الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
تساؤلات واستفسارات فى الشأن الرياضى

تساؤلات واستفسارات فى الشأن الرياضى

كنتُ أعتقد أن ممارسة الرياضة حتى ولو على مستوَى الهواية تسمو بالأخلاق وتهذب النفسَ وتجعلها تتقبَّل الهزيمة بصدر رحب دون الإساءة للمنافس؛ لأن الرياضة فى أرقَى مستوياتها لا تُعَد سوَى كونها وسيلة للاستمتاع وليس للتعصب أو النزاع ورسالة حُب بين الأمم والدول.. تلك هى الرسالة والغرَض من ممارسة الرياضة التى أعرفها ويعرفها غيرى، ولكن عندنا فى بَرّ مصر ظهر مفهومٌ جديدٌ لم يكن له وجودٌ من قبل ويكاد يشبه فى مواصفاته الفيروسَ الذى ينقل العدوَى لجُلّ مَن يقترب منه، فقد انتشر التعصب الرياضى فى الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ؛ خصوصًا فى جُل ما له علاقة بكرة القدم، سواء من قبَل الجماهير أو من الإدارات الرياضية فى الاتحادات أو الأندية، والمتتبع لأفعال وتصرفات بعض الإداريين أو اللاعبين أو الجماهير يلحظ أنهم قد انحرفوا بتلك الرياضة عن هدفها المقصود وغايتها المنشودة؛ من أنها وسيلة لتقوية الجسم وبث روح التنافس الشريف والروح الرياضية بين شباب الوطن، وجعلوها مجالًا للصراع والتنافس غير الشريف؛ بل جعلوها أداةً للتعصب والتصنيف المُقيت، وهذا ما أثبته الواقعُ فيما يحدث الآن على الساحة الرياضية، فبماذا نفسّر تلك التسريبات التليفونية والمؤتمرات الصحفية التى تخوض فى الأعراض وإساءة الظن بالمنافس لتحقيق مكسب شخصى لهذا النادى أو ذاك، لدرجة وصل معها الأمْرُ إلى ساحات القضاء، وبماذا نفسّر عدم حيادية اتحاد كرة القَدم فى إخفاء خطاب يتيح لنادٍ تابع له التقدم بطلب لاستضافة نهائى بطولة قارّيّة مشارك فيها، اتحاد أنكر القائمون عليه أن الخطاب قد وصل أصلاً من الاتحاد الإفريقى، ولكن توقيع رئيسه على الخطاب المرسَل لوزارة الشباب والرياضة كشف الحقيقة، وهذا يجعلنا نتساءل بيننا وبين أنفسنا عن المصلحة التى تعود عليه وعلى رجاله من التلاعب بمصير نادٍ مصرى، إلا إذا كانوا يعشقون هوَى الدار البيضاء التى بفضلها مكنتهم من التحكم فى عباد الله (أقصد الأندية) وتحديدًا الضعفاءَ منهم الذين لا يملكون سَنَدًا أو ظهرًا، (بالطبع لا أتحدّث هنا عن الكبيرَيْن الأهلى والزمالك، وإن كان نالهما من الحُب جانب مؤخرًا.. سواء فى مكالمات التسريب أو فى أزمة الخطاب إيّاه)، وبماذا نفسّر ما يقال عَبر القنوات الرياضية من قبَل إعلاميين أو رياضيين سابقين يحكمهم الهوَى والغرض حتى وصل بهم إلى المرَض، فحُبُّ الكبيرَيْن والانتماءُ إليهما جعلهم غيرَ جديرين بالإطلال علينا لنصحنا ورُشدنا، ويكفى أن بعضهم يطالب حاليًا بتقديم الاستقالات عقب الهزيمة من إثيوبيا، رُغْمَ أنهم رفضوا تقديمها سابقًا عندما كانوا فى موقع المسئولية عَقب خروجنا صفر اليدَيْن من بطولة الأمم الإفريقية التى أقيمت فى مصر، وفى هذا دليل يثبت أنه إعلامٌ غير جاد تواجد بيننا دون رضانا عندما يطلب شيئًا لم يطقه على نفسه، إعلامٌ يتميز بالتعصب وعدم الحكمة ففَقَدَ دورَه ومصداقيته، متسببًا سواء بقصد أو من دون فى تعثر الرياضة المصرية، مقدمًا المصلحة الخاصة لدَى البعض من المنتمين إليه على المصلحة العامّة، إعلامٌ كل مَن يتصدره يتميز بالفهلوة وعدم القبول، بخلاف انعدام الوعى والثقافة، ويكفى أن (رمى يمين الطلاق واللطم على الوجوه) أصبحت أقوالاً وأفعالاً مأثورة لبعض ممن يستضيفونهم، وبماذا نفسر تعاطى بعض الرياضيين للمنشطات بعِلْم رئيس اتحاد سابق ومدرب رياضة فردية مما تسبب فى إيقاف نشاط هذه الرياضة دوليًا، وعندما نفكر فى تكوين لجنة لإدارة شئون اللعبة مؤقتًا نستعين مَرّة أخرَى برئيس الاتحاد الذى تسبب فى هذه الكارثة، وبماذا نفسر تولى شخصية رياضية رئاسة اتحاد رياضة جماعية لم يسبق له أن مارسَها من قبل، اللهم سوَى معرفته بشخصية رياضية كبيرة كانت السبب فى اختياره واستبعاد ابن اللعبة الذى مَثل مصرَ فيها؟!.



وأخيرًا بماذا نفسّر تطبيق قانون يُطلق عليه زورًا وبهتانًا أنه قانون لتنظيم الرياضة يسمح بوجود مَن لم يرتدِ يومًا شورت وفانلة على رأس الاتحادات الرياضية أو الأندية ويسمح بأن يكون له لائحة خاصة به تختلف عن لوائح الاتحادات والأندية الأخرى؟!.

جميعها أسئلة واستفسارات مطلوب أن نبحث لها عن إجابة حتى نقضى على الفساد والمَصالح التى أصبحت تطغَى على أنشطة رياضية عديدة فى مصر.. وقتها فقط يمكن أن نطالب بالمنافسة الشريفة ونَيْل البطولات والميداليات، (وإن كنتُ أشك) فى تحقيق ذلك فى ظل ما تعانيه الرياضة المصرية من أمراض وفساد وعدم حيادية وتسريبات.