الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رسالة إلى شهداء الوطن

رسالة إلى شهداء الوطن

أثارت فى نفسى أخبار استشهاد أبطالنا من رجال القوات المسلحة فى سيناء العديد من المشاعر، أهمها أن هذا البلد لم ولن يستسلم قط للإرهاب، وأن هذا الشعب العظيم لن يقبل أن يضع يده يومًا فى يد هؤلاء القتلة أعداء الوطن والدين، وهذا ما تجلى فى البيان الذى صدر عن القوات المسلحة المصرية عقب استهداف هؤلاء المجرمين ثأرًا لدماء الشهداء، لذلك وجدت نفسى أمسك بالورقة والقلم لأكتب رسالة إليهم أعبر فيها عن مكنون مشاعرى لأبناء وطنى الشهداء، أقول فيها: أعزائى أبناء وطنى الغالى رغم غياب جسدكم، إلا أن روحكم مازالت ترفرف بين ذويكم وأبناء وطنكم، فراقكم يؤلم جل من يعرفكم، ولكن ذكراكم باقية فى القلوب يتناقل سيرتها الأهل والأصدقاء ورفقاء السلاح وأبناء الوطن، شهادتكم لا ينالها إلا الرجال ممن يهبون أنفسهم للذود عن بلادهم، دفاعًا عن كرامة هذا الشعب وحريته، لهذا هنيئًا لكم أيها الأبطال نيل شرف الشهادة، رغم علمى وعلم الجميع أنكم أحياء، وعند ربكم ترزقون، نحن نبارك نيلكم هذا الشرف، مثلما نبارك لأسركم وأبنائكم وأحبتكم، كما نبارك لأنفسنا ونعزيها فى نفس الوقت لفقدانكم، حينما وقفتم متصدين لطيور الظلام التى تسعى لهدم مصر وشعبها، نعلم أن الله اصطفاكم لتدافعوا عن هذا الوطن، فأين نحن منكم ومن بطولاتكم يا رفاق الأنبياء فى الجنة، يا أصحاب الروح الطاهرة التى ضحت بنفسها لأجل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، فالشهادة شرفٌ لا يناله إلا من تمكن الإيمان من قلبه، وجعل حب الله تعالى هو الحب الأول والأخير بالنسبة لكم، ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى لكم كرامات عدة، أولها أنه يغفر ذنوبكم جميعًا عند أول دفقه من دمائكم، كما ترون منزلتكم العظيمة التى أعدها الله سبحانه وتعالى لكم فى الجنة، وكذا يشفع لسبعين من أقاربكم، فياله من شرفٍ ليس بعده شرف، خصكم به الله دون الجميع، لأن التجارة مع الله سبحانه وتعالى أبقى ولا تبور قط.. تضحياتكم يعجز القلم عن التعبير عنها ويقف أمامها حائرًا، بطولتكم ستبقى خالدة يحكى ويتحاكى عنها الأبناء والأحفاد عبر تاريخ مصر، التى بذلتم من أجلها النفس الطاهرة التى حرم الله قتلها إلا بالحق، ولكن عزاءنا أننا بكم وبهذه النفس نتحرر ونفخر، خاصة بعد أن تحولت جنازاتكم عقب استشهادكم برصاص الغدر والخيانة والإرهاب إلى احتفالات وطنية، وأكد المشاركون فيها على استعدادهم للتضحية بالدماء والروح، وتقديم المزيد من التضحيات فى سبيل رفعة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره، لذا أعتقد أن أكثر ما يبهج شهداء الوطن، هو انضمام المزيد من الشهداء الأبرار إلى قوافلكم، لأن ذلك يعنى أن القضية التى استشهدتم من أجلها لا تزال فى أيد أمينة لا تهاب الموت، هذا ما يؤكده التاريخ، فتضحيات شهداء مصر قديمًا وعبر حروبها المختلفة فى سبيل نيل حريتها وكرامتها تستكمل اليوم على يد الأبناء من رجال القوات المسلحة والشرطة، وبفضل دمائكم الطاهرة التى تراق على أرض سيناء، ستبقى مصر قوية صامدة أمام أى معتدٍ تُسول له نفسه أن يحاول الاقتراب منها للنيل منها أو الإساءة إليها.



لذلك أقر لكم أيها الأبطال بالجميل وحسن الصنيع، كما أوجه التحية والتقدير والعرفان لأسركم الكريمة العظيمة التى قدمت عن طيب خاطر فلذات أكبادها فداء للوطن، وتبدى استعدادها لتقديم باقى أبنائها فداء للوطن.

أختم رسالتى بتقديم كل الشكر والعرفان والتقدير إليكم أيها الشهداء، وكل القداسة والطهارة والمجد والخلود لأرواحكم الخالدة، وعهد علىّ وعلى كل مصرى مواصلة الدرب الذى سلكتموه لنكون جديرين بهذا الإرث الذى أورثتمونا إياه، بعد أن كتبتم أسماءكم بأحرف من نور فى سجل الخلود، رغم أنف الإرهاب الأسود والقائمين عليه.