الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دراسة إعلام الإخوان يواجه الموت الإكلينيكى

أصدر «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» دراسة ضمن «موسوعة تريندز حول جماعة الإخوان المسلمين»، وتحمل عنوان: «النشاط الإعلامى والاتصالى لجماعة الإخوان المسلمين.. الرؤية والأهداف والمستقبل».



وتحلل الدراسة النشاط الإعلامى والاتصالى للجماعة من خلال رصد المرتكزات الفكرية لخطابهم الإعلامى وتحديد اتجاهاته، والإطار الفكرى الذى اعتمدته الجماعة فى خطابها الإعلامى، كما يلقى الضوء على مراحل تطور الإعلام الإخوانى الذى بدأ بالوسائل التقليدية، ليتجه اليوم إلى الوسائط الرقمية الجديدة. 

 

ويتفحَّص الكتاب تأثير هذه الوسائط فى النشاط الإعلامى، سواء على المستويات الفردية أو الجمعية، وتبيان مدى تأثيره فى عمليات التجنيد والاستقطاب الجماهيرى. 

وأوضحت أن الجماعة راعت المرحلية فى أدائها الإعلامى، فكان تنقلها من مرحلة الدعوة إلى السياسة، ومن مرحلة المعارضة إلى الحكم ينعكس على مستوى خطابها الإعلامى، غير أنه ظل يتمحور حول أطروحتين مركزيتين تختزلان الرؤية الأيديولوجية للجماعة لكل من الدين والدولة، تتمثل الأولى فى «سمو الدعوة وقدسية الرسالة»، بينما تتجلى الثانية فى «ترابط الدين والسياسة».

وأكدت الدراسة أن جماعة الإخوان اعتادت منذ نشأتها على توظيف وسائل الاتصال والإعلام المتاحة فى نشر أفكارها وتحقيق أهدافها فى التعبئة والحشد، وتمكين الجماعة من التغلغل فى المجتمع المصرى والمجتمعات العربية الأخرى، مشيرة إلى أن إعلام الإخوان يواجه حاليًا أزمة حقيقية كبرى تضعه على طريق الاختفاء أو «الموت الإكلينيكى» نتيجة الانقسامات والصراعات الداخلية التى ضربت قيادتها وفقدانها التعاطف بين الشعب المصرى.

 مبدأ التقية

وأضافت الدراسة إن الإخوان يستخدمون الدين والشعارات الدينية لترسيخ أجندتهم والترويج لأفكارهم المتطرفة والحصول على القبول الشعبى العام. لافتة إلى أنهم معروف عنهم ممارستهم لمبدأ التَّقِيَّة فى خطابهم نحو التغيير السـياسـى، والتظاهر بانتهاج الدين المعتدل واحترام اختلاف الآراء والأفكار، ولكن بمجرد الوصول إلى أهدافهم، تظهر نواياهم الحقيقية.

 ربط الدين بالسياسة

ووفقًا للدراسة، يتمحور الأداء الإعلامى لتنظيم الإخوان حول أطروحتين مركزيتين تختزلان الرؤية الأيديولوجية للجماعة لكل من الدين والدولة؛ تتمثل الأولى فى «ترابط الدين والسياسة» والتى سمحت لها بالولوج إلى السياسة بواسطة الدين والتدخل فى الدين بواسطة السياسة. مشيرة إلى أن تلك الأطروحة تأسّست على جملة شعارات روجتها الجماعة عبر أدواتها الإعلامية والاتصالية، مثل شعار «الإسلام هو الحل» الذى بات يُعبر عن لازمة فى خطاباتها الأيديولوجية.

أمّا الأطروحة الثانية، بحسب الدراسة؛ فهى «سمو الدعوة وقدسية الرسالة» والتى تتيح للجماعة تدبير علاقتها بالرأى العام الإسلامى بما يخدم تمددها فى المجتمع واختراق مؤسّساته، بوصفها نفسها على أنها «خادمة للدين وراعية لمصالحه»، مضيفة إن خطورة هذه الأطروحة تكمن فى تحويلها باستراتيجية الجماعة إلى مفاتيح أيديولوجية توظَّف فى سـياق حزبى ينشد التأثير فى وعى المواطن وإقامة نوع من التماهى لديه بين الجماعة والدين. 

 استخدام الإعلام فى صناعة البطولة

وتابعت: «أجاد الإخوان استخدام الإعلام فى صناعة البطولة؛ خصوصًا خلال الفترة التى تولوا فيها الحكم فى مصـر؛ حيث جرى إظهار الأشخاص الذين تولوا الشأن العام منهم على أنهم أبطال ويتميزون عن غيرهم ممن ينافسونهم، كما لجأ هذا الإعلام إلى أسلوب بث الشائعات بغرض مهاجمة خصومهم والتقليل من قدرهم وشأنهم؛ بل وصل لحد التسخيف».

وبينت أن الخطاب الإعلامى للإخوان لا ينفصل عن منظومة القيم الرئيسـية للجماعة التى تسعى إلى ترسـيخها بين المنتمين إليها؛ خصوصًا قيم الولاء والسمع والطاعة، باعتبارها تشكل ركيزة الحفاظ على البناء التنظيمى والإدارى للجماعة.

 فشل الإعلام الإخوانى

واستعرضت الدراسة أهم الأسباب التى أدت فى النهاية إلى فشل الخطاب الإعلامى الإخوانى فى تحقيق أهدافه، أبرزها انشغال الجماعة بالصراعات والانقسامات الداخلية التى ضربت صفوف التنظيم فى الفترة الأخيرة، وانتشار الفساد داخل التنظيم، ما انعكس على إعلامهم الذى عجز عن مواجهة القنوات المصـرية المنافسة له.

وأضافت: «ابتعد إعلام الإخوان عن أخلاقيات العمل الإعلامى؛ حيث افتقد المصداقية، ودأب على بث الأخبار المزيفة وتضخيم الأخبار وتهويلها، وغابت عنه الدقة والموضوعية، كما حرّض بعد ثورة 30 يونيو وعزل محمد مرسـى على العنف ضد نظام الحكم فى مصـر وضد بعض المؤسّسات وأصحاب مهن معينة، ودعم الجماعات المسلحة التى مارست العنف والإرهاب فى البلاد، وسعى كذلك لتغذية التوتر فى المجتمع المصـرى».

ولفتت إلى أن ابتعاد إعلام الإخوان عن أخلاقيات العمل الإعلامى واعتماده على التهويل والتحريض على العنف واستخدام لغة غير لائقة، أسهم أيضًا فى فقدانه المصداقية وتراجع تأثيره، ومن ثم عدم قدرته على تحقيق أىٍّ من الأهداف التى أُسِّس من أجلها.

 

 وسائل التواصل الاجتماعى

ونوّهت الدراسة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لم تتأخر عن اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة والإعلام الرقمى وامتلاك أدواته ووسائله؛ حيث وجدت فيه أداة ناجعة تساعدها من جانب فى كسـر احتكار الدول لهذا المجال ولنشـر أفكارها بصورة أسـرع فى المجتمعات العربية، ووسيلة مهمة للدفاع عن الجماعة وتحسين صورتها بالترويج لنفسها بوصفها جماعة معتدلة تؤمن بالديمقراطية والحريات العامة من جانب آخر.

وأشارت إلى أن الإخوان من أكثر الجماعات والحركات وحتى التنظيمات عمومًا التى لديها القدرة على التعبئة الجماهيرية من خلال وسائل الإعلام، بهدف نشـر فكر الجماعة، والدعوة إلى أستاذية العالم، وكثيرًا ما كان لها دور فى خروج التظاهرات ضد الأنظمة الحاكمة.

كما سخرت الدراسة الوسائل الممكنة كلها، ومن بينها وسائل الإعلام، بشقيه التقليدى والجديد، لضم أعضاء جدد وكسب تعاطف الرأى العام.

وخلصت الدراسة إلى أن إعلام الإخوان المسلمين فى هذه المرحلة يواجه أزمة حقيقية كبرى تضعه على طريق الاختفاء وخسارته الملاذ الذى وفرته تركيا له، وصعوبة إيجاد ملاذ آخر له، وتحوُّله إلى مجرد منصة ممولة بمال سياسى بهدف التشهير بالخصوم، بالإضافة إلى الخلافات الداخلية التى تعانيها الجماعة، وفشلها فى تحقيق أهدافها.