السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كورة شراب

كنت أشد المعارضين لتعيين إيهاب جلال مديرًا فنيًا لمنتخب مصر الأول لقناعتى أن تلك المرحلة ليست مرحلته، وأن الجيل الحالى لن يتقبل التعامل مع مدير فنى وطنى، وهذا ليس عيبًا فى المدير الفنى، بل فى عقلية اللاعبين، لكن الأحداث الأخيرة جعلتنى أشعر بتعاطف شديد مع إيهاب جلال الذى لا يمتلك أى ظهير إعلامى للدفاع عنه، مما جعل اتحاد الكرة ينهش فيه ويستبيح ذبحه علنًا أمام الجميع.



الكرة فى أى منظومة فى العالم عبارة عن مثلث هرمى على رأسه منظومة إدارية يتفرع منها ضلع الجهاز الفنى، وضلع الفريق متمثلًا فى اللاعبين، فإذا كان رأس المثلث فاشلاً فماذا تنتظر من الضلعين الآخرين؟! لكن إذا وجدت حلاً جذريًا للأزمة الإدارية ستجد أزمة الجهاز الفنى تم حلها تلقائيًا، وبالتالى ستجد أزمة الفريق واللاعبين تم حلها أيضًا. 

التغيير الجذرى للمنظومة الرياضية كاملة هو الحل الوحيد للأزمة التى نعيشها لأنك إذا عدت بالتاريخ 4 سنوات للخلف ستجد أن جميع الأزمات كان سببها الإدارة .. أزمة محمد صلاح والطائرة سببها الإدارة، أزمة عمرو وردة وتدخل لاعب وفرض رأيه بالإبقاء على زميله سببه ضعف الإدارة، تعيين أجيرى ومن بعده البدرى دون دراسة سببه الإدارة، الحالة التى وصل إليها كيروش من ضغوط وغضب وعدم تركيز سببها الإدارة، وفى النهاية اختيار إيهاب جلال واتخاذ قرار بإقالته فى أقل من شهرين سببه الإدارة، العامل المشترك فى كل ذلك سوء الإدارة فلا يوجد حل سوى التغيير.

بحكم عملى أؤكد لكم أن هناك بعض اللاعبين يعلمون أنهم سينضمون للمنتخب بسبب الدعم الجماهيرى، بل البعض يرى أنه أكبر من المنتخب بسبب جماهيريته، وفى بعض الأوقات يستخدم الأذرع الخاصة به للهجوم على الجهاز الفنى ووضعه تحت ضغط حتى لا يتم استبعاده.. هذه النقطة خطيرة ومهمة للغاية لأن اللاعب يعلم أنه سينضم تحت أى ظرف، لذلك لن يعطيك ما لديه بسبب ضمانه لمكانه فى الفريق مهما حدث، لذلك نحن نحتاج لإدارة قوية ومدير فنى قوى قادر على مواجهة تلك الظاهرة والقضاء عليها.

حتى الآن لم يخرج بيان أو تقرير رسمى عن إصابة محمد صلاح التى تسببت فى غيابه عن المنتخب فى مباراتى إثيوبيا وكوريا الجنوبية لدرجة جعلتنى أشك أن اللاعب مصاب خاصة أنه ظهر فى أكثر من مناسبة يقضى عطلته الصيفية دون الحصول على راحة أو جلسات علاج، علامة استفهام كبيرة بالنسبة لى هو وبعض زملائه الغائبين لنفس السبب دون الإعلان أيضًا عن تفاصيل إصابتهم حتى الآن.

الجيل الحالى فى تقديرى لم يقدم شيئًا، لذلك علينا تجديد الدماء، ولكن هذا لن يحدث سوى بتغيير المنظومة الرياضية ومنح الفرصة لكوادر أصحاب مستوى علمى رفيع فى مجال كرة القدم، مما سيترتب عليه قدوم مدير فنى كبير صاحب خبرات وسمات شخصية قوية ستكون أولى قراراته خروج هذا الجيل من حساباته دون تردد ليبدأ مرحلة البناء لسنوات قادمة كلها إنجازات على جميع الأصعدة.