الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عكس الاتجاه..  احترس: القلوب ترجع إلى الوراء

عكس الاتجاه.. احترس: القلوب ترجع إلى الوراء

 ما الذى يعنيه أن يمر بعضُنا بكل تلك التجارب العاطفية على مدَى العمر وعلى اتساع العذابات والخذلان والفشل والندم، ثم نعود بَعد كل تلك الحكايا الموجعات إلى غرام الحبيب القديم وكأن عُمْرًا لم يَمُرّ وكأن قصصًا لم تطوِها الذاكرة؟



لم تكن حكاية چينفر لوبيز وبين أفليك هى الحكاية الوحيدة الدالة هنا ولم تكن هى المَثل والمثال، بمعنى لم تكن تكفى وحدها لتصبح نظرية أو ظاهرة حتى تبعتها سريعًا قصة مشابهة تكاد تكون بنفس التفاصيل والسرد والمكان والعنوان بطلاها الممثلان «براد بيت» و«چوينيث بالترو» إذ أعلنا العودة لغرامهما القديم معًا بعد سلسلة من قصص الحب الفاشلة لكليهما مع آخرين!

ألم تكن قصص الأربعة- «چى أو وبين أفليك» وبراد بيت وچوينيث بالترو» من قبل فاشلة؟

ألم تشبه قصص الأربعة فى تفاصيل نهايتها القديمة كل نهايات القصص التى تلتها لنفس الأبطال مع شخوص آخرين؟ مَن يضمن نجاح هذه الحكايا الطارئة تلك؟ فالفشل وارد مَرّة ثانية.. 

ما الذى يميز فشلًا عن فشل؟

هل اتضح أن الكوخ الأول أكثر تماسُكًا وبراحًا من البنايات والقصور التى تلته؟

قد لا نجد الآن معنًى تفسيرًا شافيًا أو واضحًا أو أكيدًا أو حتى محتملًا- كجملة لا تزال ناقصة المعنى- لتلك الحالات الأربعة التى طفت فجأة على سطح بِرْكة الفشل العاطفى الواسعة الممتدة بطول وعرض العالم، العالم الذى تكاثرت ظواهره الطبيعية القاسية وتلك الظواهر المُفتعلة المتوحشة فى أربعة أرجاء الدنيا من حروب وأوبئة وفقر ونفى وبُِغْض لا حدود له.

كان الممثلان «براد بيت ذو الـ 58عامًا وچوينيث بالترو ذات الـ 46عامًا» يعيشان قصة حب قديمة قد بروزتها خطبة امتدت منذ العام 1994 حتى العام 1997 وانفصلا دون زواج مُعلنين فشل الارتباط ونهاية الحدوتة التى صار لها فيما بعد بداية ثانية؛ حيث سيحكيان لنا معًا عبر GOOP وهو موقع تمتلكه «بالترو» على النت ويهتم بأسلوب الحياة وأنشأته منذ العام 2008، وأكد الثنائى من خلاله لجماهير السوشال ميديا أن علاقتهما كانت جميلة وأكثر عُمقًا ومصداقية من تلك التى تلتها بين «براد بيت وأنچلينا چولى» مثلًا، واعترفت أنهما لا يزالان يحبان بعضهما وأن الوِد القديم لم ينقطع من قلبيهما، تلك العلاقة التى تمّت استعادتها بعد فشل زواج «براد بيت وأنچلينا چولى» ونزاعهما حول حضانة الأولاد ونزاعهما حول ملكية مشتركة لمزرعة كروم كانت «أنچلينا» قد باعت حصتها لمستثمر آخر لأجل أن تقطع آخر خيط بينها وبين طليقها «براد».

وفى نفس السياق القدرى العجيب كان «بين أفليك» ذو الـ 49 عامًا يعيش حكاية حب وخطبة منذ ثمانية عشر عامًا مع المغنية والممثلة «چينفر لوبيز» ذات الـ 51 عامًا وانفصلا ليتزوج هو من چينفر چارنر وتتزوج هى وتنفصل وتحب وتنفصل وهكذا حتى عادا فى بداية ثانية ليحكيا كيف أن الود القديم لم ينقطع وأنهما يخططان للزواج وإنجاب أطفالٍ كُثُر.

وأيضًا فى ذات السياق المصرى للحدوتة الغرائبية كانت المذيعة والممثلة «ناهد جبر» عاشت نفس الوداع والعودة الثانية بعد زواج وطلاق مع لاعب الكرة «عصام بهيج» وانفصلا لتتزوج من «ثناء شافع» لتعود وتتزوج من جديد كابتن «عصام بهيج»، بتحصل أهى يعنى.

هذا وسيختلط عليك الأمْرُ وقد تُصاب بالتشويش لو حاولت أن تستدل على تعريف لمعنى الحب؛ لأنك ستجد نفس الأوصاف والأحاسيس والبدايات والنهايات المتكررة فى كل القصص التى يعيشها الفرد الواحد، قد تجد تعريفات للعلماء مختلفة عن تلك التى يتبناها الشعراء والفنانون وغيرهم، لكنك لن تجد تفسيرًا لعودة الموتَى إلى الحياة إلا عند البعث الذى لم يتعرف عليه الأحياءُ بَعد! وحكايات الحب القديمة لا تشبه حتى عظام الموتى فى الجبّانات، إذ أنها حكايات يسكنُ ويحِلُ أصحابُها فى قلوب أخرى كل حين، ويتنقلون من قلب إلى قلب، ليست للقصة الواحدة بين حبيبيْن قيامة؛ لكن الحب حين يموت يحل أصحابه فى قلوب جديدة، وأظن أن روح الحب ووهجَه وألقه وكلماته وشغفه وأسبابه وأيامه قد ماتوا بلا عودة ولا قيامة. 

لكنّ آخرين لهم رأىٌ آخر.