنى باستمرار: ماذا تفعل لجان الإخوان الإلكترونية هذه الأيام بعد أن انتهت موضة التحريض السياسى؟

3

إن لم تدرك بعد أننا فى قاع الأخلاق، فانظر إلى المسكينة نيرة، فلم تمنع طريقة موتها البشعة من نهش الكلاب الضالة فى عرضها وعرض أسرتها.

4

خلال الفترة الماضية تابعت كغيرى كل الروايات المتعلقة بهذا الحب الدامى بين نيرة ومحمد، وبصراحة لم يصدق عقلى سوى مرافعة النيابة العامة، فكل الشواهد تؤكد أن الشاب المنغلق وقع فى حب فتاة وجدها وسيلة للخروج من انغلاقه، وعاقبها بالموت عندما فهمته ورفضت أن تكون مجرد وسيلة باسم الحب.

5

أزمة محمد لم تكن فى أنه حبيب مغدور، بل لأنه اكتشف فجأة أن للحياة بابًا آخر وراءه شمس مختلفة عن تلك التى اعتاد عليها، شمس تهب دفئًا مختلفًا قادرًا على تفجير كل معانى البهجة والسعادة، وظن أن نيرة هى وحدها من تمتلك مفتاح هذا الباب، فوضعها هدفًا نصب عينيه، وأصبح امتلاكها يعنى امتلاك الحياة التى يحلم بها وفقدها سيفوت عليه هذه الفرصة، وعندما تيقن أنه لن يمتلك هذه الحياة، قتل من تمتلك المفتاح.

6

لماذا القتل؟! لأنه القيمة الوحيدة التى تعادل فرصته الفائتة.. حياته التى يتمناها مقابل حياتها التى حلم أن يكون جزءًا منها.

7

الفرق شاسع بين أن يحبك إنسان، أو أن يحب نفسه فيك.

 

8

الانغلاق باسم الدين والعفة والأخلاق طامة كبرى، فالله جميل يحب كل جميل هين لين.

9

 استمعت لخال القاتل فى حوار صحفى، وأفجعنى رده عندما سأله الزميل الصحفى: «هل محمد حكى لك عن قصة حبه، هل نصحته»؟

وكان رد خاله: «لا طبعًا إحنا ماعندناش الكلام ده».

هذا السؤال البسيط أظهر إجابة تدل على حجم التفكك والانغلاق الذى عاش فيه الجانى.. وهنا وجدت نفسى أسأل سؤالاً عبثيًا: هو إيه اللى ماعندهمش الكلام دا؟! يعنى ماعندهمش احتواء وصلة رحم وأن الخال يكون قريبًا من ابن أخته، فالمثل الشعبى يقول: الخال والد؟!

ولا ماعندهمش حب مع أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: «ما رأيت للمتحابين خيرًا من النكاح» يعنى أنه يدرك طبيعة النفس البشرية وأن الحب حلال ومشروع وبداية لحياة يباركها الله سبحانه وتعالى.

 

10

 وأظن أن نفس حالة الشك التى راودتنى راودت أيضًا زميلى، فعاد مرة أخرى وسأل خال الجانى: هو حضرتك متواصل باستمرار مع محمد وأسرته؟ 

وكان الرد أشد قسوة من الرد السابق، حيث قال: «محمد كان متفوق وأنا كنت متوقع أنه يدخل كلية قمة ولما دخل آداب زعلت وبعدت عنهم لحد ما والدته قالت لى إنه بيطلع امتياز كل سنة».

وعند هذه الكلمات المتعجرفة أوقفت الاستماع لصوت هذا الرجل بعض الوقت لأستعيد هدوئى بعد أن انتابنى الغضب.. فهذا الرجل الذى يدعى أنه خال الجانى عاقب الشاب بالهجر والجفاء لأنه لم يحصل على مجموع كليات القمة فى الثانوية العامة! وبدلًا من أن يهوّن عليه ويعيد فتح أبواب المستقبل أمام الفتى، أغلقها جميعًا بأسوأ طريقة ممكنة وأغلق معها أبواب التراحم والمودة والأمل فى فرج الله.

11

الجناة يتربون فى أحضان البيئات الجافة القاسية التى تقتل بداخلهم كل ذرة إحساس.

12

بمناسبة هذا الحوار الصحفى، أعتذر بشدة عن عدم ذكر اسم الزميل الصحفى، لأننى استمعت لهذا الحوار من منصات التواصل الاجتماعى ولم تُتَح لى الفرصة معرفة الناشر الأصلى.. للأسف يا زميلى نحن فى عصر فوضى النشر، وعلى كل حال كنت موفقًا وأتمنى لك مستقبلاً مبهرًا.