الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى.. سياسة المصالح تتصالح

أنا وقـلمى.. سياسة المصالح تتصالح

العلاقات بين الدول تقوم بالأساس على قاعدة المَصالح، بمعنى أنه عندما تتواجد المَصالح تُقام العلاقات بين الدول وتنشط، ومما لا شك فيه أن الروابط المشتركة بين الدول والشعوب من لغة وعِرْق ودِين تمثل عاملًا مساعدًا على إقامة علاقات، ولكن تتوقف درجة تطوُّر هذه العلاقات وقوتها على المَصالح المشتركة بين هذه الدول، كما أنها ليست شرطًا كافيًا لتطوير العلاقات فى حالة عدم وجود مَصالح، ناهيك عن أنه فى حالة تضارُب المَصالح يمكن أن يؤدى هذا التضارُب إلى انهيار العلاقات وقد تصل إلى درجة الحرب، من هذا المنطلق فإن تجربة الاتحاد الأوروبى كانت تعتمد أساسًا على المدخل الاقتصادى، وعلى تنمية المَصالح المشتركة والمتبادلة وتطويرها، فنجحت التجربة، وأصبحت جاذبة لكل الدول الأوروبية ليصل عددها إلى «27» دولة، لذا حرصت مصرُ دائمًا على تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الجانب الأوروبى، الذى يُعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، ولأهمية مصر فى قطاع الطاقة بشكل عام؛ خصوصًا الغاز الطبيعى المسال، وذلك فى إطار الموارد الغنية والبنية التحتية المتميزة التى تتمتع بها مصرُ فى هذا الإطار، ومحطتَى تسييل الغاز الطبيعى فى إدكو ودمياط اللتين تتيحان تصدير الغاز، ناهيك عن التعاون فى قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة لاستغلال ما تمتلكه مصر من موارد؛ لا سيما الطاقة الشمسية والرياح، وفى ظل التحديات المشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبى التى تواجههما على ضفتَى المتوسط، وكذلك التداعيات السلبية التى خلفتها الأزمات الدولية المتتالية خلال الفترة الأخيرة- آخرها الصراع «السوفيتى- الأوكرانى» الحالى- وتأثيرها السلبى على الاقتصاد الدولى بشكل عام؛ خصوصًا فى مجالى الطاقة والأمن الغذائى.. كل ما سبق دفع «أورسولا فون دايرلاين» رئيسة المفوضية الأوروبية لزيارة مصر الأسبوع الماضى؛ لإحداث النقلة النوعية المأمولة فى الشراكة «المصرية- الأوروبية» فى الفترة المقبلة، من خلال تعزيز التعاون فى عدد من القطاعات ذات الأولوية فى إطار الرؤية التنموية المصرية، وعلى رأسها الطاقة والطاقة النظيفة وأمن الغذاء والتحول الرقمى، والنقل الكهربائى، والزراعة والرّى الحديثان، وتصنيع اللقاحات، فضلًا عن آليات تشجيع الشركات الأوروبية على ضخ المزيد من الاستثمارات فى مصر، والتعاون الثلاثى بين مصر والاتحاد الأوروبى مع شركائنا فى القارة الإفريقية، ناهيك عن التنسيق المشترك بشأن الجهود الدولية لمواجهة تحدى ظاهرة تغيُّر المناخ، واستعدادات مصر التنظيمية والموضوعية، لاستضافة قمة المناخ العالمية «cop-27» فى شرم الشيخ نوفمبر المقبل.



 الخلاصة هنا، وبعد ما كتبت رئيسة المفوضية على حسابها الرسمى «الفيسبوك»- أنها تتمنى مصر تساعدهم على تأمين أمنهم من الطاقة وأمن المجتمع الدولى- أن هناك أوقاتًا مُعينة، وأزمانًا بعينها المَصالح فيها تتصالح، وأن المواقف تتغير بين الدول حسب مَصلحة كل دولة.. وتحيا مصر.