الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«إيمان جنيدى» أول مايسترو بصعيد مصر تقود فرقة موسيقية: أعيش على الإرث الفنى لمطربى الزمن الجميل

جاءت من الصعيد حاملة معها أحلامًا تسعى إلى تحقيقها، حتى تربعت على عرش الموسيقى.. المايسترو «إيمان جنيدى» واحدة من النماذج المصرية المشرفة، التى فازت بمسابقات عديدة، وكان لديها فرقة ناجحة عرضت فى كل محافظات مصر وذاع صيتها فى الوسط الفنى، وكونت فرقة فى بنى سويف من المحترفين اسمها «فرقة المايسترو»، ثم انتقلت إلى القاهرة وتتوالى نجاحاتها عبر رحلتها الفنية.. إليكم تفاصيل الحوار:



 

 بصفتك من أسرة صعيدية بمحافظة بنى سويف.. هل ترددت فى دخول ذلك المجال؟

- نشأت فى أسرة فنية؛ فلدينا الرسام والعازف على العود والبيانو، وعندما حان وقت دراستى الجامعية، لم أتردد فى اختيار الدراسة بكلية التربية الموسيقية فى الزمالك مثل شقيقتى الكبرى لتحقيق حلمى، وسافرت إلى المدينة الجامعية بالقاهرة نحو شغفى، حتى حصلت على بكالوريوس التربية الموسيقية عام 1984، وكنت متفوقة فى الدراسة.

ومن مُلهمك الأول؟

- والدى طبعًا.. كان مهندسًا وهوايته العزف على العود، فعلمنى عزف أجمل المقطوعات، كما ساعدنى كثيرًا فى دراستى.

 ما أبرز الصفات التى يجب أن يتحلى بها المايسترو؟

- أولًا لا بُد أن يتمتع بالمرونة فى التعامل، ثانيًا الذكاء؛ لأننا نكون بصدد مواقف صعبة جدًا على المسرح فلا بُد من إدارتها جيدًا ودون ملاحظة الجمهور، ثالثًا سرعة البديهة وامتلاك خطط بديلة، رابعًا ضرورة إلمامه بكل شىء فى الفرقة مع تطويره الدائم لنفسه ولقدراته، وخامسًا تأتى قدرته على اكتشاف وتنمية المواهب وصقلها.

 ما أكثر المواقف السيئة التى تعرضتِ لها؟ 

- هناك العديد من المواقف السيئة، ومنها على سبيل المثال عندما يخرج أحد عن درجة الركوز أو يفعل ما يُعرف «بالنشاز»، وسهو عازف آلة موسيقية مهمة كالدرامز، وغيرها من المواقف التى نتداركها على المسرح ونديرها جيدًا.

 وأنت تتحدثين تبادر إلى ذهنى أن موهبتك وصلت إلى النور وعرفناها لأنك من أسرة فنية مشجعة.. لكن هناك مواهب موسيقية عديدة لم تأخذ فرصتها بعد بسبب نشأتها فى إحدى محافظات الصعيد.. هل هذا التصور صحيح؟

- صحيح؛ فهناك العديد من الأسَر تحطم طموحات أبنائها، وغالبية ذلك يحدث فى الريف والقرى، وهناك من يفضل تركيز ابنه أو ابنته فى الدراسة فقط وعدم الالتفات إلى الموهبة، رُغم أن التشجيع على الموهبة خير حافز وداعم للاستمرار فى المذاكرة والدراسة، وأرى أن الموهبة من نعم الله علينا التى لا يصح أن تظل كامنة وعلينا أن نطلق لها العنان.

 كل مايسترو يفضل آلة موسيقية.. فما هى أقرب الآلات الموسيقية إليك؟

- العود والبيانو، لكننى أفضل العود أكثر.

 ومن أكثر مطرب تفضلين سماعه من عمالقة الزمن الجميل؟

- الكل طبعًا.. وأنا أعيش على ألحانهم وعلى إرثهم الفنى الكبير الذى تركوه لنا ليحكى عن مَجد الأغنية والموسيقى ويمتعنا جميعًا، وأحب تجديد ذلك التراث السمعى للشباب بالأخص؛ لأننا ابتعدنا عن الطرب واتجهنا إلى المهرجانات والأغانى السريعة، وغير سماع السيدة «أم كلثوم» التى لمست القلوب والمَشاعر وتسللت داخل كل بيت عربى وأيضًا موسيقار الأجيال «محمدعبدالوهاب»، أحب تسليط الضوء على فطاحل لم يُذكروا بشكل كبير كمحمد رشدى ومحرم فؤاد وكارم محمود.. وهناك عباقرة لم نسمع عنهم وأعمالهم على المسرح يكون لها صدًى رائع ويحبها الناس.

 ما الهدف الأساسى وراء تأسيس فرقتك الموسيقية؟

- كنت قائدة فرقة موسيقية ببنى سويف وأيضًا قائدة الفرقة القومية للموسيقى العربية فى الوقت نفسه، وحصدت العديد من الجوائز، ومن هنا جاءت الفكرة فبدأت بجامعة بنى سويف واخترت النماذج المتميزة جدًا أو المحترفين، ونفذنا بروفات كثيرة وكوّنا فرقة، واتجهت إلى القاهرة كى أعرض عمل ومجهود تلك البروفات ببنى سويف باسم فرقة المايسترو «إيمان جنيدى».. والحمد لله لاقت قبولاً رائعًا، فبدأت أعرض فى باقى الأماكن المختلفة.

 وما الصعوبات التى واجهتكِ فى تنفيذ ذلك؟

- الصعوبات كانت فى البداية فقط، فواجهت معاناة كبيرة عند قدومى إلى القاهرة؛ نظرًا لأننى لا أعرف أحدًا بخلاف بنى سويف التى كنت أعرف المواهب الحقيقية بها، فكان علىّ هنا بالقاهرة أن أشرع فى مقابلة الناس وأن أختار بدقة كبيرة من يصلح، وكنت أحيانًا فى البداية أقع فى أخطاء لكن سرعان ما تداركتها.. ومن وجدته ليس جديرًا بتلك الفرصة كنت أغربله (أحذفه) فى المرات المقبلة، ومع الوقت ازدادت خبرتى، وعرفنى الناس فى القاهرة وتهافتوا على التقديم فى الفرقة والاشتراك، وأصبحت أختار بعناية فائقة.

وبعد أن كنت أضطر إلى السفر وحدى من بنى سويف إلى القاهرة للاتفاق على الحفلات، ثم أعود إلى فرقتى وأستأجر استوديو لإجراء البروفات، ثم أستأجر أتوبيسًا للذهاب مع الفرقة، وغير ذلك من التكاليف، وجدت أن الحل الأفضل هو انتقالى للعيش فى القاهرة ومباشرة أعمال فرقتى بها.

 ما الجديد الذى تحضّرين له؟ وما هى أمنيتك كمايسترو؟

- أحضّر لحفلات تنظمها دار الأوبرا وذلك على مسرح معهد الموسيقى العربية لسماع الطرب الأصيل، وأمنيتى هى أن تحصل فكرتى على sponsor أو مَن يتبناها لتوفير الدعم المالى لها؛ لأننى أتكفل بكامل مصاريفها من مالى الشخصى، وأتمنى عمل زى رسمى لفرقتى مع إمكانية السفر، والمشاركة فى المهرجانات الدولية المختلفة، وأن يرى الناس كلهم المايسترو الصعيدية التى سعت من أجل تحقيق حلمها لتشجيع بقية النساء على تحقيق أحلامهن.