السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رحلة تطور المغنى «عادل إمام»

عندما نتأمل إيرادات موسم أفلام عيد الفطر، ونجد أن فيلم (واحد تانى) لـ«أحمد حلمى» يتصدر شباك التذاكر، وفى الوقت ذاته نجد أغنية الفيلم (بص الحركة دى) بصوته مسيطرة على ترند السوشيال ميديا، وفى الموسم الذى سبق عيد الفطر، ألا وهو موسم الصيف، نجد أن أغنية (الغزالة رايقة) التى غناها «كريم محمود عبدالعزيز» مع الطفل «محمد أسامة»، ساهمت فى الانتشار الجماهيرى للفيلم؛ فسندرك جيدًا أهمية أن يكون الممثل قادرًا على تقديم أغانٍ لزيادة الترويج للأعمال التمثيلية.



 

وإذا كان هذا المقال مخصصًا عن الاحتفال بعيد ميلاد الزعيم «عادل إمام»؛ فمن الإنصاف أن نؤكد أنه واحد من رواد تقديم الأغانى الناجحة داخل أعماله التمثيلية، سواء كانت هذه الأعمال فى الدراما الإذاعية، أو السينما، وقطعًا المسرح، والمميز فى الزعيم أنه يقدم الأغانى بشكل احترافى، فى عصر ما قبل سيطرة البرامج والتقنيات فى صناعة الأغنية، التى قد تساعد الممثلين كثيرًا فى «ضبط الأداء الغنائى»!

أشهَر أغانى «عادل إمام» قطعًا هى التى قدمها فى مسرحية (مدرسة المشاغبين) عام 1971، من كلمات «عبدالرحمن شوقى» وألحان «سيد مكاوى»، التى كان يقول فيها مقطع «أنا الزعيم الأباصيرى»، وبسبب النجاح الجماهيرى الكبير لهذه المسرحية، انتشرت الأغنية بشكل كبير، وبسببها أصبح ينتشر لقب «الزعيم» يصاحب «عادل إمام»، حتى تم تأكيده وإثباته بشكل رسمى مع مسرحيته التى حملت اللقب نفسه عام 1993.

هذه الأغنية كانت تذاع فى العروض المسرحية بشكل مباشر، ولم تكن مسجلة صوتيًا، وتلعب على طريقة «البلاى باك» كما يحدث حاليًا، وصعوبتها فى كون جميع المؤدين يقومون بحركات استعراضية أثناء الغناء، وهو أمرٌ مرهق وشاق للغاية، وكان يجب عليهم الالتزام بالإيقاع الموسيقى الذى وضعه «أبوزيد حسن» قائد الأوركسترا فى العروض المسرحية، وكل هذا تم بإتقان شديد، وانتشرت الأغنية فى وقتها وحققت النجاح الجماهيرى، حتى جاء شهر رمضان الماضى، ووجدنا إعلان «حياة كريمة»، للفنان «أمير عيد»، الذى أعاد إحياء اللحن الأصلى للفنان «سيد مكاوى»؛ ليذكر الجمهور بالأغنية الأصلية فى المسرحية، وتزداد شعبيتها مرّة أخرى وسط جمهور لم يكن عاش فترة عرض المسرحية من الأساس.

بعد هذه التجربة دخل «عادل إمام» تجربة غنائية أخرى مع العندليب «عبدالحليم حافظ» فى المسلسل الإذاعى (أرجوك لا تفهمنى بسرعة)، هذا المسلسل عُرض فى عام 1973، وفى شهر رمضان الكريم، والأغنية من كلمات «محمد حمزة» وألحان «منير مراد»، وكانت باسم (استعراض الطلبة)؛ استكمالاً لنجاح «عادل إمام» فى دور الطالب المشاكس أبو دم خفيف، الذى يُعتبر واحدًا من مؤسّسى الـ«ألش»، قبل ظهور عالم السوشيال ميديا، عندما قال «مهية وياسين» بشكل غنائى، مستغلاً النجاح الجماهيرى لموال «بهية وياسين»، لدرجة أن كوميديانات الجيل الحالى، أصبحوا يعتمدون بشكل أساسى على مفهوم الـ«ألش» فى جميع أعمالهم؛ تأثرًا بمدرسة الزعيم مع فارق التوظيف!

قطعًا «عادل إمام» لم يكن الممثل الوحيد الذى يقدم أغانى ناجحة؛ فقد فعل ذلك أيضًا «سمير غانم، فؤاد المهندس، عبدالمنعم مدبولى، وصديق عمره سعيد صالح»، ولكن «عادل إمام» لم يقدم الغناء الكوميدى فقط كما كان يفعل «فؤاد المهندس وسمير غانم» على سبيل المثال؛ بل كان يقدم نصائح اجتماعية فى كبسولات غنائية للجمهور مثلما قال فى أغنية مسرحية (الزعيم)، «الشعب اللى مصيره فى إيده هو الفارس هو الحارس.. والأحلام مش عايزة فوارس الأحلام بالناس تتحقق»، وكأنه ينتقد عموم المصريين فى انتظارهم للشخص المخلص الذى سيقودهم للتغلب على المشاكل السياسية والاجتماعية، أو مثلما فعل حتى فى فيلم (حنفى الأبهة) فى أغنية «قالك إيه»، عندما قدّم نقدًا اجتماعيًا للطبقات الغنية التى تصرف الكثير من أموالها فى تزيين المنازل بالتحف والأنتيكات، بينما هو وعائلته وأصدقاؤه يتشاجرون ويقتلون بعضهم بعضًا على آلاف الجنيهات، والمفهوم نفسه أكده فى أغنية مسرحية (الواد سيد الشغال).

تجاوُبُ «عادل إمام» مع أذواق الجماهير على مدار خمسين سنة، لم يكن مجرد صدفة، ومثلما فعل بالتمثيل فعل أيضًا بالغناء، وإذا كان بدأ الغناء بألحان «سيد مكاوى ومنير مراد»؛ فهو أيضًا عاصر «عمرو مصطفى» وقدّم معه أغنية (مرجان أحمد مرجان)  عام 2007، على طريقة غناء «شاكيرا» فى أغنية افتتاح كأس العالم 2006 على إيقاعات موسيقى الـ»reggaeton».