السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى.. بالصناعة.. مصر تستطيع (2)

أنا وقـلمى.. بالصناعة.. مصر تستطيع (2)

كانت الساحة الإفريقية مُهيَّأة تمامًا لدور مصرى قوى، وذلك عندما تحولت مصر من المَلكية إلى الجمهورية عقب ثورة يوليو «1952»، وساهم فى القيام بهذا الدور استلهام حركات التحرّر الإفريقية النموذج الذى قدمته ثورة يوليو للتحرّر من الاستعمار، وبما أن القارة السمراء تُمثل عمقًا استراتيچيًا لمصر وهو ما أدركه الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر الذى استطاع أن يقود إفريقيا، ليس فقط نحو التحرّر من الاستعمار؛ إنما أيضًا إلى توحيد مواقفها تجاه العديد من التحديات، ولأن هناك تشابهًا كبيرًا فى التحديات بين مصر وإفريقيا، كانت هذه التحديات هى السبب وراء عودة مصر لمحيطها الإفريقى بعد ثورة «30 يونيو 2014»، وبعد أن كانت هذه التحديات قديمًا الاستعمار والتبعية، أصبحت فى العصر الحالى مواجهة الإرهاب ومعركة التنمية، لذلك تُعَد الأوضاع الاقتصادية التى تواجهها دول القارة همزة وصل مع مصر؛ لتحقيق التكامل الاقتصادى مع الدول الإفريقية، لذلك جاءت النسخة السادسة من مؤتمر «مصر تستطيع بالصناعة»، الذى عُقِد على مدار يومين الأسبوع الماضى، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى بالعاصمة الإدارية الجديدة، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء؛ ليضع على رأس أولوياته الاستثمار فى السوق الإفريقية من جهة، ولكى يكون فرصة أمام الخبراء المصريين فى الخارج، ورجال الصناعة لرؤية كل المشروعات التى تقوم بها الدولة من جهة أخرى.



ولأهمية تواجُد إفريقيا فى المؤتمر، قام الرئيس «السيسى» بتكليف وزارة الهجرة بعَقد جلسات وورش عمل- داخل هذا المؤتمر المهم- خاصة بإفريقيا، وبالفعل تم تحديد أربع جلسات لمناقشة قضية الصناعة فى إفريقيا، منها جلسة خاصة بالصناعة قاطرة التنمية فى إفريقيا، بمشاركة عدد من المتخصصين فى التجارة فى الدول الإفريقية، كما كان هناك مائدة مستديرة خاصة برواد الأعمال المصريين فى الخارج والأفارقة، وتم عمل زيارة لهم ولقاء بينهم وبين رواد الأعمال المصريين فى الداخل، كما كان هناك جلسة ثالثة خاصة برجال الصناعة، شارك فيها «11» رجل أعمال إفريقيًا مع نظرائهم المصريين، وبمشاركة رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، ورجال الأعمال المصريين، الذين لهم مساهمات فى القارة الإفريقية، وتم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الإنتاج الحربى وشركة بابيرس الأسترالية، فى مجال إنشاء مصانع تحويل مخلفات أشجار الموز، إلى ورق وأسمدة عضوية ومنسوجات؛ خصوصًا أن مصر تمتلك «75» ألف فدان من شجر الموز، وكذلك تمتلك القارة الإفريقية مساحات هائلة منها، ومن خلال هذا البروتوكول سيتم فتح المجال أيضًا أمام المصانع فى الدول الإفريقية، لذا كان اهتمامى الشديد بحضور الجلسات الخاصة بإفريقيا؛ إيمانًا بأن التعامل مع السوق الإفريقية لتلبية احتياجاتها يكون من خلال التجارة- تصديرًا واستيرادًا- أو الاستثمار من خلال إنشاء شركات بالدول الإفريقية وفق الفرص المتاحة، ولكى يتم تعظيم حركة التجارة والاستثمار للمستثمرين المصريين المهتمين بالسوق الإفريقية، لا بُد من تعظيم دور ومخصصات صندوق ضمان مَخاطر الاستثمار والصادرات؛ خصوصًا أن جميع دول إفريقيا ترحب بالمستثمرين المصريين وتحترم مصر قيادة وشعبًا.. تحية واجبة لوزارة الهجرة بكل قياداتها وموظفيها وعلى رأسهم الوزيرة نبيلة مكرم، على تنظيم هذا المؤتمر المهم ونجاحه هو وكل النسخ التى سبقته.. وتحيا مصر.