الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
البوصلة

البوصلة

1



 لا أفهم «هوجة» دخول المتدينين مجال التمثيل.. التديُّن الشديد هو أعلى درجات الزهد فى الدنيا؛ بمعنى ترك الغناء لأنه من شئون الدنيا وترك التمثيل والموضة و«الرقص والتنطيط» على مواقع التواصل بالحجاب من أجل تحقيق الشهرة والمال، وما يعنى أن تظهر فتاة محجبة تغنى وتمثل ثم تقول أنا متدينة وتبدأ فى فرض شروطها على العمل الفنى.. عن أى تدين تتحدثين ؟!.

2

وضع إرشادات للزواج تقتل البهجة من أجل تقليل المصاريف إلى حد التقشف أمر مبالغ فيه ويدل على أن المؤسسة الدينية لا تدرك طبيعة الشعب المصرى، وأنها تعيش فى عالم سلفى.. الترويج بأن الأسر تبالغ فى نفقات الزواج بات أمرًا سخيفًا وساذجًا، فمع كل قضية فى محاكم الأسرة تتكشف الحقيقة وهى أن الزوجة لا تمتلك حتى معاشًا لأيام قليلة هى وأولادها، فأين هذه المغالاة !! وإن كان أهالى الفتيات على هذه الدرجة من الافتراء ما كنا لنصبح الآن أمام كل هذه الكم من دعاوى النفقة.. عوضًا عن التقشف إلى درجة تقلق من قدرة الزوج على تحمُّل أعباء الحياة المستقبلية، وتسهيل الزواج إلى درجة محو القوامة، على المؤسسة الدينية أن تشجع الشباب والفتيات على العمل وبناء الذات ونضج العقل قبل التفكير فى الزواج.

3

المؤسسة الدينية لا تتحدث أصلًا لغة المصريين العامية وخلقت لنفسها برجًا عاجيًا تحدثنا من أعلى نقطة فيه، فكيف لها أن تدرك طبيعة مشاكل المواطن؟.

4

أكبر دليل على ذلك هو أن المنهج السلفى المتشدد أصبح أمرًا طبيعيًا على الثقافة المصرية بعد أن كنا أمة الوسط، وهذا أمر معلق فى رقبة المؤسسة الدينية التى تركت الطريق مفتوحًا دون أدنى جهود للحفاظ على الوسطية.

5

أصبحنا نسمع هذه الأيام عن جرائم ترتكب بواسطة منتقبات أو منتقبين لا أحد يدرى، فأسفل هذه الغمامة السوداء قد يتخفى أى شخص ليفعل ما يحلو له دون فضح هويته.. النقاب هو وسيلة لإخفاء الهوية مما يشكل خطورة على المجتمع ويفوت الفرصة على الضحية فى القصاص.

6

السلفية تعنى التمسك بالماضى، ولا معنى لهذا إلا عدم القدرة على التكيُّف مع الحاضر، وبالضرورة الخوف من المستقبل، وهنا تصبح منطقة الأمان فى فقاعة من الماضى مغلقة على أفرادها يقبعون بداخلها ويشاهدون الناس خارجها وكأنهم فى عرض مسرحى.

7

الدلائل من السنة النبوية وأقوال الصحابة على الانخراط فى الزمن لا حصر لها، فمنها قوله صلى الله عليه وسلم «أنتم أعلم بشئون دنياكم»، نعم رسول الله قالها حول واقعة معينة لكنها شاملة لفكرة أن فهم شئون الدنيا ومقتضيات الحياة سبيل لا غنى عنه، وقول على رضى الله عنه «لا تكرهوا أبناءكم على آثاركم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم».

8

استكمالًا لحالة الخوف، تهميش المرأة فى مثل هذه التيارات الفكرية المنغلقة وإقناعها بأنها سبب مفاسد الأرض وعليها بأن تخفى وجهها وصوتها وكفيها وأفكارها، هو نوع من الهلع وليس مجرد خوف عادى، وله عدة أسباب منها مثلًا أن انتشار النقاب صورة لقياس انتشار السلفية فى المجتمع وبالتالى قلة انتشاره تثير الذعر من كونهم أقلية فى المجتمع، سبب آخر وهو فرض سياج حول الفكر السلفى فظهور نسائهم بهذا الشكل هو درع نفسى لمنع تسلل أى أفكار من شأنها تغيير هذا المذهب والأخذ بأقصى درجات التشدد خشية التقرب من أى فكرة وسطية قد تتسبب مع مرور الوقت فى تفتيت كتلة السلفية فى المجتمع.

9

نعم انتشار المذاهب الدينية أساسه أسباب سياسية وهذا اعتراف نبع من الدولة الأم التى تولت رعاية هذا المشروع بالفكر والمال.