محمد جمال الدين
اعرفوا السبب أولاً
فجأة ودون سابق إنذار أو حتى تمهيد احتل اسم محمد الشوربجى، لاعب الإسكواش والمصنف الثالث عالميًا، تريند مصر على تويتر، بعد إعلانه قرار اللعب باسم إنجلترا وليس باسم مصر فى المحافل الدولية للعبة، لتشهد مواقع التواصل الاجتماعى مساجلات ما بين المعارضين والمؤيدين لقرار اللاعب الذى شارك منذ أيام قليلة فى بطولة الجونة الدولية تحت اسم وعلم مصر، ليدخل على خط الأزمة اتحاد اللعبة بإصداره بيانًا يؤكد فيه أن الشوربجى يفضل العيش خارج مصر، ولهذا كان يعتذر فى أحيان كثيرة عن تمثيل مصر حين يتم استدعاؤه فى بطولات العالم للرجال، عكس شقيقه الأصغر مروان الذى كان سريع الاستجابة فى انضمامه للمنتخب، وأضاف بيان الاتحاد أن اللاعب حصل على العديد من المساهمات المالية طبقًا للوائح والصادر بها قرارات وزارية على مدار الأعوام الماضية، وكذلك سدد بالنيابة عنه رسوم الاشتراك السنوى فى منظمة اللاعبين المحترفين للعبة، كما تم تكريمه من الرئيس عبدالفتاح السيسى وحصل على وسام الرياضة من الدرجة الأولى فى 1 يناير2018، كما أنه كان يطلب فى فترات مختلفة مساعدات من الاتحاد، على سبيل المثال عند فقده جواز سفره فى هونج كونج- ديسمبر 2015، واستمرت إقامته فى إنجلترا لحين بلوغ سن التصالح للحصول على الإعفاء النهائى من الخدمة العسكرية، ثم قام اللاعب بعد ذلك ببدء الإجراءات للحصول على الجنسية البريطانية والتى ساعده فيها أحد زملائه من اللاعبين الإنجليز، وكان من تسهيلات الحصول عليها اللعب باسم المنتخب الإنجليزى، لهذا كان متوقعًا أن يمثل إنجلترا فى أى مناسبة قادمة.. بالطبع البيان لم يغفل تذكير من يهمه الأمر أن مصر لديها العديد من اللاعبين الموهوبين بدليل وجود 6 لاعبين مصريين ضمن أفضل 10 لاعبين على مستوى العالم فى التصنيف الدولى، وهم جميعًا محترفون وكل لاعب محترف له قناعاته الشخصية.
انتهى بيان اتحاد اللعبة الذى لم يذكر شيئًا عن الأسباب التى جعلت لاعبًا تصنيفه الثالث عالميًا يلعب باسم بلد آخر، لاعب يعيش فى إنجلترا منذ أن كان عمره 15 عامًا، حيث التحق بمدرسة ميلفيلد فى سومرست، ومع هذا يحتل المركز السادس فى قائمة أكثر اللاعبين حصدًا للبطولات بـ44 لقبًا، واحتل صدارة التصنيف الدولى لمدة 7سنوات خلال الفترة من 2014 وحتى 2021، وقتها لم يتكلم أحد عن إقامته فى إنجلترا، أو عن تخاذله فى تمثيل مصر، ولم نعرف شيئًا عن جواز سفره الذى فقد وموقف اتحاد لعبته فى مساعدته فى هذا الشأن، رغم أننى أرى أنه من أساسيات عمل أى اتحاد فى مساعدة ودعم بطل من أبطاله، إلا إذا كان الأمر يكاد يكفى أن يذكرنا أنهم وقفوا بجانبه ليثبتوا للقاصى والدانى أنهم قدموا له الدعم ردًا على ما يدعيه عليهم بأنهم لم يقفوا بجانبه ولم يدعموه، خاصة بعد أن تجاهلوه من قبل حين استقبلهم رئيس الوزراء.. عمومًا بيان الاتحاد من وجهة نظرى ضعيف لأنه لم يكشف أسباب ما فعله الشوربجى، ولم يكشف أيضًا هل دفع رسوم الاشتراك السنوى فى منظمة اللاعبين المحترفين للعبة كان يتم له وحده أم هو إجراء متبع مع غيره من لاعبى المنتخب المصرى المحترفين.
من حقنا أن نعرف وعلى اتحاد اللعبة أن يصارحنا بالأسباب الحقيقية الكاملة، حتى لا نترك باب الاجتهاد مفتوحًا لمن يعلم ومن لا يعلم، ويكفى أن مواقع التواصل الاجتماعى تقول إن الشوربجى لم يتخذ قراره باللعب لإنجلترا إلا بعد محاربة الاتحاد المصرى للإسكواش له منذ 2003، حسب ما ذكره زياد سالم أحد لاعبى هذه الرياضة، من أن الشوربجى لم يجد أدنى اهتمام، بل كانت تتم محاربته، وهذا ما أكده الشوربجى بنفسه فى تصريحاته عبر «بى. بى. سى»، حين قال: «لأول مرة أتلقى كل هذا الدعم الذى لم أر مثله فى حياتى».. وأكمل: «لسنوات طويلة لم يفكر فيّ أحد كان يجب أن يأتى الوقت الذى أفكر فيه بنفسى. كنت أنزعج بشدة عندما أتواجد بمطار القاهرة فى كل مرة أحضر فيها إلى مصر وأجدهم يفتخرون بصور لاعبى مصر فى المطار، وأنا اللاعب الوحيد الذى لا تتواجد له صورة، تلك التصريحات تحديدًا هى نفسها التى اتفق معها بطل الاسكواش السابق أحمد برادة حين صرح فى أحد البرامج أنه اكتشفت أن الشوربجى يعانى من شرخ كبير، وأكد أنه لا يحصل على عقد رعاية من اتحاد اللعبة منذ 3 سنوات ولا يحصل على أى دعم.. وأضاف: «هناك شرخ كبير يحدث فى اللعبة حاليًا، واللاعبون طالبونى بإيصال أصواتهم ولا بد من احتوائهم»، وحذر من أن هناك لاعبين آخرين فى طريقهم للتجنيس إذا لم تنصلح الأمور التى للأسف لا نعلمها، ولذا نطالب بتوضيحها حتى لا نجد أنفسنا فقدنا الريادة فى لعبة نتسيدها على مستوى العالم حتى ولو كانت غير أوليمبية.