الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من «بنوك الحليب».. للبيع على الإنترنت كيف يواجه الشعب الأمريكى أزمة نقص «لبن الأطفال»؟

أزمة جديدة تطال إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لكن هذه المرة تضرب أطفال أمريكا، حيث تشهد الولايات المتحدة نقصاً نادراً فى حليب الأطفال، فى أزمة تثير قلق ملايين الآباء والأمّهات فى سائر أنحاء البلاد، خاصة أن 25 % من أطفال الولايات المتحدة يعتمدون بصورة أساسية على الألبان الصناعية ومشتقاتها، وعلى الرغم من محاولات الرئيس الأمريكى لاحتواء الأزمة، فإنه حتى الوقت الراهن لم تنجح كافة الحلول المقترحة من قبل بايدن لتخفيف قلق شعبه، حتى بعد إعلان الإدارة الأمريكية إرسال طائرة شحن عسكرية من دول أوروبية لجلب عدد من عبوات حليب الأطفال.. لكن مازالت الأزمة مستمرة، الأمر الذى دعا العديد من السيدات للبحث عن حلول بديلة تكفى أطفالهن، منها «بنوك حليب الأم» وشراء «حليب الأم من الإنترنت» وغيرهما.. لتتجه معاناة الشعب الأمريكى إلى منحى خطير وفق منظمة الصحة والغذاء FDA لما قد تحتويه هذه الحلول من مخاطر أخرى تهدد حياة الأطفال.



 تفاقم الأزمة

«لم أتخيل يومًا أن أواجه أزمة فى توفير الحليب لطفلى الرضيع، بينما نعيش فى الولايات المتحدة».. «إدارة بايدن فشلت مرة أخرى فى مواجهة أزمة وطنية.. ويجب على الرئيس التعامل بصورة جادة لتوفير حليب الأطفال» بهذه الشهادات نقلت وسائل الإعلام الأمريكية حالة الغضب التى انتابت الشعب بسبب سوء إدارة بايدن لأزمة نقص حليب الأطفال والتى انفجرت فى جميع أنحاء الولايات منذ فبراير الماضى، متخذة منحنى خطرًا للغاية، حتى إن بعض المتاجر قد حددت 3 عبوات من الحليب حدًا أقصى للشراء.

وكان الرئيس الأمريكى قد أرجع تفاقم هذا الوضع بسبب الأزمة الروسية – الأوكرانية، التى أثرت على سلاسل التوريدات، وعلى حركة الاستيراد، مؤكدًا أن إدراته قد تعاملت مع الموقف الراهن بصورة سريعة وجيدة، كما تعمل الحكومة الأمريكية بكافة طاقتها لتجاوز هذه المحنة والتى يدفع ثمنها أطفال الولايات المتحدة.

وبدأت مشكلة نقص الحليب فى فبراير الماضى، بعد الكشف عن عبوات فاسدة لحليب الأطفال تتبع لإحدى الشركات، واحتوائها على بكتيريا نادرة قد تكون السبب فى وفاة طفلين من ولاية مشيجان.

ومع مصادرة منتجات هذه الشركة من الأسواق، تفاقمت أزمة نقص المعروض من عبوات حليب الأطفال، وقد تولت لجنة الرقابة بمجلس النواب التحقيق حول هذا الموضوع، وبحسب صحيفة «ذا هيل» خاطبت اللجنة 4 شركات محلية، تسيطر على 90 % من إنتاج ألبان الأطفال فى البلاد.

وقد كشفت التحقيقات عن اضطراب فى حركة الإنتاج منذ عدة أشهر بسبب نقص فى اليد العاملة جراء جائحة كوفيد - -19، وكذلك بسبب أزمة سلاسل التوريدات.

وبحسب شركة «داتا سمبلى» المتخصصة فى خدمات البيانات والتى تتابع مخزون حليب الأطفال فى أكثر من 11 ألف متجر، أن 43 % من المنتجات الأكثر مبيعاً كانت غير متوفرة حتى نهاية الأسبوع الثانى من مايو الجارى، وفى خمس ولايات، اختفت أكثر من نصف منتجات حليب الأطفال من المتاجر.

وحتى منتصف الشهر الجارى، خلت أرفف متاجر البقالة من حليب الأطفال فى العديد من المدن فى الولايات المتحدة، فيما استمرت الحكومة الفيدرالية فى اتخاذ خطوات غير مسبوقة نحو تسريع إنتاج وتوزيع المكملات الحيوية.

 عملية «طيران حليب الأطفال» 

وقد وصلت طائرة شحن عسكرية تابعة للجيش الأمريكى، إلى الولايات المتحدة قادمة من ألمانيا، الأحد 22 مايو 2022، وعلى متنها عدة أطنان من عبوات حليب الأطفال، فى خطوة غير مسبوقة للإدارة الأمريكية.

وحسب تصريحات لبرايان ديز، المستشار الاقتصادى، للرئيس بايدن، لشبكة سى إن إن، فإن الشحنة الأولية يمكن أن تغطى نحو 15 %، من الطلب العاجل على حليب الأطفال فى البلاد.

وكانت الرئاسة الأمريكية، قد قالت فى بيان يوم 19 مايو 2022، إنّ وزارة الدفاع «ستستخدم عقودها مع شركات طيران تجارية، كما فعلت خلال الأشهر الأولى من جائحة كوفيد، لنقل منتجات من مصانع فى الخارج» بما يتّفق مع معايير السلامة الأمريكية.

وأضافت أنّ هذا الجسر الجوى الذى أطلق عليه اسم «عملية طيران حليب الأطفال» (Formula Fly Fly) سيتيح «تسريع استيراد حليب الأطفال وتوزيعه» وسيقدّم دعماً لمصنّعى هذا المنتج الأساسى «الذين يواصلون زيادة إنتاجهم».

كما أوضح البيت الأبيض فى بيان، أنّ بايدن قرّر أيضاً الاستعانة بـ«قانون الإنتاج الدفاعى»  الذى أُقرّ فى حقبة الحرب الباردة، مشيراً إلى أنّ الإدارة ستطلب بموجب هذا القانون من منتجى المكوّنات اللازمة لإنتاج حليب الأطفال إعطاء الأولوية فى تسليم الطلبيات إلى الشركات المصنّعة لهذه المادّة.

ولفت البيان إلى أنّ «الطلب من الشركات ترتيب أولوياتها وتخصيص (مواردها) لإنتاج المكوّنات الرئيسية لحليب الأطفال سيسهّل زيادة الإنتاج ويسرّع سلاسل التوريد».

كما أمر وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن بتنفيذ أولى الرحلات الجوية العسكرية التى تدعم هذه الجهود، ضمن جهود الإدارة الأمريكية للتغلب على أزمة النقص حليب الأطفال التى بدأت تتفاقم يوم تلو الآخر.

بنك الحليب.. ولبن المعاز.. بدائل أخرى

مع بداية تفاقم الأزمة أعلن الرئيس الأمريكى، خلال مؤتمر صحفى أن بالحكومة قد أنشأت موقعا خاصا لتسهيل معرفة منافذ البيع التى تتوافر فيها عبوات ألبان الأطفال، وأكد بايدن أنه سيتم العمل على توفير حلول مؤقتة أخرى منها زيادة عدد استيراد الألبان من الدول الحليفة، وإتاحة أنواع بديلة من الألبان منخفضة السعر للأسر الفقيرة.

ووفق تقرير لقناة «سى إن بى سى»  الأمريكية أورد أنه مع تفاقم الأزمة اتجهت بعض الأمهات للتبرع بحليبهن إلى ما يعرف بـ«بنوك حليب الأم»، وهذه البنوك تتبع بعض المنظمات وجهات مختصة بشئون المرأة للمساعدة على تحمل بعض نفقات الأطفال، خاصة للأمهات اللاتى يعشن على المعونات الحكومية.

ووفق القناة الإخبارية، ففى الماضى كانت هذه المراكز تخدم عددا قليلا من الأمهات، وتتلقى تبرعات بحليب الأم بصورة غير منتظمة، وهذا الحليب الذى يتم التبرع به تقوم الجمعيات باختباره فى معامل متخصصة تتبع الولاية للتأكد من صلاحيته وسلامته أولًا قبل عرضه للأمهات.

وأوضح تقرير «سى إن بى سى»، أن حكام بعض الولايات قد بدأوا الآن فى زيادة عدد هذه البنوك لاحتواء الأزمة، كما ناشدت الجمعيات الخيرية الأمهات للتبرع بألبانهن لإنقاذ حياة الأطفال الآخرين.

من جهة أخرى، ووفق مصادر محلية أمريكية، فإن بعض الأمهات قد بحثن عن بديل آخر لأطفالهن (خاصة من يعانون من أمراض تتطلب أنواعا معينة من الحليب) وكان هذا البديل هو «حليب الماعز»،  والذى يعادل وفق بعض الأطباء، بصورة كبيرة حليب الأم، الأمر الذى أدى أيضًا إلى نقص آخر لهذا النوع من الألبان فى متاجر البيع.

 بيزنس «الحليب»

وعلى جانب آخر من الأزمة، بدأ يظهر نوع جديد من البيزنس، وهو بيع الحليب على مواقع الإنترنت.

وفى تقرير على قناة Fox 13 الإخبارية، نقل أن بيزنس بيع حليب الأم أصبح من التجارة المنتشرة حاليًا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وأيضًا على بعض المواقع على الإنترنت.

وفى مقابلة لامرأة تدعى إليسا تشيتى، قالت إنها استطاعت أن تبيع 118 لتر حليب خلال فترة تفاقم نقص ألبان الأطفال، وأوضحت تشيتى، أنها فى بادئ الأزمة حاولت التبرع بحليبها للجمعيات الخيرية للمساهمة فى حل معاناة الأمهات، ولكن بسبب طول الإجراءات المتبعة فى هذه الجمعيات، فكرت فى أن تطرح حليب ثديها ع لى بعض مواقع وسائل التواصل الاجتماعى، حيث قدمت سعر الأونصة الواحدة من حليبها (29 مل) بقيمة دولار واحد، مضيفة «أنا على استعداد أن أقلل هذا المبلغ من المال مع الآباء المحتاجين».

ووفق تقرير القناة الأمريكية فإن تجارة بيع حليب الأم أصبحت من التجارة الرائدة الآن، خاصة أن الحكومة الأمريكية لم تعلن بصورة واضحة عن خطواتها لاحتواء الأزمة التى قد تستمر لأشهر.

من جهة أخرى، نقل موقع «Yahoo Finance»  أن العديد من الأمهات الآن يتجهن لبيع حليبهن لجنى آلاف الدولارات فى ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية الراهنة، وهو الأمر الذى يؤدى إلى العديد من المخاطر، فإن هذا النوع من الحليب لم يتم اختباره داخل المعامل للتأكد من صحته وخلوه من الأمراض قبل تناوله للأطفال، كما أن هذه الألبان لا تكون تحت إشراف إدارة الغذاء والدواء ( FDA) الأمريكية، مما قد يعرض أطفالا للعديد من الأمراض والعدوى.