السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ألقَى كلمة للشعب المصرى بمناسبة ذكرى ثورة «30 يونيو».. الرئيس السيسى: واجهنا موجات عاتية من الإرهاب الأسود

قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إننا واجهنا موجات عاتية من الإرهاب الأسود.. تحالفًا ملعونًا بين قوَى شر ودمار أرادت، وما زالت تريد، النَّيْل من وطننا.. تلك الموجات التى تحطمت على صخور إرادة المصريين الصلبة.



وأكد الرئيس خلال كلمته بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة «30 يونيو» المجيدة أن مصر تسير على الطريق الصحيح.. بإرادة وطنية صلبة لا تبتغى إلا الصالح العام.. ولا تضع نصب أعينها.. إلا تطلعاتكم نحو الحياة الكريمة.. والمستقبل الآمن المزدهر.

وهذا هو نَصّ كلمة الرئيس السيسى بمناسبة احتفالات «30 يونيو»..

شعب مصر العظيم، 

أيها الشعب الأبىّ الكريم،

فى حياة الأمَم والشعوب.. أيام ليست كغيرها من الأيام.. يكاد الزمن عندها أن يتوقف.. ويتباطأ دوران عَجَلة التاريخ؛ احترامًا لإرادة الأمّة عندما تريد الحياة.. والشعب عندما يرفض العبث بمقدراته ومستقبله. 

وبحُكم تاريخها المديد.. مرّت على أمّتنا العريقة أيامٌ مثل تلك.. من بينها.. بل ومن أمجدها.. يوم الثلاثين من يونيو 2013.. الذى سيبقى خالدًا فى وجداننا.. جيلًا بعد جيل. 

إن ثورة الثلاثين من يونيو المَجيدة.. لحظة فارقة فى تاريخ هذا الوطن الغالى.. لحظة.. اختار فيها المصريون المستقبل الذى يرتضونه لأبنائهم وأحفادهم.. كانت لحظة اختيار فارقة نحو الدولة المدنية الحديثة.. بهويتها المصرية الوطنية.. المتسامحة.. والمنفتحة على العالم.. لحظة أعلن فيها المصريون للعالم أجمع: أن هدوءهم لم يكن إلا قوة.. وصبرهم لم يكن إلا صلابة.. وتسامحهم.. لم يكن إلا حكمة متصالحة مع الزمن. 

فى ثورة الثلاثين من يونيو.. كان صوت مصر هادرًا ومسموعًا.. يقول: إنها أكبر من أن تُختَطف.. وأعظم من أن يتصور أحد.. أن بمقدوره خداع شعبها العريق.. وعلى مدار أيام هذه الثورة الخالدة.. كتب المصريون لأنفسهم.. على اتساع مدن مصر وقراها.. دستورًا مباشرًا نابعًا من ضميرهم الشعبى.. عنوانه أنّ مصر للمصريين.. ومصيرها لا يقرره سوى أبنائها المخلصين.

شعب مصر العظيم،

إن روح ثورة الثلاثين من يونيو.. بما تمثله من تحدٍ وقدرة على قهر المستحيل ذاته.. ما زالت هى نبراس عملنا حتى اليوم.. شعاع النور الذى يقودنا ويلهمنا .. فى التصدى للتحديات الراهنة.. بَعد أن نجحنا- بفضل الله وإرادة الشعب- فى اجتياز تحديات.. تَوَهّم المتربصون؛ بل وتمنوا.. أن تكسرنا وتقضى علينا.. وبئس ما تمنّوه. 

واجهنا موجات عاتية من الإرهاب الأسْوَد.. تحالفًا ملعونًا بين قوَى شر ودمار.. أرادت- وما زالت تريد- النَّيْل من وطننا.. تلك الموجات التى تحطمت على صخور إرادة المصريين الصلبة.. وكما فشل الأشرارُ من قبل.. سيفشلون مُجَددًا بإذن الله.. وبتماسُكنا ووحدتنا.. وواجهنا وضعًا اقتصاديًا غير مسبوق.. فاستعنا عليه من بَعد الله.. بصمود أسطورى لشعب عظيم.. كما علم الإنسانية يومًا الحضارة والمدنية.. يضرب المثل الآن فى إدراك قيمة الوطن.. والحفاظ عليه.. وتحمّل المشاق فى سبيل ذلك. 

ولم نكتفِ بمواجهة تلك التحديات أو التعلل بها.. لتأجيل معركة التنمية والتقدم؛ بل مضينا فى المسارَيْن معًا.. البقاء والبناء.. بقاء الدولة وترسيخ أركانها وبناء المستقبل.. فانطلقت سواعد أبنائنا وبناتنا.. فى كل شبر من أرض مصر.. تُعمّر وتُشيد.. وتُقيم بإذن الله للمَجد قواعد جديدة. 

ولأن هذا المجهود الهائل.. الذى بذلته مصر خلال السنوات الماضية.. لا يمكن أن يضيع هدرًا؛ فقد أصبح سَنَدُنا الآن.. فى مواجهة اثنتين من أصعب الأزمات العالمية.. وأكثرها قسوة على جميع دول العالم.. وهى جائحة «كورونا».. والأزمة «الروسية- الأوكرانية».

فلا يخفى عليكم.. حجم الأذى الذى أصاب دولًا.. أكبر اقتصادًا وأكثر تقدمًا.. بسبب الجائحة.. وما نتج عنها من تعطل لسلاسل الإمداد العالمية.. وكذلك الحرب.. وما ارتبط بها من أزمة غير مسبوقة فى الغذاء والطاقة.. سواء توافرًا أو أسعارًا.

وأقول لكم بكل الصدق: إنه لولا البرنامج الوطنى للإصلاح الاقتصادى.. الذى تم تنفيذه بنجاح ودقة منذ عام 2016.. وشهد بذلك القاصى والدانى.. ولولا ما تحقق فى السنوات الماضية.. من جهود تنموية تسابق الزمن.. لكانت مواجهة تداعيات الأوضاع الدولية الحالية أمرًا فى غاية الصعوبة.

شعب مصر العظيم،

إن وطنَكم يسير على الطريق الصحيح.. بإرادة وطنية صلبة لا تبتغى إلا الصالح العام.. ولا تضع نصب أعينها.. إلا تطلعاتكم نحو الحياة الكريمة.. والمستقبل الآمن المزدهر.

وكما عبَرَت مصرُ الصعابَ على امتداد تاريخها العريق؛ فإن ثقتى كاملة.. بأنها ستَعبر الأزمات الدولية الراهنة.. بانعكاساتها المحلية.. وستواصل بلا توقف.. مسيرتها نحو بناء الدولة المتقدمة.. والوطن الآمن.. والمجتمع المستقر النابض بالحياة.. وهى الآمال الكبرى التى يتطلع إليها المصريون.. وأتطلع إليها معهم.. وسيكون التوفيق بإذن الله حليفنا.

شعب مصر الأبىّ الكريم،

فى الختام.. لا يسعنا بينما نتحدث اليوم.. إلا أن نذكر العظماءَ من أبطالنا.. الذين ضحّوا بحياتهم.. من أجل أن يمنحونا هذه النعمة الغالية.. نعمة الوطن التى نحمد الله عليها ليل نهار.. نتذكر شهداءَنا الأبرار.. من أبناء الشعب فى القوات المسلحة والشرطة.. ونقول لأسَرهم وذويهم.. إن أبناءَكم أحياءٌ عند ربهم يُرزَقون.. وأحياءٌ فى قلوبنا.. وفى وجدان هذا الوطن الأصيل.. الذى أبدًا لا ينسى فضلهم.

أشكركم.. وكل عام وأنتم بخير..

ومصر فى سلام وأمان وتقدم.

وبكم جميعًا.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.