السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية

الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية

 عندما وجَّه الرئيسُ عبدالفتاح السيسى الدعوةَ لإطلاق حوار وطنى يضم جميع أطياف الوطن، تأكدتُ أن وطننا يسير فى الطريق الصحيح؛ خصوصًا بَعد أن انعدمت فرص الحوار فى زمن سابق على يد فئة باغية، كانت ترفض أىَّ حوار يبعدها عن أخونة مصر، وهذا ما جعل وطننا يمر بحالة من الفوضى لم يشهدها من قبل، فوضى كادت أن تعصف به وباستقراره وأمانه، ولهذا تحديدًا توقفتُ أمام الجملة التى قالها الرئيس فى أحد لقاءاته (الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية)، ثم عاد وكرّرها مرّة أخرى عندما عدّد أهمية الحوار ومدى جدواه لاستقرار الوطن؛ ليوضح لى ولغيرى أن جُل رأى سواء مؤيد أو معارض قابل للنقاش والأخذ والرد، دون إقصاء لأحد أو تمييز لشخص أو فصيل على الآخر، حينما يتعلق الأمْرُ بالوطن طالما أن الهدف الثابت فى النهاية هو المصلحة الوطنية، التى لا يجب أن يختلف عليها أى مصرى مُحب لوطنه، مغايرًا بذلك المعنى المعروف لنفس القول فى السابق حينما كان الكلام ينحصر فى (الود) والوقوف معه أو ضده هو القضية، اليوم الأولى بالاهتمام هو (الوطن) الذى يضمنا جميعًا تحت رايته، وما عدا ذلك من أقوال وتصريحات من قبَل بعض الانتهازيين وأصحاب المصالح الخاصة، فى شأن الوطن فهؤلاء يحق عليهم القول بأنهم ليسوا منّا ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن نَصفهم بكونهم مصريين؛ لأن الوطن الذى يضمنا ونتحدث عنه وعن مصلحته يأتى فى المرتبة الأخيرة لديهم، فمصالحهم وأهدافهم الخاصة وأطماعهم هى ما تشغل فكرهم، حتى لو وصل بهم الحال إلى عرضه للبيع لمَن يدفع أكثر، ولذلك ليس لهم من مكان بيننا، بَعد أن تلوثت أياديهم بدماء مواطنين مصريين أبرياء جُل ذنبهم أنهم أحبوا وطنهم وأقسموا على حمايته وحفظ أمنه من قبَل أى معتدٍ أو عميل، لهذا سعدتُ بدعوة الحوار، الذى أعتقد جازمًا أن لبنته الأولى تأسّست منذ عقد أول مؤتمرات الشباب (التى تكررت بشكل دورى عقب ذلك)، وفيها طرحت آراء وأفكار مؤيدة وأخرى مُعارضة فى العديد من شئون حياة واهتمامات المصريين؛ حيث تحدّث جُل من حضرها على سجيته دون رقيب أو حسيب، سوى الضمير الوطنى الذى أفقدنا إياه عن عمد وتعمد مَن ابتلينا بهم فى فترة زمنية الحمد لله أنها لم تطل، فترة احتكر فيها مَن يتمسحون بالدين الرأىَ تحت دعاوَى كاذبة بأنهم يسعون لكشف الحقيقة ونشر الوعى وقيم العـدل والحرية، بين أبناء الشعب المصرى، وهو بالمناسبة المنهج نفسُه الذى اتبعه إعلامهم وقنواتهم الفضائية التى أسّسوها لخدمة أغراضهم فى النَّيْل من مصر وشعبها، حتى انكشف هدفُهم عقب انعدام الوطنية فى قلوبهم، فلفظهم المصريون مثلما لفظتهم الدول التى فتحت لهم أذرعها فى السابق، وهو المصير نفسه الذى ينتظرهم فى الدول التى ارتموا فى أحضانها حاليًا (إنجلترا مثالًا) بعد أن تأخذ غرضها منهم.



عمومًا هؤلاء المرتمون فى الأحضان أصبح أمرُهم لا يهمنا فى شىء، فما يشغلنا الآن هو بناءُ وطننا وتنميته لنجعله قادرًا على الوقوف أمام التحديات التى تواجه المجتمع الدولى وليس مصر فقط، لذلك جاءت دعوة الحوار الوطنى التى أطلق شرارتها الرئيسُ السيسى ثم إعلانه إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسى لجُل سجناء الرأى الذين لم يتورطوا فى قضايا دم أو إرهاب أو تخريب، مع ضرورة توسيع نطاق عملها لتشمل الغارمين والغارمات إلى جانب الشباب المحبوسين؛ لنؤكد للقاصى والدانى ولمنظمات حقوق الإنسان الخارجية المغرضة مثل هيومن رايتس ووتش وغيرها، التى تتربص بمصر على الدوام، أن الوطن يتسع للجميع، ولعل ذلك يُخرس الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الجماعة التى لا يشرفنى ذكر اسمها، التى تتعمد ترديد دعايات كاذبة عن العدل والحق المفقود فى مصر؛ لعدم إدراكهم أو تعوّدهم (وللحقيقة جهلهم وغبائهم)، أن الاختلاف فى الرأى فى مصرنا اليوم لا يفسد للوطن قضية.