السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
تجارة الرقيق من أمريكا إلى كنائس نيچيريا

تجارة الرقيق من أمريكا إلى كنائس نيچيريا

بدت وكأنها صَدمة تلك التى انشغل بها الإعلامُ والشعبُ والإدارةُ الأمريكية قبل أسبوع إثر العثور على أكثر من خمسين جثة مهاجر داخل شاحنة قطار بمحطة قطارات (سان أنتونيو /تكساس)، الأمْرُ الذى تعتقد السُّلطات بأنها فاجعة وحادثة مروعة للاتجار بالبَشر، إذ اعترف الناجون من الأطفال بما هو أكثر ترويعًا.. وقُدّم للمحاكمة وأدين أربعة مهاجرون ومعهم سائق القطار Homero Zamorano ذو الـ 45 عامًا الذى يبدو من اسمه أنه لاتينى، وأنه من المكسيك من جنس وبلاد المهاجرين القتلى!



لم يكد المواطن الأمريكى يفيق من حادثة قطار تكساس حتى انشغل القضاء الأمريكى وشغل الرأى العام والسوشال ميديا بالحُكم عشرين عامًا على «چيسلين ماكسويل» شريكة الملياردير وتاجر القاصرات ذائع الصيت حيًا وميتا «چيفرى أبستاين» بتهمة تجارة رقيق وتسهيل اغتصاب ودعارة قاصرات وتقديمهن لعشيقها ولأمراء وملوك من شتى أرجاء المعمورة، ويتقدم هؤلاء الجناة المغتصبين الأميرُ «أندرو» ابن ملكة بريطانيا والمتوقع محاكمته بأمريكا الأيام المقبلة، إذ إن الفتاة التى فجّرت القضية كلها وكشفت العصابة هى المراهقة التى اغتصبها أندرو بمساعدة سيدة الأعمال المليونيرة المتنفذة «چيسلين ماكسويل» داخل حجرة بقصر «أبستاين»، والمتهمة هى عشيقة «چيفرى أبستاين» وكانت تجلب له ولضيوفه الفتيات القاصرات، وتم إيداعها الأسبوع الماضى بعد الحُكم عليها داخل المؤسّسة الفيدرالية فى (دانبورى/ كونيتيكت) وهى الإصلاحية أو السجن منخفض الحراسة الشهير بزبائنه من أشهر نساء الولايات المتحدة. 

أمّا «أبستاين» الذى تعتبره السُّلطات من أكبر وأشهر تجار الرقيق بالولايات؛ فهو المغدور والمقتول شنقًا فى زنزانته يوم 10 أغسطس عام 2019 بسجن (متروبوليتان/ نيويورك)، وبقتله تم إغلاق نوافذ فولاذية لم تكن لتصد الرياح العاتية القادمة منه إلى علية القوم والتى كانت ستُطيّر وتقلب «بيل كلينتون» و«ترامب» داخل زنازين السجون ومعهما عشرات مشاهير الرياضة والفن والكرة والأزياء والسياسة والإعلام بأمريكا وشتى بلاد العالم.. وهو الأمْرُ الذى يدحض فكرة أن المواطن والسُّلطة قد فاجأتهما حادثة قطار تكساس! إذ إن تجارة الرقيق بالولايات ضاربة فى عمق التاريخ وجغرافيا اليابسة والساحل. 

فى ذات التوقيت الصادم والمفاجئ والغريب - يا محاسن الصدف- تمّ النطق بالحُكم لمدة ثلاثين عامًا سجنًا على المُغنّى داكن البشرة والشهير «آر كيلى» إثر اتهامه من قِبَل بعض فنانات نسوة جماعة MeToo عام 2019 ومعه الممثل «بيل كوسبى» بالاغتصاب وسوء المعاملة، لكن الأمر مع R Kelly يبدو مختلفًا عمّا سبق؛ إذ تساءلت جماهير السوشال ميديا الأمريكية عن السبب الذى جعل القضاء يصفعه ثلاثين عامًًا بينما القوادة الكبرى چيسلين ماكسويل بجلالة قدرها حصلت على عشرين عامًا سجنًا فقط! لماذا؟ تساءلت الناس وأجابت عن السؤال: لأن المطرب الشهير داكن البشرة من أولئك الذين ينتمون للحائط المائل- الفئة المستضعفة- فى المجتمع الأمريكى والذين يُلقى بهم فى غياهب السجون أعوامًا طوالاً فى تهم ظالمة باطلة يتبين بَعدها أنهم لم يكونوا هُمّ الفاعلين والمقصودين وأن الجانى كان شخصًا آخر أبيض البشرة وغالبًا ما يكون فردًَا وأحد رجال الشرطة، حدث كثيرًا.

لم تنتهِ المفاجآت عند هذا الحد من القَصّ، ولا عند حدود الولايات الأمريكية الشمالية وجارتها اللاتينية وحدهما، إذ استيقظ سكان نيچيريا فى ذات الأسبوع الماضى على حدث شبيه وشديد الوطأة والوقع والصدمة مُلخصه أن الحكومة النيچيرية اكتشفت أكبر جريمة اتجار بالأطفال قام بها أحد القساوسة ومعه معاونون بحجز أكثر من خمسين طفلاً منذ ستة أشهُر وكان القس ينوى حجزهم لمدة ستة أشهُر مقبلة وقد أقنع الصغار بالمكوث فى القبو مدة عام كامل انتظارًا لمجىء المسيح، إذ إنه أخبرهم بأن يسوع المسيح سيلقاهم، سيأتى إليهم تحت الأرض بالقبو ويحادثهم ويمكث معهم.

نحن هنا أمام حادثة أكثر ترويعًا فى تجارة الرقيق، لماذا:

1 - لأنهم استخدموا الدين فى التضليل والغواية.

2 - لأن تلك البلاد العجيبة تسيطر على مقدراتها عصابة (بوكو حرام)، فإذ بنا نجد أن إحدى أكبر الكنائس تمارس العنف ضد شعبها تمامًا ما الذى تفعله الجماعة الإسلامية بالناس الآمنين.

3 - هل تجد أى رابط أو تشابُه بين أحداث أقصى جنوب القارة وبين أحداث أقصى شمالها؟

-نعم.. فضحايا كنيسة نيچيريا هم أحفاد ضحايا زنوج الولايات الذين تم جلبهم مسلسلين من عدة بلاد إفريقية فى بواخر للخدمة فى بيوت ومَزارع ومصانع ومضاجع الكاوبوى الأبيض.