سمير صبرى.. الحلقة الأخيرة

فى لقاء من كتالوج برنامج «واحد من الناس» للإعلامى عمرو الليثى لخصت النجمة القديرة «سماح أنور» شخصية الراحل «سمير صبرى» فى عنوان بديع عندما قالت: كان «مدفى» حياة كل من يعرفه عن قرب حبًا وحنانًا ورقة.

هذا هو «سمير صبرى» حرفيًا وكما قالت «سماح» فقد كان يوزع حبه للجميع، وكل من يعرفه له مساحة لها تفاصيلها الخاصة جدًا وكان أشبه باتحاد نقابات وجمعيات فنية مجتمعة بسؤاله عن الجميع من دون إفراط أو تفريط وبحب كبير.

سمير صبرى الذي كان يقتل آلامه ويصارع الموت بالعمل مستمرًا فى تقديم دروس لكل من زاره فى محطته الأخيرة محتفظًا بوقاره واتزانه ورقيه وذاكرته القوية، سجل حوارًا إذاعيًا هو الأخير فى حياته مع الإعلامية إيناس جوهر قبل وفاته بـ96 ساعة، وحدد موعد إذاعته بنفسه بالتنسيق مع المخرج محمد تركى فى برنامجه «ذكرياتى» بإذاعة الأغانى يوم احتفال الإذاعة المصرية بمرور 88 عامًا على انطلاقها.. سمير اختار الإذاعية الكبيرة إيناس جوهر كرمز إعلامى وانتهز فرصة زيارتها له للتحدث معها فى حوار أشبه بمحاورات الفيلسوف اليونانى أفلاطون فى الجمال والإبداع والوجود والعدم.

الحوار الذي أذيع الثلاثاء الماضى عبر محطة «إذاعة الأغانى» ثمين بكل المقاييس؛ ليس لأنه يحشد جماليات العمل الإذاعى وثوابته، أو فصل من كتاب علم علوم العمل الإعلامى فقط، بل بالذكريات التاريخية لإيناس جوهر مع مشاهير مصر وإذاعة أكثر من 15 أغنية لعمالقة الغناء والحديث عن أكثر من 20 اسمًا فنيًا عظيمًا من نجوم الغناء ليترجم عشقه الخاص بالغناء والموسيقى أحد فروع إبداعاته كمغنٍ واستعراضي.

مخرج البرنامج «محمد تركى» أبدع فى توزيع اختيار أغنيات الحوار وانتقاء المناطق المؤثرة فيها سواء لطبيعة الحوار أو تعبيرًا عن رحيل سمير بخلاف الأغنيات التي طلبتها إيناس جوهر أو التي اختارها سمير صبرى نفسه.

فى حوار العمالقة  «سمير وإيناس» وهما من أئمة الفكر الإعلامى فى العالم العربى مرح شريط الذكريات عن نجوم الغناء الجميل وفى مقدمتهم سيدة الغناء وكوكب الشرق أم كلثوم، والمفاجأة أن المخرج محمد تركى وبذكاء شديد وبإحساس فنى عالٍ أذاع أغنية «ياصوت بلدنا» التي قدمتها سيدة الغناء العربى خصيصًا بمناسبة عيد الإذاعة رغم عدم إذاعتها فى نفس الإذاعة ضمن فقرات إحياء الذكرى الـ88 بغرابة شديدة وانفرد البرنامج بها.

من صوت ثومة وصوت بلدنا إلى صوت محمد عبدالوهاب وحليم وفايزة أحمد ووردة وصباح وشادية وأغنيتها الخالدة «ياحبيبتى يامصر» وكانت من اختيار سمير صبرى وفى إشارة منه بعظمة الأغنية وخلودها وفى الوقت نفسه تلخيص لحبه الكبير لمصر أم الدنيا ووطن أولياء الله المبدعين.. روعة الحديث عن كل هؤلاء وما قدموه من أغنيات لم يخل من استعراض جماليات ألحان موسيقار الأجيال وعظمتها ومحمد الموجى وبليغ حمدى ملوك التلحين فى مصر والعالم العربى وذكريات إيناس جوهر معهم فيما قدموه من روائع غنائية من الصعب أن تتكرر.

حلقة سمير وإيناس هى الحلقة الأخيرة له مع الإذاعية العملاقة إيناس جوهر التي أهدته بصوتها الساحر مقدمة حلقات البرنامج فى بداية انطلاقه منذ سبعة أعوام، أما الحلقة فإنها درس كبير لمن يهمه الأمر.. وبدأتها إيناس  برثاء لسمير وقالت: أصدقائى كل مستمعى إذاعة الأغانى وكل عشاق فن النجم العظيم.. أستاذى وأخى الغالى سمير صبرى. هنسمع مع بعض حلقة من آخر ما سجل وكنا متواعدين أن نسمعها سوا لكن للأسف لم يمهلنا القدر ذلك.. معلش هايوحشنا صحيح، أرجو أنها تعجبكم.. أنا اسمى «إيناس جوهر» تلميذة فى مدرسة سمير صبرى.

أخيرًا فإن «المجد للمبدعين».